عرض/ سامية عياد
لا يمكن أن يعيش إنسان بغير رغبات ، ليست التى تستعبده وتسيطر عليه إنما التى ترفعه وتربحه ملكوت الله ، الشهوات المقدسة وليست الشهوات الخاطئة "كل ما فى العالم : شهوة الجسد ، وشهوة العيون ، وشهوة المعيشة" ..
المتنيح قداسة الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الشهوة" حدثنا عن الشهوة وكيفية التغلب عليها ، وشهوة الجسد تشمل أمورا عديدة منها الزنا وشهوة الأكل والشرب وشهوة المخدرات وشهوة العين ، والشهوات هى بدء كل خطية فمثلا شهوة المال قد تكون مقدمة للسرقة أو الرشوة ، كذلك جريمة القتل يسبقها فى كثير من الأحيان شهوة الانتقام أو شهوة الحقد ، وهى لا تنتهى بالإشباع لأنه كل من يشبع نفسه منها يشعر فيها بلذة تدعوه الى الممارسة ويتكرر الموضوع فلو تكررت يستعبد لها أى لا يستطيع أن يتخلص منها ونذكر عبارة قالها مكرم عبيد وهى "افرحوا لا لشهوة نلتموها ، بل لشهوة أذللتموها" ، أى أن الشخص لا يفرح بأنه نال شهوة خاطئة ، وإنما يفرح إن استطاع أن يذل هذه الشهوة بطردها من فكره وقلبه.
والسؤال كيف يمكن طرد الشهوة والانتصار عليها؟
يمكن أن يحدث هذا من خلال ضبط النفس والهروب من الشهوة بإحلال شهوة مقدسة مكان الشهوة الخاطئة فتبقى الشهوة المقدسة وتخرج الشهوة الخاطئة كما قال أحد الآباء "إن التوبة هى إحلال شهوة بشهوة" فشهوة التواضع مثلا تلغى شهوة محبة الكرامة والظهور وشهوة الهدوء تلغى شهوة التهريج والكلام الكثير .. وهكذا فشهوة الروح عميقة تقدر أن تسيطر على شهوة الجسد ، وكمثال للشهوات المقدسة قول القديس بولس الرسول "لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ، ذاك أفضل جدا" وما أكثر الناس الذين تكون لهم شهوة أن يفعلوا الخير مع كل أحد ومن له شهوة الخدمة ويكون قلبه ملآن بمحبة الخدمة ومشاعر الفرح .
فلنفكر فى أبديتنا ، فمن تقيده شهواته لا مكان له فى ملكوت الله ، وهناك آيتان يضعها كل إنسان أمامه "الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" ، "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" ...