الأقباط متحدون - هل تفيد الكبارى العلوية فى بلد الأعمال السفلية؟!
  • ١٢:٢٢
  • الاربعاء , ٢ اغسطس ٢٠١٧
English version

هل تفيد الكبارى العلوية فى بلد الأعمال السفلية؟!

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٥٠: ١٠ م +02:00 EET

الاربعاء ٢ اغسطس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 ماذا يفعل فتح جهاز الكمبيوتر فى وطن يفتح المندل؟!، ما جدوى افتتاحات المعامل فى بلد احتفالات الزار؟!، المحطة النووية فى الضبعة فى المكان نفسه الذى فيه أكبر تجارة لبول الإبل!!، هل سنستفيد ونتقدم بكل هذه الكبارى العلوية فى بلد ما زالت تحكمه وتديره وتتحكم فى خلايا عقله الأعمال السفلية؟! تساؤلات وانطباعات يجيب عنها هذا الخبر المهم من موقع «مصراوى»:

 
قال «م. ت»، رئيس منطقة آثار رشيد، إن أعضاء إحدى الفرق الأثرية عثروا على «عمل سُفلى» دفنه أحد السحرة فى منطقة تخضع لعمليات تطوير بتل أبومندور فى محافظة البحيرة. وأوضح أنه أثناء متابعة الفريق الأثرى أعمال تطوير منطقة أبومندور، عُثر على «3 ورقات ملفوفة فى كيس، ويربطها خيط سميك ومدفونة على عمق مترين أسفل شجرة الجميز العتيقة جوار مسجد أبومندور»، مضيفاً: «قمنا بفضها، واتضح أنها ثلاث ورقات مقصوصة على هيئة عروسة أو بنت، وعليها كتابات بالحبر الأزرق وطلاسم غير مفهومة، يُرجّح أنها عمل سحرى». كما أشار رئيس منطقة آثار رشيد إلى أن أحد أعضاء الفريق الأثرى تعامل مع الورقات الثلاث بـ«رش الماء والملح، وقراءة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقاها فى النيل».
 
انتهى الخبر، وبدأ اللطم والبكاء على حال العقل المصرى، صاحب التصريح وفريقه الهمام ليسوا ممن يحضرون دروس محو الأمية، إنما هم مسئولون مصريون حاصلون على درجات علمية رفيعة، والمفروض أنهم متعلمون، لكنهم ما زالوا يعيشون الغيبوبة، يعيشون حياة «أشتاتاً أشتوت» وأجواء العفاريت والعمل المكتوب على قرن خروف، المدفون فى قبر صاحب كرامات!!، مشكلتنا ليست فى التيار السلفى، لكن مشكلتنا فى الوعى السلفى، الوعى الماضوى، الشفهى، المؤمن بالخرافات والسحر والمعجزات.. إلخ، العالم كله يوجد فيه بشر مؤمنون بالخزعبلات، لكنهم فى النهاية أفراد، هنا فى مصر تحولوا إلى تيار، وتيار كاسح، صاروا أغلبية، والمصيبة أن الفكر الخرافى اقتحم الجامعات وسكن أدمغة المسئولين وتسلل إلى أروقة المعامل!!، هذه هى الكارثة، البحث عن الآثار والحفريات.. إلخ، صار علماً فى منتهى الرقى، يحتاج إلى تكنولوجيا عالية وذهن صاحب منهجية علمية، وعندما يتخلى عالم الآثار عن تلك المنهجية سيصير حفار قبور أو «حانوتى» ببدلة وكرافتة!!، وعندما يرش الملح ويستخدم الرقية الشرعية، ويُرجّح أن ما وجده عمل سفلى من أعمال الجان والعفاريت، سيقتنع بالتالى بأنه لم يجد التمثال الفلانى لأن الحاجة فتكات سحرت له فاختفى، ولن يُتعب نفسه فى فتح مقبرة، حتى لا تهرول وراءه الجثث وتُعذبه الثعابين الصلعاء!!، عالم الآثار المقتنع بالعمل السفلى سيرفض ترميم معبد، لأنه بذلك سيسهم فى ترميم تراث الكفرة والحفاظ عليه!!، للأسف كل هذه الخرسانة التى نرميها لبناء المدن الجديدة والعواصم الحديثة وتشييد الكبارى العلوية وتعبيد الطرق الحديثة، كلها سيبتلعها المقتنعون بالأعمال السفلية ويجرفها عبدة السحر والخرافة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع