الأقباط متحدون - في ذكرى ميلاد ملك الدلع وقاهر الوجع
  • ١٥:١٥
  • السبت , ٨ يوليو ٢٠١٧
English version

في ذكرى ميلاد ملك الدلع وقاهر الوجع

مقالات مختارة | بقلم : بولا وجيه

٥٦: ٠٩ م +02:00 EET

السبت ٨ يوليو ٢٠١٧

بولا وجيه
بولا وجيه

 مقال الأسبوع الماضي كتبته وأنا أجهز حقائبي للعودة إلى الوطن في إجازة تستمر لبضعة أيام ليست أكثر، وبالطبع كل من جرب مشاعر الغربة لأول مرة يعرف جيدًا الظروف النفسية لكل شخص في تلك الظروف، وأنت وحيد بدون سند أو ونيس يساعدك في أي شيء، وكأن تلك هي ضريبة قرار الغربة والتغرب عن الكل بحثًا عن ما تحلم به.

 
لا أنكر بالطبع أن نفسيتي كانت سيئة للغاية وكنت محطم، وخصوصًا أن من يعرفني جيدًا، يعرف أنني كنت ذلك الطفل المدلل في بيت أبيه وفي لحظة ما ألقى بذاته في مواجهة الطوفان أو الغربة بمعنى أدق، دون صديق أو أحد يشاركه تلك الحياة التي كانت جديدة للغاية بالنسبة له، وكأنه لم يكن له صديق بالأساس!
 
لكني أؤمن دائمًا بأن الله قادرًا أن يجعل لك أشخاص في حياتك يشاركونك كل التفاصيل ولو بينك وبينهم أنهار العالم وقاراته وليس مجرد دول فقط.
 
ومع الوقت تدرك بأن الصديق ليس ذلك الذي كنت تحسبه هو الذي يشاركك حياتك بشكل عام، ولكن الذي يشاركك اللحظات الصعبة والعصبية والمريرة قبل اللحظات السعيدة بشكل خاص.
 
لا أستطيع أن أنكر أنني بحمد الله مرزق بذلك الصديق الذي أحسبه نعمة من عند الله، بعيدًا عن الفارق العمري بيننا والذي يتعدى ضعف عمري حاليًا، ولكن أشعر بأنه صديقي منذ الطفولة وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ زمن طويل.
 
صديقي هذا هو "عادل سلامة" ذلك المؤلف والشاعر الجميل، وربما ينسى البعض أن يضيف لقب "ملك الضحك" في بعض الأحيان، وذلك اللقب الصراحة من وجهة نظري المتواضعة أهم لقب يجب أن يلقب به، فهو كفيل بأن يجعل حالتك النفسية تتحول مائة وثمانين درجة في ثانية واحدة إن كنت حزينًا.
 
الشاعر عادل سلامة، ليس فقط شخص يلعب بالكلمات كما يظن البعض، عادل يملك مفاتيح القلوب ويعرف من أين يستطيع أن يتملكها بكل سهولة، وللصراحة أن كان يجوز لي وصفه بـ"حرامي القلوب" لفعلتها، فتلك السرقة ليست سيئة بل مبهجة عندما يكون الأمر متعلقًا بشخص ماهر مثله.
 
وسط كل حزن الاستعدادات السفر والضغط يستطيع أن يجعلني أبتسم في لحظة، وعند العودة يوم الثلاثاء مررت ببعض المشكلات التي كانت ستجعلني أغادر البلاد بعد يومين أو ثلاث بالأكثر من بعد تاريخ نشر مقالي هذا ولكن سبحان الله في اليوم التالي يأتي ونجلس سويًا ويطمئن مليون في المائة أنني لن أنوي الرحيل قبل الموعد الذي حددته الجامعة. فهو شخص لا يسعى في الحياة إلا لإسعاد الآخرين، من الأخر يمكن أن نقول، هو الذي يحول "الوجع" إلى "دلع" كما قد سمي ديوانه الذي يصدر خلال أيام "ديوان الوجع والدلع".
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع