الأقباط متحدون - قصة العملية الانتحارية «جمال عبدالناصر»: استهدفت مستوطنة إسرائيلية ردًّا على «كامب ديفيد»
  • ٠٣:٢٩
  • الخميس , ٢٧ ابريل ٢٠١٧
English version

قصة العملية الانتحارية «جمال عبدالناصر»: استهدفت مستوطنة إسرائيلية ردًّا على «كامب ديفيد»

أخبار مصرية | المصري اليوم لايت

١٧: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧

العملية الانتحارية «جمال عبدالناصر»
العملية الانتحارية «جمال عبدالناصر»

عملية «جمال عبدالناصر» رُبما تظن من الاسم أنها حدثت داخل الأراضي المصرية، لأنها سُميت باسم الزعيم الراحل، لكن الحقيقة غير ذلك، بل وقعت العملية خارج مصر، نُفذت على نغمات «أصبح الآن عندي بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم»، لأنها تحمل بُعدًا سياسيًا عربيًا، عنوانه «فلسطين»، منذ 38 عامًا، تحديدًا في أبريل 1979، تحت قيادة اللبناني، سمير القنطار.

يُعرّف اللبناني سمير القنطار بأنه أقدم سجين لبناني في السجون الإسرائيلية، كما لُقب بـ«عميد الأسرى العرب»، وهو الفرد الأساسي في عملية «جمال عبدالناصر»، كان حينها في 16 من عُمره، فتى يافعًا، مُحملًا بجينات الحرية، ويطوق لتحقيقها.



«أمضي الآن وربما لن نعود، لكن الثقة أن كل الثوريين سيتابعون الطريق الذي نشقه الآن بدمائنا، وشقهُ الآلاف من قبلنا من أبناء وطننا العربي، لأن طريق فلسطين طريق الحرية نحو وطن عربي موحّد، أخاطبكم ارفعوا راية الكفاح المسلح عالية خفاقة، لأنه بغير النضال، لا تأتي الحرية، المجد للثوار الذين تشق بنادقهم طريق الحرية والسلام، وإننّا لمنتصرون.. أخوكم (سمير القنطار)»، آخر كلمات قالها «سمير» في يوم 21 إبريل، اليوم، الذى سبق تنفيذ العملية، كما جاء في الفيلم الوثائقي «الطريق إلى نهاريا».

وفي يوم 22 إبريل 1979، نفذ «سمير» العملية بمصاحبة 3 من رفاقه، وهم عبدالمجيد أصلان، ومهنا المؤيد، وأحمد الأبرص، على أعتاب مدينة «نهاريا»، شمال إسرائيل، حيث ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺍﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺗﺮﺳﺎﻧﺔ أﺳﻠﺤﺘﻪ، ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﻣﺪﻳﻨﺔ «ﺻﻮﺭ» ﺑﺰﻭﺭﻕ ﻣﻄﺎﻃﻲ ﺻﻐﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﺔ «ﻧﻬﺎﺭﻳﺎ» ﻭأسر ﺭﻫﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍلإﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﻤﺒﺎﺩﻟﺘﻬﻢ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﻴﻦ ﻣﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍلإﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ.


في البدء، حدّدت المجموعة هدفها من العملية، وهو الردّ على اتفاقية «كامب ديفيد»، بالإضافة إلى «تأكيد لاستمرار الثورة حتى النصر، وتحرير كامل تراب فلسطين، وانتقام لأبناء شعبنا الذين يشردون ويقتلون يوميًا وسط صمت عربى مريب»، وفقًا لوصف سمير القنطار.

في كتاب «قصتي» الذى يروي فيه سمير القنطار كيف نفذت عملية «جمال عبدالناصر»، يقول عن بداية تنفيذ العملية: «أبحرنا في القارب المطاطي في العاشرة من مساء الحادي والعشرين إبريل 1979. كان البحر هائجًا وكان الجو باردًا. استغرقت الرحلة إلى نهاريا حوالي أربع ساعات لأننا كنا نسير ببطء لتحاشي صدور أي صوت».



عندما رسا القارب على الشاطئ في نهاريا، تحرك «سمير» ورفاقه نحو تنفيذ تعليمات صدرت في بيروت، تقضي بالعثور على أحد ضباط الشرطة وقتله، وعندها طرقوا أحد الأبواب في منزل خاص، وتحدثوا بالعربية عبر جهاز الاتصال الداخلي، ما أثار الرعب في نفوس السكان فاتصلوا بالشرطة، قتلوا الضابط إلياهو شاكار بسيل من الرصاص، ويقول قنطار «إنه أطلق واحدة وثلاثين رصاصة»، وفقًا للكتاب المذكور سابقًا.

انطلق «القنطار» والمجموعة بالزورق الساعة الثامنة مساء، وبعد ساعتين من المسير المتأني حتى لا تكتشفهم الزوارق الإسرائيلية التى تجوب البحر، توقف نتيجة عطل ميكانيكي، وفشلت كل المحاولات معه، وبالاتصال عبر اللاسلكى مع أبو العباس أمر «القنطار» بالعودة، وحين استدار الزورق عائدًا كانت المفاجأة أنه عاد للعمل، لكن العملية تأجلت.



وفيما بعد، وصلت مجموعة أخرى بقيادة «سمير» إلى «نهاريا» واقتحمت مبنى سكنيًا، وتمكنت من القبض على إسرائيلي يدعى «داني هاران» وابنته «عينات هاران» قبل أن يقتلا خلال العملية.

وقام أحد السكان بإطلاق النار على مجموعة «القنطار» من سلاحه الشخصي، ما أدى إلى مقتل أحد أفرادها، وحاول باقي المجموعة الانسحاب مع الرهائن إلى ساحل البحر، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية وتلقي القبض على المجموعة، وانتهت العملية بمقتل الرهائن في تبادل لإطلاق النار وإلقاء القبض على «القنطار».

وضمن أحداث الفيلم الوثائقي «الطريق إلى نهاريا»، ذُكر أن «سمير» طلب تسمية العملية باسم «جمال عبدالناصر»، مبررًا ذلك بقوله: «جمال عبدالناصر كان زعيمًا قوميًا، ولعب دورًا مهمًا في استنهاض الأمة العربية، خلق حالة من الحماس والاندفاع، لكنه لم يستطع تغيير الأنظمة التي من الواضح أنها كانت تتآمر عليه».
 

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.