الأقباط متحدون - يا دي هم جهابذة الدولار ..!!
  • ١٩:٣١
  • الجمعة , ٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

يا دي هم جهابذة الدولار ..!!

نبيل المقدس

مساحة رأي

١١: ٠٨ ص +03:00 EEST

الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
الصغير قبل الكبير .. الجنين قبل الرضيع .. الستات قبل الرجال .. الفقير قبل الغني ..  الجوّال قبل البقال  .. صُناع بير السلم قبل رجال الصناعة .. المصدر قبل المستورد .. الصائع قبل الصانع .. الشحات قبل المعطاء .. المتدين قبل العلماني .. الجاهل قبل المتعلم .. العاطل قبل العامل .. الشاذ قبل السوي .. الإرهابي قبل السلفي ..  والملحد قبل المؤمن .. والمتحجبة قبل السافرة .. سائق الحنطور قبل التاكسي .. سائق  الكارو قبل التِريله .. صاحب التوك توك قبل الملاكي .. التمرجي قبل الطبيب .. الفني قبل المهندس .. الحاجب قبل القاضي .. التلميذ قبل المدرس  .. الفراش قبل الناظر .. العسكري قبل الظابط .. الفلاح قبل العمدة .. الخفير قبل الوزير .. الجوعان قبل الشبعان .. النائم قبل الصاحي .. والجالس قبل الواقف .. والغائب قبل الحاضر ..  و اخيرا وليس بأخر .. الشعب قبل الرايس , مافيش علي السنتهم اليومين دوله إلاّ كلمة " دولار " .


      الكل بيفتي .. الكل بيزايد .. الكل بيراهن .. الكل بيتصور .. الكل بيتخيل .. الكل بيجادل .. الكل بيضارب ..  الكل صارعالما إقتصاديا .. الكل بيتسابق في هدم إقتصاد مصر .. منهم عن قصد والأخر عن تطرف , أو مجرد نوع من انواع الغُشم والجهل وفك المجالس .. أو نوع من انواع الفراغ الذي إبتلي به الشعب المصري .. أو شيء لزوم الشيشة .. أو شيء لزوم قاعدة طراوة مع الحشيش .. !


    عاشت مصر الفترة الأخيرة في إرهاب من نوع أخر , وهو التشكيك وهدم اقتصادها .. هذا النوع من الإرهاب أخطر بكثير من الإرهاب الفكري او الدموي . وأسهل بكثير من العنف والقتل في تنفيذه .. وخصوصا أن من صفات أغلب الشعب المصري من ذوي اللّك والعَجْن أكثر من الجد والعمل .. فطالما أفواههم تلوك بالطعام  فهم صامتون .. وطالما  المبسم بين شفايفهم فهم ساكتون .. وطالما القهاوي مفتوحة 24 ساعة فهم مبتهجون .. وطالما  ماتشات الكرة مستمرة فهم ملعلعون .. وطالما  أبنائهم  يعملون علي التكاتك  فهم راضون والحمدالله .. طالما سيداتهن متحجبن وعلي رؤوسهن 10 أكياس سكر فهم آمنون .. وطالما لهم القدرة أن يتركوا الشيشة , ليذهبوا إلي الصلاة في أوقاتها يصيرون  منشرحي الصدر . ... هذا ملخص بسيط  عن حياة أغلب الشعب المصري , والذي يتباهي بأنه سياسي وإقتصادي ومصلح و  عالم وناقد ومحلل ومفتي ...


      متي كان الشعب المصري يهتم بالدولار إلا القليل منهم ؟؟ , متي كان الشعب المصري يحزن علي ارتفاع الدولار او يفرح عند إنخفاضه إلاّ رجال الأعمال ومن لهم صلة بالإقتصاد ؟؟ متي كان الشعب المصري يأخذ باله بوجود  بورصة مالية إلاّ رجال المال والأملاك ؟؟ .. أقصي ما يعرفه الشعب المصري من العمليات الإقتصادية حتي الأن هو أن يقبض راتبه الشهري أو القيام بعمل جمعية مع المعارف و يقبضها هو الأول .  حتي اولياء الله الذين يعتبرون البورصة نوع من انواع الميسر بدأوا يتابعون ارقام البورصة أخر كل يوم بعد ما تنتهي من جلساتها ؟؟ فعلا شعب أصبح غريبا من بعد يوم 25 يناير 2011 ..
     حاليا من الصعب أن تضع للشعب المصري مواصفات خاصة له , أو سمات تميزهُ .. فقد تجرد من جميع صفات المصري الأصيل , وأصبح أغلبهم متواكلين علي الله .. أصبح أغلبهم لا يميلون إلي العمل , فهم علي القهاوي  التي تعمل ليلا ونهارا , يحتسون الشاي ابو سكر زيادة  غير مبالين بما يحدث حولهم .. كل ما يسمعونه  يرددونه بجهل .. وكل ما يشاهدونه يصدقونه بلا علم أو يقين  ..!!


    وأخيرا .. شر البلية ما يضحك .. خرج علينا منذ شهر مصطلح إقتصادي جديد علينا هو " تعويم الجنيه " .. إنتفضت جهابذة الإقتصاد الشعبي وبدأوا يلقون الفتاوي .. وكانهم مدربي حمامات سباحة في النوادي الليلية .. والغريب بعد ما تسمع فتوي من شخص فُرض علينا انه جهبذ إقتصادي , ثم تسأله ماذا يعني بتعويم الجنيه .. ينظر إليك من فوق لتحت بنظرة غيظ .. ويقول لك بصراحة انا حتي الآن لم أعرف ماذا أنت تقصد !! .( لكي يهرب من سؤالك) .. عجبي !


    أتركوا يا شعب مصر المتخصصين في العلوم الإقتصادية أن يعملوا بدون تشويش .. و أن  تتوقفوا عن بث روح اليأس والإحباط عن طريق إذاعة ونشر فشل أي خطوة تتخذها الحكومة لإصلاح حال الدولة .. أتركوا الدولار يعوم أو حتي يغرق لمن يفهم ويعرف اسرار العمليات المالية .. دعوا الدولار وشأنه لكي يتفرغ براحته في إعادة مكانة مصر المالي بين الأمم .. ركزوا أنتم في العمل .. جاهدوا لكي  تُفْرِجوا عن مشروع الشباك الواحد لكي نسرع إلي جذب  الإستثمارات وبالتالي الدولارات.. ولا نوقف مسيرة التقدم ... فبدل ما تعطون الجهد في رفع شأن الدولار إعملوا بجدية لكي  ترفعوا من شأن الجنيه المصري فهو الأولي منه .. وهذا يتطلب المجهود الكثير وعدم الإسراف وربط الحزام , لمدة معينة حتي يصل الجنيه المصري إلي مكانة عالية , ألتي عندها يستطيع أن يناطح العملات الأخري ..


   هيا بنا نُرجع الجنيه المصري سيدا علي الدولار .. ويصل قيمته في السوق 3 دولارات كما كان في زمن أوائل السبعينات القرن الماضي ... هل نستطيع ؟؟؟؟؟؟؟


الله يكون بعونك يا مصر .. علي أكتافك 90 مليون نسمة وأولهم أنا جهابذة عصر ما بعد 25 يناير 2011 ..!!!

حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد