الأقباط متحدون | ارحمونا من فتواكم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:١٢ | الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١١ | ٣٠ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ارحمونا من فتواكم

الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: فايز فرح
انتشرت في السنوات الأخيرة موضة "الفتاوي" في كل شئ في حياتنا حتى أصبحت الحكاية فوضى عارمة، وأصبح المسلم الحقيقي في حيرة من أمره، وقد ساعد على هذه الفوضى والتخبط انتشار الفضائيات الدينية التي تساهم بقدر كبير في جهل المجتمع وعدم معرفه الإنسان للمعالم الحقيقية والثابتة لدينه. ومع أنه يوجد مفتي عام للجمهورية هو الشيخ الجليل "علي جمعة"، وهو المفتي الرسمي، إلا أن الإفتاء أصبح مهنة من ليس له مهنة، ووجدنا كل من هب ودب يفتي.

ولأن بعض المفتيين الجدد ينقصهم العلم، بل ينقصهم المعرفة بصحيح الدين، وجدنا افتاءات تقترب من الكوميديا التي تضحك من يسمعها وتدفعه للرثاء على هؤلاء الجماعة. من هذه الفتاوى مثلًا:
تحريم استخدام المرأه للخيار والكوسة والباذنجان، وتحريم الدخول إلى المرحاض بقدم معينة، وأخيرًا وبعد ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير 2011، كان يجب على المفتيين الجدد أن يختشوا وينسحبوا ويبتعدوا عن الكوميديا والتهريج في فتواهم، لكنهم مازالوا يلعبون بفتواهم لأنها سلعة مربحة، وبخاصة في القنوات الفضائية التي لا هم لها إلا تغييب العقل المصري ونشر الخرافات بين المصريين.

أحدث هذه الفتاوى هي ما أطلقه الشيخ "محمود عامر"- رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بـ"دمنهور"- بتحريم التصويت في الانتخابات للمسلم الذي لا يصلي والقبطي والعلماني والليبرالي، والذين لا يتضمن برنامجهم تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن يفعل ذلك يكون قد ارتكب إثمًا وتجب عليه الكفاءة.

هذا الشيخ لا يعرف الإسلام جيدًا، ولم يدرس حياة "محمد" الرسول الكريم دراسة جيدة، وأنصحه بأن يعود لدراسة الإسلام من جديد ليكون شيخًا حقًا، ويعرف الإسلام ورحابته، واحترامه لأهل الذمة، وتوقيره للمواطنة.

ولن أرد على هذا الشيخ من عندي، بل سأترك بعض كبار رجال الدين والعلماء المسلمين يردون عليه حتى يتعلم ويعرف الإسلام الحقيقي.

يقول الدكتور "محمد رفعت عثمان"- عميد كلية الشريعة الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو مجمع فقهاء الشريعة بـ"أمريكا": إن الإفتاء بأن شيئًا من الأشياء حرام ليس سهلًا، ولا يجوز أن يجازف بالافتاء بالقول بالحرمة إلا إذا كان هناك دليل قوي يُستدل به على التحريم، وذلك الأمر لابد أن يكون ملاحظًا، وهو أن العقل المحرم ، أو القول المحرم، يستحق فاعله عليه العقوبة في نار جهنم، وقيام المواطن بالإدلاء بصوته لا أرى أصلًا أنه من الواجبات الدينية التي يُثاب عليها الإنسان عند الفعل ويعاقب عند الترك، بل هو من المستحبات الدنيوية التي جعلت وسيلة كي يستفيد الشعب من الخبرات والكفاءات في المجالس النيابية. وعلى هذا، فإن أدلى مواطن رأيه مؤيدًا العلماني أو القبطي أو الليبرالي بدافع أن هذا الشخص يمكن أن يستفيد الوطن من خبرته أو كفاءته في هذا الموقع، فلا يوجد نص يجرم الاستفادة حتى من غير المسلم أصلًا..

ويقول الدكتور "محمد الشحات الجندي"- عميد كلية الشريعة الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية-: إن الإسلام يقوم على التعددية في الآراء والأديان، ويسمح لغير المسلمين بالمشاركة في شئون المجتمع والدولة فيما لا يناقض هوية الدولة، وإن الاختيار للمرشحين يخضع لأمور دنيوية ومجتمعية، وبناء عليه يجوز أن يعطي الشخص صوته للمسلم العاصي وللقبطي إذا توافرت فيهما الكفاءة، والمرجع في ذلك هو المواطن الذي يختار الأصلح له وللمجتمع، وهي شهادة عليه من الله. وإن مجرد اعتناق دين آخر ليس مبرِّرًا للإقصاء؛ لأنها أمور مصلحية، والجميع مسلمين ومسيحيين لهم الحق في تسيير شئون الوطن والمشاركة فى إدارة شئونه طبقًا للقاعدة الشرعية: (لهم مالنا وعليهم ما علينا).

ويختم الدكتور "محمد الشحات" تصريحه قائلًا:
"يجب أن نستلهم فقه الإسلام في السعة واليسر، وفي تحقيق المصلحة لكل من يعيش في الدولة الإسلامية".

ويؤكِّد الشيخ "عيد عبد الحميد"- إمام وخطيب الجامع الأزهر- أنه من حق الإنسان أن يختار الأصلح فيمن يمثله في البرلمان بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو إتجاهه السياسي، فإن كان النائب تتوافر فيه شروط الصدق والأمانة والعلم والحلم والوفاء والإخلاص في تبني قضايا الناس والمجتمع، فللإنسان الحق في أن يعطيه صوته.

أما رأي الشيخ "عامر" فيرفضه الشيخ "عيد عبد الحميد" قائلًا: إن السياسة شئ والدين شئ آخر..

هكذا يقول علماء الإسلام الحقيقيين رأيهم عن دراسة ووعي وفهم لرسالة الإسلام، وليت الشيخ "محمد عامر" يتعلم ويعيد دراسة الإسلام، وكاتب هذه السطور ينصحه بأن يقرأ حياة ومؤلفات الشيخ الإمام "محمد عبده" أبو التنوير في "مصر"، والذي فهم الإسلام وفلسفته كما يجب أن تكون. ومن هنا ارتقى بالأزهر ورسالته الدينية، ودافع عن "مصر" كلها كوطن واحد، ولم يفرِّق بين قبطي ومسلم، بل أنه أقام وأسَّس جمعية لتوطيد العلاقة والثقة بين أفراد الشعب..
ليت شيخنا يتعلم..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :