محرر الأقباط متحدون
انعقد في العاصمة البريطانية لندن خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2025 اللقاء التشاوري للجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية (AOOIC)، وذلك في مقر الشركة الأنجليكانية، بمشاركة أساقفة ولاهوتيين وممثلين عن الكنائس الأنجليكانية، والقبطية الأرثوذكسية، والأرمنية الأرثوذكسية، والهندية الأرثوذكسية الملنكارية.

جاء هذا اللقاء في إطار التشاور وتبادل الخبرات والخدمة المشتركة بين الجانبين، دون أن يُعدّ حوارًا لاهوتيًا رسميًا، بل مساحة مفتوحة للتلاقي والتعاون الرعوي والإنساني بين العائلتين الكنسيتين، بما يخدم الشهادة المسيحية المشتركة في عالم اليوم.

ناقش المشاركون عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضية الهجرة والنزوح، والشهادة المسيحية في مواجهة التحديات، ومعنى الاستشهاد في التقليدين الأنجليكاني والأرثوذكسي الشرقي، إلى جانب بحث سبل التعاون في مجالات الخدمة والتنمية والشهادة المشتركة للمسيح في واقعٍ متغيّر تتزايد فيه التحديات.

وقدّم عدد من الأساقفة واللاهوتيين مداخلات ودراسات فكرية عكست عمق التراث الكنسي الشرقي والأنجليكاني، من بينهم نيافة المطران أبراهام مار استفانوس، مطران الكنيسة الهندية الأرثوذكسية الملنكارية، الذي عرض ورقة بعنوان:

«الاستشهاد كليتورجيا: الشهادة والشركة في التقليدين الليتورجيين السرياني الغربي والقبطي الأرثوذكسي»،
تناول فيها البعد الروحي والليتورجي للشهادة في ضوء الذاكرة الكنسية والتقليد الشرقي.

كما استضاف نيافة الأنبا أنجليوس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بريطانيا، إحدى الجلسات الختامية، حيث ساد اللقاء جوّ من الأخوّة والاحترام المتبادل بين ممثلي الكنائس المشاركة.

ورفع المجتمعون صلوات من أجل السلام في غزة، ومن أجل الكنيسة والشعب في أرمينيا اللذين يواجهان ظروفًا إنسانية صعبة، مؤكدين تضامن الكنائس مع المتألمين في كل مكان، وداعين إلى أن تكون الشهادة المسيحية رسالة رجاءٍ وسلامٍ في عالمٍ يموج بالاضطراب.

وتُعَدّ اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية (AOOIC) إطارًا للتواصل والتشاور بين العائلتين الكنسيتين، وتهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل، وتبادل الخبرات الرعوية، وبناء جسور من الصداقة والعمل المشترك في القضايا الكنسية والإنسانية المعاصرة، دون الدخول في حوار لاهوتي رسمي.

وكان اللقاء السابق للجنة قد عُقد في أرمينيا في أكتوبر 2024، فيما استضافت الشركة الأنجليكانية لقاء هذا العام في لندن، ومن المقرّر أن تستضيف الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الاجتماع المقبل في أكتوبر 2026، استمرارًا لنهج التناوب بين الجانبين.

ورغم أن البيان الختامي الرسمي لاجتماع لندن لم يُنشر بعد، إلا أن المؤشرات المتاحة تؤكد نجاح اللقاء في تعزيز الثقة المتبادلة، وتوطيد أواصر الشركة والعمل المشترك بين الكنائس المشاركة، بما يخدم وحدة الشهادة المسيحية في العالم.

و يُبرز هذا اللقاء التشاوري روح الشركة والمحبة التي تجمع الكنائس الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، مؤكدًا أن التعاون في الخدمة والشهادة من أجل الإنسان هو الطريق الحقيقي نحو التفاهم الكنسي .

وفي عالمٍ يموج بالصراعات والتحديات، تأتي هذه اللقاءات لتؤكد أن الكنيسة، بجميع تقاليدها، مدعوّة إلى أن تكون صوت سلامٍ ورحمة، وحاملة لرجاء القيامة وسط الألم، من خلال عملٍ مشترك يترجم الإيمان إلى خدمة، والمحبة إلى حضورٍ فعّال في حياة الشعوب.