الأقباط متحدون | وداعا منارة الكنيسة المصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥٣ | الاربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ | ١٢ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وداعا منارة الكنيسة المصرية

الاهرام | الاربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ - ١٣: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

وداعا قداسة البابا شنودة الثالث رئيس الكنيسة المصرية ورئيس أقدم كنائس العالم جميعا‏..‏ دمعة وفاء وتقدير لرمز واع من رموز مصر بل والدول العربية جميعها, ومنارة الكنيسة المصرية..

البابا شنودة الثالثتحدث عنه الجميع ولم يختلفوا في أنه مصري عميق الأصل, عربي الوجدان والتوجهات عالمي الأفق.. إنساني النزعة.. كان يحمل لواء مصر والعرب في جميع المحافل العالمية.. أدرك مكانة وطنه مصر معشوقته, والأمة العربية, ودورها وما ينبغي أن تكون عليه في حكمة نادرة وجرأة فائقة وشجاعة نادرة وقدرة فاهمة في مواجهة الأزمات والحفاظ علي الوحدة الوطنية التي وضعها في مرتبة القداسة, مؤكدا أن الأخوة الإسلامية والمسيحية عقيدة إيمان لابد منها, وهنا تتجسد مصريته العريقة, معلنا أن الوطن جزء لا يتجزأ من الإيمان, فهو زعيم ديني كبير يتمتع بذكاء خارق, واطلاع واسع, وحكمة يغبطه عليها الكثيرون, تحب أن تستمع إليه, تشعر بأبوته للجميع, وتشعر بأنه صديق يتكلم معك من قلبه وبصدق وببساطة.. ولديه قدرة علي التأثير في سامعيه.. كان يعيش أحداث عصره بقلب دافئ وعقل مفتوح, محاورا مشهودا له بموضوعية, واحترامه للرأي الآخر.. وكان دائما يعلن: نحن لا نحارب شخصا وإنما نرد علي الفكر بالفكر حتي لا يؤدي الاختلاف في الرأي إلي خلاف.. إنسان وهب نفسه بكل السماحة لكنيسته ولمصر ولوطنه العربي, فاستحق أن يطلق عليه (بابا العرب).

ولعل هذا الرصيد الكبير من حب الناس لم يأت من فراغ.. ولكنه نتاج مشوار حياة طويل من التفاني في حب مصر فهو كان يدرك معني الوطن ومسئولية المواطن.. ومن أهم ملامح وطنيته:
(1) رفضه التام أن يتدخل الخارج في المطالبة بحقوق أقباط مصر.
(2) رفضه الحاد كالسيف من السماح للأقباط بالذهاب إلي القدس, استجابة واعية لروح الدين وأصالته الوطنية العربية, مؤكدا أن أقباط مصر لن يدخلوا القدس إلا بصحبة أشقائهم المسلمين, ورفضه كل أشكال المهادنة والتطبيع, والالتزام التام والمؤازرة والدعم للحق العربي.

لقد دخل قداسته بوابة التاريخ ـ ليس فقط من نزعته الدينية ـ بل من نزعته الوطنية.. فقد كان أقرب إلي الالتزام بمقادير مصر خاصة أمام أزمات الكنيسة.. نجده يصمت.. يحزن.. ولكن في هدوء الحكماء.. يتصرف في إطار الوطنية المصرية.. مؤكدا أن جميع الأديان تدعو إلي الحب والتسامح, ولا يمكن أن يكون الإرهاب دعوة لأي دين من الأديان فكان من الضمانات الحقيقية ضد الفتنة والتطرف.
لذلك منحته جامعات أمريكا وألمانيا والمجر تسع شهادات دكتوراه فخرية, بالإضافة إلي العديد من الجوائز العالمية في التسامح وحقوق الإنسان والسلام العالمي..
وداعا أيها الوطني بحق صاحب الفكر المستنير والحكمة..
مصر جميعها تبكيك بدموع الحب والوفاء..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :