الأقباط متحدون - بدلاً من قانون الكراهية اذهبوا إلى سيناء لقتال الكراهية
  • ٢٢:٤٤
  • السبت , ٨ يوليو ٢٠١٧
English version

بدلاً من قانون الكراهية اذهبوا إلى سيناء لقتال الكراهية

مقالات مختارة | خالد منتصر

٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٨ يوليو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

أكتب المقال وأنا ما زلت لم أعرف العدد الحقيقى من شهدائنا الأبرار فى رفح، أكتب بمداد الدمع والغضب. ما قرأته عن الحادث ليس من قبيل «اضرب واجرى» مثل العمليات السابقة، بل هو اشتباك عنيف طويل، ما كُتب حتى الآن عن هذا الحادث الإرهابى الخسيس يقول إنه ليس عبارة عن إرهابى مفخخ مغسول الدماغ مزيف الوعى، بل هم عصابة تزيد عن مائة انتحارى، وهذا مكمن الخطر، وهذا له دلالة خطيرة، وهى أن تجنيد شباب سيناء يتم بصورة كبيرة ومنظمة وعلى نطاق واسع، ولا فكر مضاد يواجه، ولا بديل منهجى يفحم ويفند ويفضح. هذا هو مربط الفرس؛ مشتل الصبار ما زال يثمر، مستنقع الذباب والعفن ما زال يفقس بيض الكراهية، والأزهر والحمد لله مشغول بقانون الكراهية لحماية التيار السلفى المسيطر الذى اختطفه.

إذا كنتم، يا مشايخ الأزهر، تريدون مواجهة الكراهية بجد وبحق وحقيقى، فلتنزلوا قوافل وجماعات إلى سيناء، هذه هى جبهتكم الحقيقية، اجلسوا مع شبابها، وواجهوا الفكر بالفكر، وافضحوا تهافت أفكارهم وضحالة عقولهم وتفاهة دعواهم. لا تتركوا جيشنا عارى الظهر وأنتم مشغولون بتدبيج المقالات التى يكتبها المستشار المعجزة ويوزعها على الجرائد دفاعاً عن قانونه المكروه الكريه، هذا هو ميدانكم الحقيقى الذى لا بد أن توجدوا فيه الآن، ميدانكم ليس ساحات المحاكم التى تلاحقون فيها مفكرين كل جريمتهم أنهم فكروا ويريدون تجديد الخطاب والفكر، كما طلب منكم الرئيس، وكان ردكم الأذن الطين والأذن العجين والطناش المتين! ليس ميدانكم الحقيقى منع برنامج لإسلام بحيرى واللهاث خلفه فى المحاكم حتى بعد أن سُجن بناء على تقرير منكم، اللهاث بغرض واحد هو اغتياله معنوياً وشطبه روحاً بعد أن سجنتموه جسداً، ليس ميدانكم هو تجييش جيوش أساتذتكم الأفاضل للهجوم على د. سعد الدين هلالى وكأنه سباك وليس عالماً أزهرياً وأستاذاً تعلم منه هؤلاء المتطاولون الذين قادوه عدة مرات إلى لجان تحقيق أشبه بمحاكم التفتيش، ليس ميدانكم العناد مع رئيس الجمهورية فى مشكلة تخرب نصف بيوت مصر وهى مشكلة الطلاق الشفوى لمجرد استعراض العضلات وعدم سحب البساط ودبح القطة لكل من تسول له نفسه المشاركة فى البيزنس، ميدانكم الحقيقى ليس اللجان المنبثقة لمحاربة عشرة ملحدين أو مائة شيعى توهموننا أنهم جيوش الفرس والروم!! ساحة قتالكم الحقيقية هناك فى سيناء حيث التجريف الفكرى والتصحر العقلى الذى لا بد أن يواجَه بسلاح إقناعكم وتفنيدكم إن كان ما زال ثمة وقت لديكم للإقناع والتفنيد.

أكدوا حديثكم عن الزهد الذى تكررونه من فوق المنابر، واجعلونا نصدق خطبكم عن الجهاد التى تطلون علينا بها من الاستوديوهات، اهبطوا إلى سيناء درعاً فكرياً لجنودنا، جففوا المستنقعات بكاسحات ألغامكم الفكرية والمنهجية، ساعدوا بلدكم الذى يتحمل ونتحمل معه ميزانيتكم التى تجاوزت الـ12 مليار جنيه، ها قد حان ميعاد تسديد الفاتورة، وأنتظر سماع قراركم الحكيم بتجنيد شيوخكم ودعاتكم على الجبهة هناك فى سيناء، وإذا كان الشعب قد صدقكم حين أخبرتموه بأن الملائكة حاربت فى سيناء مع جنودنا، فلن نطلب منكم الملائكة هذه المرة، بل سنطلبكم أنتم، شيوخنا الأفاضل الأجلاء، لتحاربوا مع جنودنا المعركة التى لم نخضها بعد برغم كل هذا الدم وهؤلاء الضحايا، معركة الإرهاب هى معركة الأفكار وليس الإرهابيين الأشرار.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع