بقلم :جرجس بشرى

من الثوابت البديهية أن أول خطوة لإسقاط وتفكيك أي دولة تبدأ بإسقاط مؤسساتها الوطنية  كالقضاء والشرطة والجيش وجهازه المخابراتي الوطني ، ومن المؤكد وفي ظل مخطط تقسيم الشرق الأوسط والذي عُرف بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" وهو المشروع الذي يهدف إلى تقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات على أساس ديني وعرقي بإثارة النعرات الطائفية بين مكونات الدولة الواحدة لضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد.

  ولقد بات من الواضح جداً أن الحركات الصهيوأمريكية بدأت تستخدم تيارات الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين كآلية لتنفيذ وتمرير هذا المخطط باسم الإسلام " والإسلام منهم برئ " ، بتمكين هذه الجماعات في الدول التي أطلق عليها "دول الربيع العربي " من الحكم ، لإسقاط مؤسسات الدولة وتفكيكها وتفتيتها ، لإحداث الفوضى "الخلاقة" التي من خلالها يتم تمرير هذه المخططات القذرة ، ولا يظن أحداً أنني أبالغ في هذا الأمر ، فالتحالف الصهيوامريكي مع جماعة الإخوان المسلمين أصبح واضحا للعيان ويؤكد على ذلك قرابة 153 مقابلة لمسئولين وقيادات في الجماعة مع مسئولين أمريكيين قبل وبعد الثورة ومسئولين في الكونجرس تابعين للوبي الصهيوني ، وتعيين وزير خارجية جديد أطلق عليه مهندس العلاقات الإخوانيه الأمريكية في دول الربيع العربي وهو "جون كيري" وكم الإشادة المبالغ فيه من السفيرة الأمريكية بالقاهرة بجماعة الإخوان وإنهم يخدمون المصالح الأمريكية ، ومعارضتها لعودة الجيش المصري للحكم ، وخطاب الانبطاح لإسرائيل الذي أرسله محمد مرسي لـ"شيمون بيريز" والذي وصفه فيه بــ"الصديق الوفي " !!!والأخطر من ذلك كله التصريح الخطير الذي اتهمت فيه حملة "ميت رومني" المرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالتآمر مع الإخوان ، وتصريح رومني ذاته في حملته الانتخابية بأن الإدارة الأمريكية انفقت قرابة مليار ونصف دولار لتمكين الإخوان المسلمين من الحكم في مصر !!

والقارئ والمتابع الجيد بثورات الربيع العربي بلحظ بوضوح أن إسقاط الجيوش الوطنية في هذه الدول وتكوين جيوش موازية يطلق عليها مجازا ً"الجيش الحر" الذي يتم تسليحه ودعمه من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ،هو الهدف الاستراتيجي لإسقاط الدولة وإشاعة الفوضى والحرب الأهلية وإعطاء المبرر القانوني للتدخل الدولي "الاحتلال" ، وهذا ما حدث في ليبيا والعراق واليمن وتوجد محاولات جبارة ومستميتة لتمرير هذه الإستراتيجية في سوريا ومصر ،  فإختراق الجيش  المصري الوطني وأخونته أصبح هدفا ً استراتيجيا للجماعة لإسقاط مصر وجعلها جثة هامدة لتحقيق أمن إسرائيل على المدى البعيد.

 فالمؤامرة على الجيش أصبحت مفضوحة وقد أكد على ذلك الخبير الامني والإستراتيجي سامح سيف اليزل في تصريحات لجريدة الدستور المصرية بقوله : "هناك مؤامرة من الداخل بهدف تقويض وتفتيت القوات المسلحة، وفي الوقت الذي كان يشيد فيه قائد المنطقة المركزية الأمريكية بكفاءة ونزاهة وشرف الجيش المصري وأنه حجر الزاوية في العلاقات المصرية الأمريكية، كان قصر الرئاسة يسرب تسريبات لـ"الجارديان" يتهم فيها الجيش المصري كذبا وبهتانا بأنه هو الذي قتل الثوار في موقعة الجمل، ما اضطر المتحدث العسكري للقول بأن القوات المسلحة لديها فيديوهات تؤكد أن مليشيات الجماعة هي التي قتلت الثوار من فوق أسطح العمارات.

