سامي سمعان
لا يزال إرث البابا فرنسيس للسلام يسطع في عالمنا الذي تمزقه الصراعات. إن القرب الذي أظهره من الفئات الأكثر ضعفًا خلال رسالته الأرضيّة يشعّ حتى بعد وفاته، وهذه المفاجأة الأخيرة ليست استثناءً: إن سيارته البابوية، السيارة التي كان يلوح منها وكان قريبًا من ملايين المؤمنين في جميع أنحاء العالم، يتم تحويلها إلى وحدة صحية متنقلة لأطفال غزة.
كانت هذه هي أمنيته الأخيرة للشعب الذي أظهر تضامنه معه طوال حبريته، وخاصة في السنوات الأخيرة. وفي أشهره الأخيرة، أوكل البابا هذه المبادرة إلى كاريتاس القدس، سعياً منه للاجابة على الأزمة الإنسانية الرهيبة في غزة، حيث نزح حوالي مليون طفل. وفي خضم الحرب المروعة والبنى التحتية المنهارة ونظام الرعاية الصحية المشوه ونقص التعليم، فإن الأطفال هم أول من يدفع الثمن. غالبًا ما ذكر البابا فرنسيس أن "الأطفال ليسوا أرقاماً. إنهم وجوه، أسماء وقصص. وكل واحد منهم مقدس"، وبهذه الهدية الأخيرة أصبحت كلماته أفعالاً.
هذا ويتم تجهيز سيارة البابا التي أعيد استخدامها بمعدات التشخيص والفحص والعلاج - بما في ذلك الاختبارات السريعة للعدوى وأدوات التشخيص واللقاحات وأدوات خياطة الجروح وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة. وسيتم تزويدها بأطباء ومسعفين للوصول إلى الأطفال في أكثر المناطق عزلة في غزة بمجرد استعادة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.