الأقباط متحدون | انشقاق الأقباط بسبب ما حدث بقداس ليلة عيد الميلاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٧ | الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢ | ١ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

انشقاق الأقباط بسبب ما حدث بقداس ليلة عيد الميلاد

الراسل: أنطون كامل أبوالخير | الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الراسل: أنطون كامل أبوالخير


انقسم الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع القبطية ما بين مؤيد ومعارض على موقف البابا في قداس ليلة عيد الميلاد، وهناك من يلوم على البابا أنه استقبل أعضاء المجلس العسكري وصافحهم بحرارة، وهناك من يرفض موقف أولادنا داخل الكاتدرائية، وأحببت أن أوضح بعض النقاط الهامة:
أولًا- أولادنا حكماء: هي أن أولادنا وشبابنا المعترضين داخل الكاتدرائية لم يكن اعتراضهم ضد قداسة البابا أو دعوته لهم، ولكن كانت رسالة موجهة إليهم مباشرة، برفضهم بتواجدهم في قيادة البلد برمتها وليس فقط على تواجدهم داخل الكنيسة، ولكن أولادنا كانوا أكثر حكمة في تقدير الموقف ولم يعترضوا بأي شكل من الأشكال على قداسة البابا.

ثانيًا- التصفيق داخل الكنيسة: التصفيق داخل الكنيسة من الشعب. قبل عامين في مثل هذا الوقت قمنا بإطلاق دعوة لمنع التصفيق للمسئولين داخل الكنيسة ليلة العيد، وذلك لعدة أسباب، منها: إن الكنيسة لها قدسيتها واحترامها، وأن أعيننا داخل الكنيسة لا تنظر إلا إلى الله المتواجد على المذبح ولا يعلو أحد فوقه، والتصفيق غير محبّب لاحترام هيبة المكان، فمعلمنا المسيح طرد الباعة والصيارفة من الهيكل، وقال: "بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". فالكنيسة لها هيبتها ولها قدسيتها ولا يجب التصفيق لأي سبب كان ولأي شخص كان من كان.

 

ثالثًا- موقف البابا: من يعترض على محبة البابا الذي تعلمها من مسيحه وممن إنجيله فهذه مشكلته؛ لأن كتابنا علمنا أن نحب أعدائنا، وأن نبارك لاعنينا، وأن نحسن إلى مبغضينا، وأن نصلي لأجل الذين يسيئون إلينا. نحن كبشر ضعفاء، وقليل منا منْ يستطيع أن ينفّذ هذه الوصية، ولكن ليس من الصواب أن أطلب من رأس كنيستي أن يكون ضعيفًا مثلي ولا ينفّذ تعاليم الكتاب؛ لأنه في هذه اللحظة لا يستحق أن يكون رأس الكنيسة. فإن كانت الإدانة توجَّه له بسبب محبته لأعدائه فهنيئًا لك يا قداسة البابا، وطوبى لك إذا أهانوك وأدانوك على طوفان المحبة النابع من قلبك، والذي يصل إلى محبتك لأعدائك.

رابعًا- شهداء "ماسبيرو": معروف للجميع أن اعتراض الأقباط على المجلس العسكري بسبب دهسهم لأولادنا في "ماسبيرو" والقلوب موجوعة ولم تعد تحتمل أن ترى وجوههم. وهذا حق الشعب المضطهد. ولكن ماذا عن شهداء "محمد محمود"، ومجلس الوزراء، والشيخ "عماد عفت"، وعيون "أحمد حرارة"؟.

 

سؤال: هل طلب المسلمون من شيخ الأزهر عدم مقابلة المجلس العسكري أو استقباله لهم؟؟ هل تدخلوا بهذا الشكل المهين في قراراته كما فعل الأقباط بكسر رمز من رموز الوطن وهو قداسة البابا أمام الجميع؟.. ولكن قرَّر المصريون- مسيحيون ومسلمون- التوجُّه إلى ميدان "التحرير" للمطالبة بدماء كل المصريين.

أعرف أنكم ستكونون أول المتوجهين إلى "التحرير"؛ لأن هذه هي ساحة التعبير عن اعتراضنا على قرارات الدولة. ولماذا أخذتم من الكنيسة منبرًا للهتافات السياسية ونحن لم تجف ألسنتنا من مقولة فصل الدين عن السياسة، وجعل الكنيسة فقط للصلاة والأمور الروحية. والبابا قائدها. وأمورنا الدنيوية هي مشكلتنا مع الدولة نصفيها خارجًا. لماذا نقول أشياء ونفعل أشياء مناقضة تمامًا؟؟.

