بقلم : جرجس بشرى 
من المؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين المعروف تاريخها بالارهاب والعمالة مع الغرب والتحالف العضوى مع الوهابية السعودية ، جماعة فى بدايتها انشأت وتأسست للعمل الدعوى ولكن هذه الجماعة وفقأ للواقع التاريخى والسياسي خرجت عن مسارها الصحيح الذي تأسست لاجله وهو خلط الدين بالعمل السياسي للوصول للحكم وفقاً للواقع المعاش الذى رأيناه وشاهدناه بأم عيوننا فقد قامت الجماعة بعد الثوره التى ركبت موجتها لتأسيس حزب سياسى فى مخالفة صريحة للمبادىء التى تأسست عليها الجماعة " رفض التحزب " ؟ ، كما أن هذه الجماعة ومعها التيارات الدينية المتأسلمة كانت فى السابق ترفض رفضاً قاطعاً الخروج على الحاكم " اى مجاهدته " ! الا اننا بعد الثورة رأينا الجماعه تحاول القفز عليها وقد نجحت فى ذلك نجاحاً مبهراً يحسده عليها كثيرين لدرجة ان سمعنا الاخوان يتكلمون عن دماء الشهداء فى الوقت الذى يشهد فيه تاريخهم على ان ايديهم ملطخة بدماء المصريين وغيرهم .
 
لقد كان الهدف من تكوين حزب الحرية والعدالة الاخوانى الذى تأسس بالمخالفة للقانون والدستور الذى يمنع تاسيس احزاب على اساس دينى نقطة تحول كبرى فى تاريخ الجماعة للوصول لسدة الحكم من جهه ثم مستخدمة فى ذلك الديمقراطية التى كانت احد اهم اركان ومبادىء الثورة المصرية التى لم يشارك فيها الاخوان ولا السلفيين منذ بدايتها وفقاً للتصريح عصام العريان لجريدة الدستور يوم 19 يناير 2011 والذى اكد فيه على ان الاخوان سوف لا يشاركون فى ثورة الغضب ! وفى انتهازية صارخة للجماعة ومعروفة للدارسين والمتصفحين لتاريخها رأينا الجماعه تشارك فى الثورة لقطف ثمارها على حساب جثث واشلاء الضحايا من شهداء 25 يناير والاخطر من ذلك ان رأيناهم يتكلمون عن الديمقراطية ويطالبون بتحقيقها للتمويه على الثورة والثوار !
 
ولكن بات من الواضح جداً ان هذه الجماعه وغيرها من تيارات الاسلام السياسى تستخدم الدين كوسيلة للوصول الى الحكم ثم بعد ذلك تقمع معارضيها بلا هوادة . لم ولن يرهبنى امس اعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بفوز المرشح الرئاسى د. محمد مرسى بمنصب رئيس مصر لاننى لسبب بسيط واستناداً الى تاريخ مصر العظيم وعظمة وذكاء شعبها اكاد اجزم بأن الرئيس محمد مرسي " مع احترامى الكامل له " لم ولن يكن ـــ ابدا ـــ معبراً عن كل مكونات الشعب المصري لان التاريخ يشهد والتجارب التى تعيشها الدول المحكومة حكماً دينياً انها تتاجر بالدين على جثث شعوبها وعلى مقدرات اوطانها وهى فى الحقيقة ادوات تحركها اجندات خارجية لتفتيت العالم العربى والاسلامى على اساس دينى وطائفي فالاسلام ياسادة لم يعرف الدولة الدينية . 
 
اننى ارى ان الرئيس محمد مرسي سوف يواجه تحديات خطيرة سوف تصطدم مع هوية مصر وتعدديتها التاريخية والدينية والثقافية والحضارية كما انه سوف يلقى مزيداً من الاختبارات التى تكشف عن نواياه الحقيقية فيما يتعلق بهوية مصر ومدنية الدولة وحقوق المرأة والبهائيين والشيعة والادينيين ايضاً 
فهل يستطع الرئيس محمد مرسى ان يعين نائباً له من المسيحيين ؟ . رغم ان اقباط مصر يمثلون اكبر اقلية دينية فى منطقة الشرق الاوسط ! 
وهل يستطيع الرئيس محمد مرسي ان يقر حرية العبادة والسماح للبهائيين والشيعه بممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة وهل يستطيع محمد مرسي ان يسمح بحرية التحول من الاسلام الى المسيحية او العكس ؟ وهل يستطيع الرئيس مرسي ان يسمح بحقوق متساوية للمسحيين فى ممارسة شعائرهم الدينية وبناء دور عبادتهم دون قيود ؟ وهل يمكن ان يتخذ الرئيس محمد مرسي قرارات تسمح بعدم التمييز بين المسيحيين والمسلمين فى تولى المناصب العليا بالدولة ؟ كما لايقل اهمية عن ذلك نظرة الرئيس مرسي لحقوق المرأة المصرية فى تولى المناصب العليا والقيادية بالدولة خاصة وان الرئيس مرسى فى خطابه الاول بعد الاعلان بالفوز لم يشر للمرأة عند مخاطبة الامة حيث قال ايها الاخوة ولم يقل والاخوات ؟
 
اننى اخشى ان يحول محمد مرسي الدولة المصرية العريقة صاحبة اعظم حضاره فى العالم الى ماهو اشبه بالعشيرة حيث كرر فى خطابة كلمة عشيرتى واهلى ولست اعلم تحديداً من هم عشيرة الرئيس واهله هل هم الاخوان ام كافة مكونات الشعب المصري ؟ كما اخشى ايضأ ان يتمكن الاخوان من الانقضاض على مؤسسات القضاء والتعليم والاعلام والشرطة لاسلمتها واسقاطها فى مسار خلخلة هذه المؤسسات وهدمها لتقويد دولة المؤسسات فى مصر واحلال الدولة المصرية العريقة بدولة الجماعة ، وهناك مؤشرات يمكن التنبأ بها مع انها بسيطة بسلوك الرئيس محمد مرسي وهى هل سيحلف الرئيس محمد مرسي اليمين الدستورية امام المحكمة الدستورية العليا ؟ حيث ان اخلال الرئيس مرسى بهذا اليمين سيضرب هيبة القضاء المصري فى مقتل كما ان حشد انصاره لمواصلة الاعتصام بميدان التحرير احتجاجاً على الاعلان الدستورى المكمل ومهاجمه الجيش المصري سيعد نذير شؤم من الممكن ان يلاحق الرئيس الجديد ويفقده شرعيته ويعجل برحيله.
 
كل هذه التساؤلات والمطالب سوف تلقى بظلالها مستقبلاً على الرئيس محمد مرسي وفى حالة عجزه عن تلبية مواجهتها من الؤكد ان الشعب المصري سوف لايسكت ووقتها ستكون الثورة الحقيقية التى سليقى فيها مرسي حتماً مصير الرئيس المخلوع ؟