صراع السلفيين على ميراث الإخوان
أخبار مصرية | أمان
الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٨
وكيل أوقاف الإسكندرية: مصر دولة مؤسسات وليست جماعات أو جمعيات
عبد الغنى هندى: السلفيون أصل التطرف
هشام النجار: الدعوة السلفية تبني حضورها بالهجوم على الآخرين
تسعى "الدعوة السلفية" منذ سقوط الإخوان في 30 يونيو، لطرح نفسها بديلًا لمختلف التيارات الإسلامية الأخرى التي دعمت الإخوان واتخذت منحى آخر مضادا لسياسة الدولة المصرية، ويلح السلفيون في الفترة الأخيرة على طرح فكرة أنهم الأجدار حاليًا على مواجهة التطرف، بل إن دعوتهم هى الأصلح والأنسب لمقاومة التنظيمات المتطرفة، ما جعلها تواجه هجومًا من التيارات الإسلامية.. ولكن السؤال الآن هل السلفيون هم الأجدر بالفعل على مواجهة التطرف- كما يقولون-؟
أعطى مشهد الانتخابات الرئاسية للدعوة السلفية نوعًا من القوة بعدما حشدوا عناصرهم أمام اللجان الانتخابية في مشهد جعلهم يظنون أنهم امتلكوا أرضًا جديدة على الساحة السياسية فقرروا أن يعلنوا إنفرادهم بميراث ما يسمى بالتيار الإسلامى.
وظهر هذا بشكل واضح أيضا في مقال كتبه "ياسر برهامي" على موقع صوت السلف بعنوان "آن أوان اليقظة"، الذي هاجم فيه "جماعة الإخوان" ووصف فيه جماعة الإخوان بأنها مبتدعة كاذبة، وهى تهم تعنى موت الإخوان دينيًا وسياسيًا وفقًا لمفاهيم هذا التيار.
هجوم "ياسر برهامي" لم يتوقف على جماعة الإخوان؛ إذ شن هجومًا لا يقل ضراوة على دعاة ومشايخ سلفيين وصفهم بالخروج عن المنهج السلفى فقال: لقد كشفتْ لنا الأحداث عن توجهاتٍ قطبيةٍ لدى عددٍ غير قليلٍ مِن مشايخ كنا نعدهم مِن السلفيين -رغم ظهور بعض بوادر الغلو على بعضهم-، ولم نفترض حينها أنها تنطلق مِن قاعدةٍ بدعيةٍ كليةٍ؛ حتى ظهر عليهم بعد الأحداث الكثير مِن الانحرافات التي تصل إلى البدع؛ فوجب أن يُعامَلوا بمقتضى ظاهرهم الجديد كما عاملناهم بمقتضى ظاهرهم قبْل ذلك.
أثار هذا الهجوم حفيظة الكثيرين على الدعوة السلفية فشن "مدحت أبو الدهب" الداعية السلفي على صفحته "فيسبوك" أمس هجومًا حادًا على ياسر برهامي والدعوة السلفية بصفة عامة واصفًا مقال "برهامى" بأنه سخيف.
وأضاف أنه أخرج الجميع في مقاله من الصف الإسلامي إلا فرقته وحزبه وأنه يشبه السلفية المدخلية في التفسيق والتبديع.
وقال أبو الدهب: إنه يمتلك فيديو مسجل لـ"ياسر برهامي" لو أخرجه لعلم الناس من هو الفاسق الحقيقى.
ووصف أنصار "أبو الدهب" "برهامي" ومدرسة الإسكندرية بالمتناقضين المتحولين كل فترة وجاءوا بكلام قديم لـ"ياسر برهامى" و"محمد إسماعيل المقدم" حيث وصف "محمد إسماعيل المقدم" "سيد قطب"، بأنه أحد النجوم الساطعة في سماء الفكر الإسلامي، وأحد شموس التجديد والنداء إلى العودة إلى منهج الإسلام الصحيح، وقد عاش حياة متدرجة كان آخرها معالم في الطريق، وقبل ذلك خاض حروبًا ضارية مع مخالفيه من رجال الدعوة والفكر والثقافة والسياسة.
كما دأب قيادات الجماعة الإسلامية الهاربين خارج مصر بعد 30 يونيه على الهجوم الشديد على الدعوة السلفية وأنصارها ووصفهم "عاصم عبد الماجد" عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والهارب إلى قطر بأنهم زنادقة وأقرب للكفر منهم للإسلام، والإسلام الذى جاء به محمد بن عبد الله برىء من حزب النور ومن برهامى.
ووصف "سمير العركي" عضو المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية "ياسر برهامي" بالتناقض وتبني معايير مزدوجة ومحاولة تمرير الشيء ونقيضه باسم الدين.
ووصفهم المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية "خالد سعيد" بأنهم ليسوا سوى أداة لا قيمة لها وليس لهم أي وزن على الأرض في مصر.
وقد استغلت الدعوة السلفية الهجوم السابق واستثمرته فى تقديم نفسها كخصم لهذه التيارات وأنهم البديل الإسلامى الأمثل لهم.
