الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. فاروق يترك الرئيس الأمريكى روزفلت ليتفرج على كوينسى
  • ٢١:١٣
  • الاربعاء , ١٥ فبراير ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. فاروق يترك الرئيس الأمريكى "روزفلت" ليتفرج على "كوينسى"

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧

فاروق يترك الرئيس الأمريكى
فاروق يترك الرئيس الأمريكى "روزفلت" ليتفرج على "كوينسى"

فى مثل هذا اليوم 15 فبراير 1945..
كان الوقت عصرا ،حين وصل الرئيس الأمريكي " فرنكلين روزفلت " علي ظهر الطراد " كوينسي " الي مياه البحيرات المرة وسط قناة السويس يوم 12 فبراير عام 1945 . كان روزفلت في الطريق الي بلاده عبر البحار، عائدا من مؤتمر " يالطا " الذي ضمه مع الزعيم السوفيتي " ستالين " والبريطاني " تشرشل " وانتهي بتقسيم أوربا الي "شرق" يسيطر عليه الاتحاد السوفيتي ، وغرب تحت هيمنة أمريكا ، وكان من نتائجه تقسيم ألمانيا الي دولتين ،" شرقية " و" غربية " . كانت زيارة " روزفلت" الي المنطقة إيذانا لعصرها الأمريكي ، ووداعا لعصر طويل من الهيمنة البريطانية ، وحين أطلع الرئيس الأمريكي ، رئيس الوزراء البريطاني "تشرشل" علي نيته للزيارة ، سأله الأخير :" هل تريدني معك في هذه الزيارة ؟" ،

فأعتذر له روزفلت مشيرا إلي أنه يفضل أن يتعرف علي زعماء المنطقة وحده ، وكان له ذلك . في مثل هذا اليوم ( 15 فبراير 1945 ) ، كان لقاء" روزفلت "ب" الملك فاروق " ، في خلفية اللقاء ، أن " فاروق " ملك أكبر بلد عربي والغاضب ورغبة منه في البحث عما يخلصه من الإذلال البريطاني ، وبهذه الحسبة يمكن أن تحل أمريكا بديلا ، فالحديد لا يفله إلا الحديد ، وفي الخلفية أيضا ، أن " روزفلت " هو رئيس الدولة التي حسمت النصر للحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، وتبحث عن أماكن حيوية في العالم تشدها تحت خيمة هيمنتها . استمر اللقاء ساعات ، وحضره فقط من المسئولين المصريين الي جانب فاروق أحمد حسنين باشا " رئيس الديوان الملكي وصاحب أقوي نفوذ علي " فاروق "، وطبقا لكتاب " ملفات السويس " للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والوثائق التي جاءت فيه ، فإن المعلومات بشأن اللقاء ضائعة ، لكن تقريرا مختصرا كتبه الوزير الأمريكي المفوض في القاهرة وقتها ، ويأتي الكتاب بصورة منه ، يقول :" ركز الملك في حديثه علي شكاويه من الطريقة التي يعامله بها السفير البريطاني في مصر اللورد "كيلرن " _اسمه الأصلي " "مايلز لامبسون "_، وأن الحكومة البريطانية لا تستمع الي شكاويه من هذا الطاغية الذي يمثلهم في بلاطه . بعد أن ذكر " فاروق " شكواه ، ترك حديث السياسية الخاصة تتم بين " روزفلت " و" أحمد حسنين باشا " ، وبعد تناول الغذاء قام الملك بتفقد " الطراد " الأمريكي ليتفرج عليه وعلي قوته ومدافعه الكبيرة . طبقا لقراءة "هيكل " للحدث ،

فإن "حسنين باشا " كان علي استعداد للتفاهم باسم الملك ، لكن روزفلت كان حذرا ، لأنه يعرف أهمية مصر الخاصة لبريطانيا ، وأن إزاحة النفوذ البريطاني من مصر والدخول الأمريكي في أعقابه تقتضي العمل بسياسة الخطوة خطوة ، وأن الخروج والدخول في حاجة لسنوات طويلة ، وأن الأمر أكثر تعقيدا من امتيازات بترول الصحراء ، وإن كان بترول الصحراء أهم في المدي القريب علي الأقل . انتهي اللقاء بدعوة وجهها روزفلت الي فاروق لزيارة أمريكا ، وتحمس الملك لها ، لكنها لم تتم ، وفي اليوم التالي كان لقاء الرئيس الأمريكي بالعاهل السعودي الملك عبد العزيز في نفس المكان ..!!