 

أكِّرر أيضًا، أعرف أن القلوب موجوعة ولم تعد تحتمل من المصايب أكثر، والجميع يريد وقف سيل الدماء والقصاص لدماء الشهداء. وأعلم أننا فقدنا أعزاء على قلوبنا، إخوتنا وأحبائنا ودموعنا تبكي، ليس عليهم فهم كسبناهم شهداء للمسيح ونحن لا نبكي على الشهداء، ولكن نحن حزانى ونبكي على أنفسنا وعلى أحوالنا وما آلت إليه. فهم استشهدوا ليكونوا سببًا في حريتنا مستقبلًا. أنسيتم ماذا فعل شهداء القديسين، منْ كانوا الشرارة التي أشعلت الثورة؟. ولا أدينكم ومؤيدكم بكل ما فعلتموه وما ستفعلوه؛ لأني أثق في حكمتكم. ولكن لي عتاب بسيط عليكم. أنتم معتصمون من قبل أيام بالكاتدرائية، وأخرجتم صوتكم وتناقلته وكالات الأنباء، والرسالة وصلت، ألم تستطيعوا أن تكتفوا ولا تقوموا بدخول صحن الكنيسة؟ هل نسيتم أن للكنيسة هيبتها، وأن المسيح كان متواجدًا على المذبح ليلة ميلاده، ويجب أن نحترم تواجده؟ أليست غابت حكمتكم عندما كسرتم هيبة البابا وهو يرحّب بضيوفه؟ أليس من المسيئ لصورة أقباط "مصر" ما حدث من اشتباك بينكم وبين خدام وأمن الكنيسة؟ ألم تقوموا بحسابها؟..

 

خامسًا- الكنيسة الإنجيلية: البعض يقارن ما قامت به الكنيسة الإنجيلية وما حدث في الكاتدرائية، لكن هل من أحد يجيبني لو توجّه أحد أعضاء المجلس العسكري إلى الكنيسة الإنجيلية (وهذا لم يحدث لأن الكنيسة الرسمية في مصر هي الكنيسة القبطية) للتهنئة أو لأي شئ آخر؟ هل كان سيقوم القس "سامح موريس" بطرده أم كان سيستقبله بكل ترحاب لأن مسيحه الذي يخدمه ويؤمن به علمه أن يحب أعدائه ولا عدو لنا إلا الشيطان؟..
تعليق بسيط على هذا الأمر.. البعض يريد أن يفتعل فتنه بين الكنائس، ولكن آبائنا في كل الكنائس الآن أصبحوا على وعي تام أننا كلنا واحد في جسد المسيح الواحد، وأننا كلنا مسيحيون، لا توجد طوائف، وهذا ما رأيناه في "المقطم" الشهر الماضي، ورأيناه ليلة رأس السنة هذا العام، وما سنراه في المستقبل على الدوام بإذن الله.

وأقول لهؤلاء الذين يريدون الوقيعة: إذا كنا نحن اليوم نقول "مسلم مسيحي إيد واحدة"، مش هنكون إحنا كطوائف مسيحيين إيد واحدة؟؟- أبواب الجحيم لن تقوى عليها.

سادسًا- القمص الجرئ: تداول فيديو على بعض المواقع القبطية ومواقع التواصل الاجتماعي يتناول قمص في عظة ليلة العيد يحمل عنوان "أجرأ رجل دين في مصر"، وللأسف الناس منساقة، والكل مرحّب بهذا الفكر، وهذا القمص يستخدم منبر الكنيسة لإخراج الإهانات والسباب ويعبّر عن حزنه بعدم ارتدائه ملابس العيد بالقداس!!. ما أعلمه أن فرحنا بالمسيح يكسر كل الأحزان والأوجاع، وإن كان حال القمص بهذا الضعف الإيماني ماذا عن الشعب؟. ويصف الإخوان بأنهم عندهم ضمير، هذا ليس تعبير عن الرأي، ولا حرية تعبير. وأيضًا للمرة المليون، لا نريد دين في السياسة ولا سياسة في الدين، إن كان لرجل الدين الحق في ممارسة حقوقه السياسية خارج منبر دور العبادة.

رأيي صواب ويحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ ويحتمل الصواب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :