الأقباط متحدون | لا تحلموا بعالم سعيد..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٣ | الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢ | ٢٤كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تحلموا بعالم سعيد..

بقلم: صفاء عبد الرازق | الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صفاء عبد الرازق


أقول لكي لا تتركي حقك، فالاعتذار واجب، ولكنه لا يمحو الخطيئة..
أيتها الحرية، من أعماق أعماقنا نناديك.. أيتها الحرية فاسمعينا.. فتكلمي أيتها الحرية وعلمينا.. فانظري أيتها الحرية وارحمينا.. اسمعينا أيتها الحرية.. ارحمينا يا ابنة "أثينا".. ارحمينا يا أخت "رومة".. خلصينا يا رفيقة "موسى".. اسعفينا يا حبيبة "أشعياء".. علمينا يا عروس "يوحنا".. قوي قلوبنا وشدّدي سواعد أعدائنا علينا فنفنى وننقرض ونستريح.. يقول القديس "أغسطينوس": "إن الله تعالى لم يخلق حواء من رأس آدم لكيلا تتسلط عليه، ولم يخلقها من قدميه، فيستلط عليها، وإنما استلها من ضلع آدم، لتكون شريكة ومساوية له".

بدأ فجر يوم جديد في عيون العالم.. على هتك عرض وسحل الفتيات في ميدان الحرية.. والعدالة الاجتماعية.. من أجل حياة كريمة ننتظرها منذ سنين. ننتظر فتح السجون المغلقة على عقول وعيون شبابنا لنحيا من جديدة من أجل حياة أفضل. لا تحزني، فأنتِ ومنْ مثلك شرف فوق رأسي؛ لأنك فتاة عفيفة تسعى لإثبات أن المرأة أهم كائن فى العالم.. لأن المرأة هي "نصف المجتمع وتلد النصف الآخر".

العدو والجهل والحقد هم شخص واحد.. لا نستطيع إخفاء هذه الحقيقة عن عيون الناس.. "الجنس" سيطر على عقول الرجال الذين تناسوا دور المرأة في الحياة. فهي الأم والأخت والابنة والحبيبة والصديقة.. عندما شاهدنا في ساحة الميدان الحرب التي شنها الجيش على الفتيات، لنرى نساء "مصر" مستهدفة لسحلها أمام العالم، ليرى ويشاهد إهانة المرأة المصرية على يد رجال الجيش المصري الذي حارب العدو سنة (73).. شن بعض رجال الدين حملة ضخمة عبر القنوات الفضائية ضد الفتاة التي تم تعريتها على يد الجيش؛ لأنها كانت ترتدي جلباب دون المايوه الشرعي.. والبعض الآخر اتهمها بأبشع التهم.. يقول: "هي اللي عرت نفسها"!! وكأن شئ لم يحدث.. فأصبحت هذه الفتاة أمام رجال الدين الإسلامي عاصية لنزولها من منزلها. والبعض الآخر منهم يستنكر أفعال العسكر من إهانة وضرب وسحل البنات والنساء المسنات.. لا أعرف لماذا الناس لا يصدقون أفعال الجيش لنساء وفتيات "مصر".. أفعال العسكر المريضة تجاه هؤلاء الفتيات.. فمن يريد أن يعرف الدوافع الحقيقية وراء كل هذا الغل الذي مارسته بعض قوات الجيش العسكري تحديدًا؟ فالجنود العسكر هم الأكثر بؤسًا وإحباطًا، ويعانون عقدًا نفسية نتيجة عادات وثقافات دينية وطبقية.. فأصبحوا يعانون من حبسهم فترات طويلة داخل أسوار الجيش، فهم يكرهون الشباب والشابات المثقفات؛ لأنهم يحترمون حريتهم ويدافعون عنها بقوة. الحقيقة أن الدين جاء ليخدم الإنسان.. دائمًا كان يقول "جبران": "الدين هو كل ما في الحياة من الأعمال والتأملات"..

رسالة من ضمير مازال ينبض داخل أسوار سجون الجيش المصري.. باسم كل ضباط الجيش الشرفاء أقدّم لكِ كل ما أستطيع من اعتذار وأسف، وأرجو أن تتقبلي أسفي وأسف كل ضابط شريف. وأقسم لكِ أني لو كنت في "مصر" لكنت بحثت عنك وقبَّلت يدك وقدمك لتغفري وتسامحي، ولكن لا تتركي حقك، فالاعتذار واجب، ولكنه لا يمحو الخطيئة..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :