الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم..وفاة شيخ الأزهر بعد اتهامه من المفتى بتخريب الدين لتدريس الإنجليزية للأزهريين
  • ١٧:٢٤
  • الاربعاء , ١٥ فبراير ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم..وفاة شيخ الأزهر بعد اتهامه من المفتى بتخريب الدين لتدريس الإنجليزية للأزهريين

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٤: ٠٦ م +02:00 EET

الاربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

ذات يوم 15 فبراير 1947م..

سامح جميل

غضب الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور مصطفى عبدالرازق قائلاً: «إضعاف الدين لا يكون أبدا عن طريق «أسرة عبدالرازق»، يكفى أن ينظر شخص فى آثار الجمعية الخيرية التى أنشأها الشيخ «عبده» وكفلها النمو والازدهار «محمود باشا عبدالرازق» ليحكم عن صلة أسرة عبدالرازق بالإسلام ومدى عنايتها به».

قال الشيخ مصطفى هذه الكلمات الغاضبة ردا على ما قيل فى اجتماع «مجلس الأزهر الأعلى» المنعقد يوم 15 فبراير «مثل هذا اليوم» 1947، وكان سببا فى وفاته فى نفس اليوم، وطبقا لوقائع هذا الاجتماع سنعرف إلى أى مدى كان «الأزهر» أسيرا لحالة الجمود التى تضرب بقوة كل محاولة لتطويره بحجة «إضعاف الدين» وهى الحجة الجاهزة لمقاومة هذه المحاولات.

يروى الدكتور محمد البهى، وزير الأوقاف وشؤون الأزهر «29 سبتمبر 1962 - 25 مارس 1964» وقائع ما جرى فى الاجتماع المذكور، مؤكدا فى مذكراته «حياتى فى رحاب الأزهر» عن «مكتبة وهبة - القاهرة» أن الشيخ مصطفى عبدالرازق لاقى أثناء مشيخته للأزهر «ديسمبر 1945 - فبراير 1947» بعض الصعوبات من المشايخ والطلاب على حد سواء، «ومن الأسف أن بعض كبار رجال الإدارة كانوا من بين المحرضين للطلاب ضده، وظهرت صورة رديئة من معارضة الطلاب فى حفلة أقامتها مشيخة الأزهر بمناسبة عيد ميلاد الملك، وخطب فيها الشيخ الأكبر فى الرواق العباسى».

يوضح «البهى» أن الشيخ مصطفى ترأس يوم وفاته اجتماع مجلس الأزهر الأعلى، وكان «البهى» ينتظره فى مكتبه بناء على طلبه لحين الانتهاء من الاجتماع، ويضيف البهى: «لما انتهى ودخل المكتب رأيته منفعلا وغاضبا، وقلما كان يغضب، فسألته: «أحدث أمر غير عادى فى المجلس؟ فقال: هيا بنا إلى السيارة لأوصلك إلى المنزل فى طريقى، وكنت أنا أسكن فى «العباسية الشرقية» بينما هو يسكن فى «منشية البكرى» بعد ذلك، وأثناء الطريق ذكر لى، أنه كان من بين الموضوعات المعروضة على مجلس الأزهر الأعلى: تعليم اللغة الإنجليزية فى معهد القاهرة على سبيل الإلزام كتجربة يمكن أن يتضح منها فيما بعد: مدى استعداد طلاب الأزهر وهم كبار فى السن لتعلم اللغة الأجنبية، وقال إنه اتفق مع الدكتور طه حسين، عميد كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، على أن يقبل عددا من المتخرجين من الثانوية الأزهرية طلبةً فى كلية الآداب، وجاءت هذه الفكرة سبيلا إلى إخراج الأزهريين من عزلتهم فى الحياة المصرية وفى الوظائف العامة الحكومية، وتمكينهم من الوظائف المدنية والاختلاط بغيرهم حتى يمكن أن يسود بينهم تفاهم، وبالتالى بين الأزهريين بوجه عام وغيرهم من المدنيين الآخرين».

عبر هذا الاقتراح عن جانب من طموح «مصطفى عبدالرازق» لتطوير الأزهر، وعما يحمله هو من استنارة جعلته من المحسوبين تاريخيا على تيار
التجديد الذى أرساه الشيخ محمد عبده، لكن كيف قوبل اقتراحه بتعلم الأزهريين للغة الإنجليزية؟
يجيب «البهى» من خلال ما ذكره له «عبدالرازق»: «عندما عرض هذا الموضوع الذى أثير فى الجلسة تصدى له الشيخ حسنين مخلوف وكان بحكم وظيفته «مفتى الديار المصرية» عضوا فى المجلس الأعلى للأزهر، وكان تصديه للموضوع يتضمن تحديا للشيخ مصطفى، إذ وصف تقرير «تعلم اللغة الإنجليزية فى الأزهر» بأنه يضعف الدين، يؤكد البهى: «إضعاف الدين، كانت ولاتزال، فى الأزهر هى الحجة فى مواجهة أى تغيير يطرأ على نظام الدراسة أو على الكتب الدراسية أو على المدرسين، وعندما أعلن الشيخ حسنين هذا التحدى غضب الشيخ مصطفى وواجهه بأن إضعاف الدين لا يكون أبدا عن طريق أسرة عبدالرازق ويكفى أن ينظر شخص فى آثار الجمعية الخيرية التى أنشأها الشيخ «عبده» وكفلها النمو والازدهار «محمود باشا عبدالرازق» ليحكم عن صلة أسرة «عبدالرازق» بالإسلام، ومدى عنايتها به».

يصل «البهى» فى سرده إلى دراما ما حدث للشيخ الجليل، مشيرا إلى أن السيارة وصلت بهما إلى منزله «البهى» فاستأذنت، بعد أن وعدت بالذهاب إليه فى «منشية البكرى» فى السادسة من مساء نفس اليوم، ولكن من الأسف ما إن وصلت إلى منزله حتى علمت بالخبر المؤلم، وهو وفاته أثناء استراحته بعد الغداء على أثر أزمة قلبية حادة»، ويعلق البهى: «هكذا كانت وفاته بسبب بعض الشيوخ»...!!