وأكد اليزل أيضا أن الخلية الإرهابية للقاعدة التي استطاع جهاز الأمن الوطني القبض عليها قبل أن تعصف بالمجتمع المصري تجعلنا ندعم هذا الجهاز الوطني ولا نهدمه." وكذلك تهديدات التيارات الإسلامية المنبثقة عن الجماعة لجيش مصر مثل حازم صلاح ابو إسماعيل الذي قال:" لو الجيش نزل إحنا كمان ها ننزل " و"سنتصدى لإعادة حكم العسكر" ، والهجوم على المخابرات الذي أسفر عن الإطاحة بقرابة 27 قيادة من المخابرات المصرية الوطنية ، وكذلك هجوم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع للجيش المصري بقوله أن جنود مصر طيعون ولكنهم يحتاجون لقيادة رشيدة توعيهم بعد أن تولى أمرهم قيادات فاسدة " .

كما يؤكد القيادي المنشق عن الجماعة ثروت الخرباوي في حوار مع جريدة الجمهورية أكد فيه على وجود تنظيم للاخوان المسلمين داخل الجيش المصري وهذا التنظيم بدأ منذ أواخر السبعينيات أيام عمر التلمساني موضحاً ان بعض أفراد من هذا التنظيم أصبحت الآن قيادات كبيرة في القوات المسلحة ، وكشف الخرباوي أن هذا التنظيم يسمي "قسم الوحدات "وله تاريخه داخل الجماعة وقال أن أبو العلا ماضي من خمس سنوات أدلي بأحد أسراره وأعترف في لقاء مع أحمد المسلماني بأحد أسراره عندما قال إن مصطفي مشهور أعترف له بتفصيلات قسم الوحدات.

 بالاضافة الي أن حسن البنا أشار الي هذا القسم عندما قال في رسالة المؤتمر الخامس قال ¢ أن وسيلتنا للوصول للحكم هو الساعد والقوة. هذا تعبيره ومصطفي مشهور قال أن الساعد والقوة التي ستساعدنا للوصول للحكم أن يكون لدينا تنظيم داخل الجيش. فسأله أبو العلا ماضي وكيف سيكون لنا تنظيم. رد اننا بدأنا بالفعل في هذا الأمر. هذا التصريح لمشهور لأبوالعلا الماضي كان سنة 1980. أي أن تنظيم الإخوان في الجيش بدأ منذ حوالي سنة 1978 او 1980 " ومن هنا يتضح أن هناك مؤامرة على الجيش المصري تتزعمها الجماعة وهو أكبر جيش وطني في المنطقة العربية ، ومن الأمور الخطيرة التي تم الكشف عنها مؤخرا أن اللواء أركان حرب عبد الرافع درويش كان قد صرح في حوار لبرنامج "مصر تريد" الذي يبث على موقع الأقباط متحدون بأن يجرى حالياً الإعداد لتكوين جيش موازي في مصر من جماعة الإخوان المسلمين وأن هناك مؤامرة على الجيش المصري ، كما كشف بأن جولدامائير قالت أنها تريد تفريغ الجيش المصري من أبطال حرب أكتوبر ، وقد أدان درويش في الحوار محمد مرسي الذي كرم قتلة السادات في ذكرى حرب أكتوبر واستبعد حرب أكتوبر "!!!، كما أوضح في حوار لإحدى القنوات الفضائية أن الجيش الإخواني الموازي يتم تدريب بعضه في ليبيا ،

إنني من خلال هذا المقال بعد كشف جزء من المؤامرة الإخوانيه على جيش مصر والذي كان أخرها تمثيلية اختطاف جنودنا السبعة لتوريط الجيش المصري ، أن يتكاتف بكل قوة مع القوات المسلحة ، وأن يقف بكل قوة للتصدي لأخونه الجيش ، كما أطالب بمليونيات لدعم الجيش المصري معنويا ً، وأطالب أيضا بصندوق خاص لدعم القوات المسلحة " لتطوير أدائها والرفع من قدرتها التسليحية والتدريبية والمخابراتية ، والقتالية ، والابتكار في تصنيع وصناعة الأسلحة بكل أنواعها ، وألا يقتصر استيرادنا من بعض الأسلحة على الولايات المتحدة فقط ، فدعم الجيش واجب وطني وأقول للإخوان جيش مصر أكبر من أن يسقط وكل مصري وطني حر سيتصدى لمحاولات إسقاطه