الأقباط متحدون | يا قبطى .. طير انت
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ | ١٩ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا قبطى .. طير انت

الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : فادى يوسف

خرج علينا منذ ايام مركز حقوقى يعلن هجره 100 الف قبطى خلال الثورة متوقعا ان يزيد العدد قبل نهاية العام الى ربع مليون قبطى واضاف المركز ان السبب وراء تلك الهجره هو التشدد السلفي وإعلانه السعي لتطبيق الحدود، واعتبار الأقباط أهل ذمة، وحرمانهم من الوظائف العليا للبلاد، والعمل على تقليص السياحة، إضافة إلى ما يتعرض له الأقباط من الاعتداء على كنائسهم وأرواحهم، واعتبارهم كفار وعدم تقديم المعتدين إلى العدالة.
وكم أحزننى كثيراً ذلك التصريح لما يحمله من بين سطوره معانى كثيرة فأفضل المعانى لاكثر المتفائلين أن هولاء الاشخاص الذين هاجروه بلادهم كمكان لم يهجروها كأنتماء فأنا شخصيا على أتصال بكثرين من الخارج يحملون لمصر الامانى والحب ويظلون يسالون عن أحوالنا ويطمئنون علينا باستمرار وقد جسد قداسة البابا شنودة الثالث معنى حكمته الرائعة عندما قال أن مصر ليست وطن نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا فقد تجسدت كلماته من خلال أبنائه المهاجرين خارج مصر فهم يسعون لحفظ هويتهم المصرية والقبطية ويورثونها لاولادهم جيل بعد جيل وسيظلون حافظين لانتمائهم القوى والشديد لوطنهم وكنيستهم الام القبطية مصر

ولكن وكما قلت تلك أفضل معانى التفائل لهذا الخبر أما المعانى الاخرى التى تقراء بين سطور ذلك الخبر أن هناك فعلا أضطهاد وقمع وأذلال وتكفير وخطف وهدم وحرق ونهب وسطو وقتل سبق ذلك القرار الذى أتخذه هولاء المهاجرون ومن سبقوهم حتى يتركوه وطنهم الام وأقربائهم وأصدقائهم وحياتهم التى عاشوها الملئية بالذكريات التى لا تنسئ

فعلا لقد نجح كل من أضطهد وقمع وأذل الاقباط ونجح أيضا كل من قام ليكفر شركاء الوطن ويتهمهم بالعمالة والخيانة ولا يجوز قبولهم لا فى الجيش ولا المناصب السيادية ولا حتى ولاية محدودة فالذمية مكانهم والجزية مطلوبة منهم ونجح معم من جيش ضد الاقباط وصنع منهم أساطير بأن كنائسهم وأديرتهم ترسانة مسلحة لا أماكن للصلاة وأنها تحولت الى سجون لاسر المؤمنين والمؤمنات ومن أهان مقدساتهم ورموزهم الدينية

والنجاح الاكبر لهولاء المسؤلين الذين تركوهم يفعلون هذا ويشقون الوطن ولم يحاسب أحد على أقل جرم فافتعلوه الكثير وتمادوه فى أذاء الاقباط كيفما أراده ووقف المسؤلين مندهشين رغم مشاركتهم فى ذلك الجرم بسكوتهم بل وعدم محاسبتهم لمن تعدى النسيج الواحد و الشعب الواحد وقطبى الامة وكلام مثل هذا مللنا من سماعه كحفظ ماء الوجه
نجحوه هولاء وبشكل تدريجى فى جعل كثير من الاقباط يفكر فى الهجره
فكما كان هناك حسن ومرقص وكوهين بقينا حسن ومرقص و ...........

لم ولن أنوى أن أوجد مبررات لمن يتخذ قرار أن يهاجر من مصر فبرغم تلك الحقائق الا أن نحن أصحاب تلك البلد وأهلها وأصلها وتراثها وهويتها فلابد أن نستمر ونظل ثابتين أمام تلك الضيقة فنعم قولك يا أبينا الانبا بولا عندما قلت من يهرب من الضيقة يهرب من الله
كثيراً ما تلقيت أتصالات من أصدقاء مسلمين بعد كل حادث طائفى يدمى القلب والعين ويطلبون منى أن لا احزن لما حدث فمن فعل ذلك الجرم ليس بمصرى ولا مسلم ولكن كان منهم من يقترح علي أن أسافر مثلما فعل أقباط أخرون وربما كانت مزحة عندما قال صديق شخصى لى ( طير انت زى اخواتك )

عفواً وأن هاجر البعض منا فليست من شيمة الاقباط الهروب فالاقباط هم أشجع من على الارض وعلى من يشك فى هذا أن يفتح صفحات التاريخ ليتاكد كيف أبائنا الشهداء كتبوه بأحرف من دم سجل مشرف لثبات الاقباط على أيمانهم وحفاظاً على هويتهم القبطية المصرية أو يشاهد بالامس القريب فى ليلة عيد الميلاد المجيد بعد حادثة كنيسة القديسين بالاسكندرية وكيف نزل جميع الاقباط لحضور قداس العيد معلنين عدم خوفهم
نحن غرباء فى هذا العالم فالعيش غرباء فى مواجهه الحياة وتجاربها أفضل بكثير فقد تعلمت منذ صباى أننا كالسمكة نسير عكس تيار العالم ولكن يعطينا الهنا قوة كيف نصبر حتى المنتهى
وأن أستطعت أنا وغيرى أن نترك البلد من ظلم الاضطهاد والمعاناة اليومية فكم عدد الاقباط الذين سيهاجرون معنا ومن سيظل ؟
من سيظل لاجل مبدء ؟ ومن سيظل لاجل وطن ؟ ومن سيظلون لاجل أنهم لا يقدرون أن يهاجروه ؟ هل سنتركم يعاونون مثلما نعانى ؟ وهل الحل فى تركهم أم أن قوتنا فى أتحادنا فى وطن وأحد أفضل من تشتتنا وتفرقنا فى أوطان ليست أوطاننا

الى من يفكر أن يترك وطنه أمامك عدة اسئلة جاوب عليها وبعد ذلك خذ قرارك :-
- هل رايت أنه القرار الوحيد دون بدائل أخرى ربما تكون أفضل ؟
- هل سيكون لديك فى الغربة ما يجعلك تقترب الى الله أم مشغوليات الحياة فى الغربة ستعفيك عن علاقتك بالهك ؟
- هل عندما تعيش فى حياة هادئة ستكون بخير تارك أهلك وأقربائك تحت نير الاضطهاد ؟
- هل ستاخذ معك قدسية مصر التى باركها المسيح يزيارته المقدسة؟
- هل ستفتقد دفئ كنيستك وعذوبة وسلام الاديرة التى زورتها ؟
- هل الهروب هو الحل أم شجاعتك ستكون فى مواجهه تجارب الحياة ؟
- واخيراً أذا أنت هجرت هل سيتمكن باقى الاقباط أن يهاجروه مثلك ؟ أذا ما مصيرهم !!!!؟؟؟

يا أحبائى نحن هنا لنا بيت وأهل ، لنا أصدقاء وأقارباء ، لنا كنيستنا وديرنا ، لنا تراثنا وهويتنا ، لنا أبائنا وبابانا ، لنا ذكريات وحكايات ، لنا مبداء وأصل ، لنا وطن أسمه مصر




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :