
فتــوي: لا يجوز حظر حج النافلة بسبب أزمة النقد الأجنبي
>> ما حكم تكرار الحج كل عام بالنسبة للقادرين؟ > يجيب عن هذا التساؤل الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر, خبير المعاملات المالية الشرعية قائلا: الأصل أن الحج مرة واحدة في العمر,
ودليل ذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم: الحج مرة فمن زاد فهو تطوع, وعليه فليس هناك ما يمنع من تكرار الحج علي سبيل التطوع, غير أن بعض الفقهاء يري أنه يستحب تكراره كل خمسة أعوام لقوله صلي الله عليه وسلم: فيما يرويه عن ربه عز وجل: إن عبدا صحـحت له جـسمه, ووسعت عليه في المـعيـشـة يـمـضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم.
ويستنبط من ذلك أنه ليس هناك ما يمنع من حج التطوع إذا كان المسلم مستطيعا ذلك ويلتزم بفقه الأولويات في الإنفاق: الضروريات فالـحـاجيات فالتـحسينات, فحج التطوع يكون ترتيبه في درجة الحاجيات.
أحيانا يكون المرء في حيرة من أمره, أيهما أولي بتوجيه فضل ماله: حج التطوع أم التصدق بقيمة تكاليف هذا الحج وإنفاقه في سبيل الله؟
يجيب الدكتور حسين حسين شحاتة: الإنفاق في سبيل الله يعتبر من الفرائض والضروريات بهدف جعل كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين المشركين الملحدين والصهاينة أعداء الدين والبشرية هي السفلي, لأن الجهاد بالمال فريضة بعد الفريضة, وإنفاق حج التطوع في درجة الحاجيات, لذلك نجتهد بالقول أن توجيه قيمة نفقات حج التطوع إلي الجهاد في سبيل الله أولي وأكثر ثوابا ولاسيما لإخواننا المجاهدين في فلسطين الذين يجاهدون من أجل حماية المقدسات الإسلامية وتحرير المسجد الأقصي.
وهل يجوز حظر تكرار الحج استنادا لأزمة النقد الأجنبي التي تمر بها مصر حاليا؟
يجيب الدكتور حسين شحاتة: تعاني مصر أزمة في النقد الأجنبي سواء الدولار الأمريكي أو الريال السعودي, وعندما يزداد الطلب عليهما تنخفض قيمة الجنيه المصري وسبب هذه المشكلة ليس فقط كما يدعي الناس من الطلب علي النقد للحج والعمرة فقط, بل السبب الرئيسي هو زيادة الواردات من جميع السلع والخدمات ومنها سلع تقع في الترفيهيات والكماليات مثل استيراد الخمور بأنواعها والسجائر الأمريكية والبريطانية والأفلام السينمائية الخليعة والترفيهيات المثيرة وما خفي كان أعظم. فأي منطق يقول أن نضيق علي حجاج التطوع ونترك الحبل علي غاربه لمن يحاربون الله و رسوله ويسعون في الأرض فسادا, علما بأن الدولة تدعم فقط حجاج القرعة من النقد الأجنبي وهم نسبة ضئيلة, أما حجاج السياحة وهم الكثرة فهم يقومون بتدبير النقد الأجنبي بأنفسهم بعيدا عن البنوك الوطنية ومعظمهم يكون لــه أقارب في السعودية يرسلون إليهم الريالات, مثلهم كمثل بعض المصريين الذين يقومون في الصيف بالذهاب إلي أمريكا وأوربا لقضاء الأجازات هناك, فهل يضيق علي حجاج التطوع ولا يضيق علي الذين ينفقون الدولارات في المصايف؟!.
لذلك يصعب أن يكون هناك حكم قطعي بتحريم حج التطوع بسبب أن الدولة لديها أزمة في العملات الأجنبية ما دام هذا الحج لا يدعم من خزانة الدولة, ولكن يمكن الاجتهاد بالقول إنه ليس من المستحب تكرار الحج كل عام, بل يمكن أن يكون كل خمس سنوات للمستطيع ولا يكلف الدولة عملة أجنبية, ونوصي الدولة بأن تكون هي القدوة في ترشيد إنفاق النقد الأجنبي ولا تنفقه إسرافا وبدارا في المحرمات والخبائث, كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.