تحقيق: عماد توماس
خلافات داخلية في حزب "النور" السلفي"، بعد أقل من سنتين على تأسيسه؛ مما اضطر رئيسه الدكتور "عماد عبدالغفور" لإعلان استقالته، والمشاركة في تأسيس حزب سلفي جديد بعنوان "الوطن".. وبين "التهوين" من تأثير هذا الانقسام و"التهويل" من تأثيره على الكتل التصويتية في الانتخابات القادمة وتفتيتها.. نستطلع رأي عدد من السياسيين والحقوقيين في هذه القضية.
 
في البداية، يرى "نادر بكار"، عضو "الهيئة العليا" لحزب "النور السلفي"، أن حزب "النور" قادر على تجاوز الأزمة التي يمر بها بأقل خسائر ممكنة،نادر بكار مشيرًا إلى أن قرار الانفصال كان حتميًّا، وأن مَن اتخذ قرار الاستقالة هو الدكتور "عماد عبد الغفور"، مقللاً من "تهويل" وسائل الإعلام لما أسموه باستقالات في حزب النور!
 
وأكد "بكار" على أن حزب "النور" له تاريخ ومستقر في الحياة السياسية، وله أعضاء في البرلمان، بينما الحزب الآخر "الوطن" مازال تحت التأسيس. مشيرا إلى أنه يتم دراسة التحالف مع "الإخوان" وهل سيزيد ذلك حالة الانقسام في الشارع أم يخدم التوازن في المجتمع، وموقف القاعدة المشتركة في الحزب من التحالف؟


 
تأثير سلبي
أما الدكتور "عماد جاد"، نائب رئيس "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"، فيعتقد أن انقسام أوعماد جاد انفصال الأحزاب السلفية، سيؤثر سلبيًّا خصوصًا في عدم التنسيق مع بعضهم البعض، خاصة في الثلث الفردي، فسيكون لديهم أكثر من مرشح، وبالتالي سيحدث تفتيت للأصوات، وفي القائمة، سيُزيد من التنافس، بالإضافة إلى زيادة نسبة الكسور في القوائم والتي قد تفقد مقعدًا.


لا يمكن التعويل كثيرًا
أما الناشط الحقوقي "سعيد عبد الحافظ"، فيعتقد أن التفتت الذي تشهده الأحزاب الإسلامية لا يمكنسعيد عبد الحافظ التعويل عليه من زاوية أنه في صالح الأحزاب الأخرى، وبخاصة المدنية؛ لأن الحركة السلفية تحديدًا أدركت حجم خسارتها خلال السنة الماضية، جراء تجاوزات بعض قياداتها، وهو ما تمثل في حادثة التجميل لـ"البلكيمي"، وفضيحة الشيخ "علي ونيس"، فضلاً عن خطاب الكراهية للشيخ "عبدالله بدر"، وغيرها من الأحداث التي انتقصت من شعبيتهم، وهم الآن يطبقون نظرية "كل السوق قبل ما ياكلك"، بمعنى أنهم سيخوضون الانتخابات؛ لينافسوا بعضهم بعضًا، بدلاً من منافسة الأحزاب المدنية التي قطعًا ستستغل تجاوزات السلفيين في المعركة الانتخابية!
 
ويتوقع "عبد الحافظ"، أن يحصل تيار الإسلام السياسي على نسبة من 60 إلى 65% نظرًا لضعف أداء "جبهة الإنقاذ"، والقوى المدنية التي تنشغل بالمؤتمرات والإعلام بعيدًا عن المعركة الانتخابية في الدوائر.

فشل نظرية تداخل الدين والسياسة 
وترى "أمانى الوشاحي"، مستشارة رئيس منظمة "الكونجريس العالمي الأمازيغي" لملف "أمازيغ مصر"، أن انقسام وتفتيت أحزاب الإسلام السياسي دليلأمانى الوشاحي على فشل نظرية تداخل الدين والسياسة؛ مما يؤكد أن "العلمانية" هي الحل ، كذلك دليل على فشلهم في العمل السياسي، وتوضح أن هناك فرقًا بين العمل السياسي والعمل الدعوي، وتدعوهم أن يتركوا السياسة للسياسيين، وليعودوا إلى مساجدهم وجمعياتهم الخيرية!
 
وتوقعت "الوشاحي"، ألا يحصل تيار الإسلام السياسي في الإنتخابات البرلمانية القادمة على أكثر من 10% من المقاعد في حال كانت الانتخابات، نزيهة وأن الشعب لن يصوِّت لهم بكثافة مثل الانتخابات السابقة؛ لأن أقنعتهم قد سقطتت وظهرت وجوههم على حقيقتها!!
 
تعدد المرشحين = تفتيت الأصوات!
ويرى الناشط الحقوقي "أحمد أبو المجد"، أن تعددية وانقسام وانشطار الأحزاب الإسلامية ضدها انتخابيًّا، لكنه لصالحها على المدى البعيد، ولصالح الممارسة الديمقراطية، ولصالح الحياة الحزبية في مصر، موضحًا أن هناك قاعدة انتخابية أساسية تقول "تعدد المرشحين = تفتيت الأصوات"، وذلك يصب في مصلحة المنافسين, فجمهور الأحزاب الإسلامية معروف.. علاوة على أنه عند ظهور اختلافات بين هذه الأحزاب سيُكشف لفئة من الناخبين حقيقة الصراع الانتخابي بينهم كونه دينويًّا وليس دينيًّا، وستنكشف هذه الاحزاب، أمام قطاع كبير من مؤيدها, وهو ما يلزم الاستعداد الجيد من الأحزاب المدنية في إعداد خطاب وبرامج انتخابية وحزبية حقيقية، تقدم حلولاً منطقية وصادقة ومدروسة لمشكلات الشارع المصري.
 
ويرى "أبو المجد"، أن الأحزاب الدينية قريبًا ما ستنكشف "عورتها", فلابد للأحزاب المدنية من إيجاد بديل قوي ومنظم ومنطقي وعقلاني, وأظن أن اختبار "جبهة الإنقاذ" في وتشكيل قوائم موحدة تخوض بها الانتخابات هو الاختبار الحقيقي للقوى المدنية الذى إن نجحت فيه فستكون مؤهلة لحمل الراية بعد سقوطها من الأحزاب الدينية.
 
المتغيرات هي الحاسمة
ويرى الدكتور "سامح فوزي"، عضو مجلس الشورى، أن القضية سيحكمها أكثر من متغير، الأول القدرات التنظيمة والمالية لكل طرف، والمتغير الثانيسامح فوزي الثقل أو تأييد الحركة السلفية لأيٍّ منهم. والثالث نوعية الأشخاص المرشحين على قوائم كل حزب، لا فتا إلى أنه في كل الأحوال انقسام قوى تيار الإسلام السياسي سيُعطي نوعًا من التنافس، ويؤثر على القدرة على  حشد أصوات ناخبيهم، وربما يحدث مزايدات من بعضهم على بعض، مشيرًا إلى أن نفس الأمر ينطبق على القوى المدنية التي أمامها فرصة واحدة أن تنزل موحدة.