عرض/ سامية عياد
الخلاف موجود بين البشر هذا أمر طبيعى ، لكن يجب ألا يتحول الخلاف الى شجار سلبى يؤذى الجميع ويؤدى الى فقدان السلام والمحبة بين الناس ، إنما يجب أن يكون الخلاف والشجار إيجابى يحتفظ بروح الحب والمودة ويتحول الى ائتلاف وتكاتف وفائدة بين الجميع ..
حدثنا نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "المشاجرة الإيجابية" عن معنى جديد للتشاجر وهو التشاجر الإيجابى الذى يحفظ الحق ولا يؤذى الآخرين ، والتشاجر يعنى التشابك كما تتشابك فروع الشجرة وهى مملوءة بالثمر ، الشجار ليس هو الشيجار السلبى الذى يحمل فى طياته كل معانى الأذى والسباب والشتائم المتبادلة إنما الشيجار الإيجابى الذى يهدف الى كسب الطرف الآخر والتكاتف معه من أجل جنى ثمار الخير ، لذلك يقول الكتاب المقدس "ثمر البر يزرع فى السلام" فلا ثمر للبر وسط الخلاف والعداء المستمر الذى يسبب التباعد والوقيعة والإدانة وعدم الارتياح.
هناك أمثلة كثيرة تبرز الفكر الإيجابى الذى يحول الأزمة الى نجاح والمشكلة الى تكامل فحين تأزم الموقف الى مخاصمة بين رعاة أبرام ورعاة لوط بادر إبرام قائلا للوط : "لا تكن مخاصمة بينى وبينك وبين رعاتى ورعاتك ، لأننا نحن أخوان" ، فاختار لوط أرضا معشبة خصبة ، وأبرام باركه الرب فى أرض أخرى ، وحين اختلف القديسان بولس وبرنابا حول مرقس لأجل الخدمة ، تحولت الإرسالية الى اثنتين إذ أخذ برنابا مرقس وسافر الى قبرص ، بينما أخذ بولس سيلا الى كرازة أماكن أخرى وبالتالى تحول الخلاف تحت قيادة الروح القدس الى ائتلاف ، وحين قامت مشاجرة أمام السيد المسيح لأنهم تساءلوا من فيهم هو الأكبر فقال لهم الرب "أما أنتم فليس هكذا ، بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر ، والمتقدم كالخادم" .
نصلى الى الرب أن يحول خلافاتنا الى تلاحم إيجابى بدلا من العراك والعنف والأذى ، أن يحول الأزمة الى نجاح والمشكلة الى تكامل ، لنعيش أعضاء فى جسد واحد ، نتكاتف ونتعاون حتى نتشاجر بطريقة إيجابية ..