ووجه "برهامى" حديثه لأنصاره قائلًا: حَافِظُوا على دعوتِكم وكيانِكم وبلادِكم، ولا تقبلوا دعوات الهدم لأي شيءٍ مِن ذلك؛ واتَّعِظُوا بما جرى لغيركم بسبب حماقة القرارات التي بُنِيَتْ على البدعة والانحراف.
برهامي ودعوته في الفترة الأخيرة تخطت حاجز البديل أو الوريث لتيار الإخوان وذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك حيث يصرون على تقديم أنفسهم على أنهم الإسلام ذاته وأنهم الوجه المعتدل للدعوة الإسلامية فى إشارة تتخطى وتتجاوز بها حتى دور المؤسسات الرسمية، فـ"برهامي" سبق أن قال خلال حوار له مع جريدة الفتح الناطقة بلسان دعوته: إن من يتهمون الدعوة السلفية بأنها بذور للإرهاب مثل من يقولون" الإسلام بذور الإرهاب".
وتابع برهامى: "الدعوة السلفية" هي أكبر فصيل إسلامي حارب فكر التكفير عبر أكثر من 40 سنة، ولم يكن هؤلاء الذين يرددون هذه الاتهامات قد وُلدوا بعد.
وأضاف إن أول من واجه فكر التكفير في الإسكندرية ثم المحافظات الأخرى هي "الدعوة السلفية"؛ فقد أقامت الدعوة العديد من الحملات للتوعية والتحذير من هذا الفكر، وكان أول ذلك عند مقتل الشيخ الذهبي "رحمه الله" 1977، فأقامت حملات للتوعية ودروسا علمية ومحاضرات وكتبا تم تدريسها في هذا الوقت، وتعلمتها الأجيال في الرد على فكر التكفير، فكيف يُمكن أن تُتهم الدعوة السلفية بعد ذلك بأنها بذور للتكفير؟
وعلق الشيخ "محمد العجمى" وكيل مدرية أوقاف الإسكندرية فى تصريح خاص لـ "أمان" قال: إن مكافحة الإرهاب عمل يشمل جميع مؤسسات الدولة ومهمتها ليست مهمة هذه الجمعيات ولا وهذه الفصائل ومصر دولة مؤسسات وليست دولة جمعيات، وفصائل ومن يرد أن يكافح التطرف والإرهاب عليه أن يترك المتخصصين أن يقوموا بعملهم أولًا ونحن منوط بنا ما هو داخل المساجد ولن نسمح لأحد أن ينازعنا فى هذا الأمر ولدينا من هم مؤهلون لذلك من الأئمة وسألنا فضيلته عن رؤيته لأفكار الدعوة السلفية فرد قائلًا: أنا لا اريد أن أدخل فى جدال مع أحد.
فى حين يرى الباحث "هشام نجار" أن الدعوة السلفية تستخدم هذه الدعوات للهرب من الملفات التي يجب أن تجيب عنها وتواجهها وتحاول أن تغطي على القضايا المطالب بإعادة النظر فيها من قبلهم وتقديم رؤية تجديدية بشأنها مثل رؤيتهم للخلافة ونظام الحكم فى الإسلام وحكم الشريعة الإسلامية وموقفهم من الآخر خاصة فى ظل ما يحدث من تطور فى بلد المنشأ والمنبع المملكة العربية السعودية فالدعوة السلفية تتجاهله بعدم الحديث عنه وعدم تقديم رؤيتها لهذه الدعوات كما أنها تستخدم الأخوان وداعش كفزاعات تمامًا كما كان الإخوان يستخدمونهم إما نحن وإما السلفيين المتشددين.
وأضاف "هشام النجار" على الدعوة السلفية أن تتخلى عن بناء حضورها بالهجوم على الإخوان وداعش فهذه جماعات انتهت ومطلوب منهم أن يثبتوا حضورهم بتقديم طروحاتهم هم وعدم بناء شرعيتهم بالهجوم على غيرهم.
ويرى "عبد الغنى هندى" عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن السلفيين هم أصل التطرف ومنبعه وناشرو الكراهية فهم متنطعون جهلاء بالدين، فكيف يحاربون الإرهاب وفاقد الشيء لا يعطيه وأن الشيخ الذهبى الذى يستدلون به على جهودهم فى محاربة الفكر التكفيري هو من شيوخ الأزهر وإمام وزارة الأوقاف، ثم أين كانوا هم حينما أخرج الأزهر هذا "بيان للناس" للرد على الأفكار المتطرفة، وقام بالرد على الكتابات التى تؤسس للإرهاب مثل "الفريضة الغائبة"، ورفض فكر "سيد قطب" فى وقت كانوا هم يدرسونه فى محاضراتهم ويشيدون به.
وتساءل "هندى" من أين خرج أمثال "عادل حبارة"؟ أليس من عباءة هذا التيار باعترافه.
وأضاف هل يمكن لهؤلاء أن يزوروا البابا تواضرس كما فعل الأمير محمد بن سلمان؟ هل يمكن أن يقدموا نقدًا حقيقيًا لموقهم من الأقباط وهل يجرؤوا أن يخرجوا على أفكار ابن القيم فى كتبه "أحكام أهل الذمة" وأفكار ابن تيمية فى كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم"، وأكد "هندى" هؤلاء متلونون يهربون ويراوغون ويستخدمون التقية حتى يتمكنوا فلا ينبغى الإلتفات لهم ولا لدعواهم.