عرض/ سامية عياد
القيادة فى الخدمة أمر يحتاج للمحبة والحكمة ، نتذكر خدمة الرب يسوع التى استطاعت أن تجعل من تلاميذه شهودا للمسيحية فى كل العالم ، بمحبته وقيادته جعلهم قادرين على التأثير ، وبكلماتهم البسيطة والقوية ربحوا النفوس للملكوت ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "المسيح القائد" حدثنا عن القيادة فى الخدمة كما تمثلت فى الرب يسوع ، فالقيادة فى الخدمة ليست عملا إداريا بل عملا روحيا من الدرجة الأولى ، لقد ائتمننا الله على قطيعه ، لنقودهم للملكوت ، حيث ظهرت القيادة لدى الرب يسوع فى عدة أمور منها أنه استطاع الانتصار على نفسه حيث قضى أربعين يوما فى صلاة ونسك ولم يستطع إبليس أن يكون له سلطان عليه، لقد كان محدد الهدف فقد جاء لأجل خلاص البشر فى كل جيل ، فكان يجول يصنع خيرا ، يتكلم بأمثال وأحيانا بتعليم ، كان يشارك تلاميذه فى كل شىء بانفتاح وأبوة وبنوة وحب ، واستقبل صعفاتهم بحب وصحح مفاهيمهم الخطأ بصبر ومنحهم سلطانا دون خوف أن تصيبهم كبرياء .
كان الرب يسوع يقود لا بهدف أن يكون له اتباع ، بل يريد أبناء وآباء وخدام ناجحين ، لم يتباهى بذاته ويطلب معجبين أو شعبية بل كون قيادات تستطيع أن تكمل عمل الخدمة بعد انطلاقه للسماء ، لم يحجب أحد من تلاميذه عن مقابلته ، بل بانفتاح سمح لهم أن يقولوا حتى الأمور الخاطئة والتساؤل عمن هو أعظم ، كان يقبل أخطائهم بوداعة كبيرة جدا ويقابلها دائما بتعليم روحى ، كما كان يسوع مراعيا للفروق بين قطيعه تكلم مع الجموع برقة وعلمهم على الجبل عن التسامح .
ليكن المسيح القائد أمام أعين كل قائد وكل خادم ، على كل قائد أن يقيم قدرات من يخدم معه وأن يدرك الفوارق بين كل فرع وكل فصل وكل فرد ، فلا يتعامل مع النامى فى الروح كالمبتدىء ، و لا فصول الشباب المتقدمة فى المدن ، كفصول الشباب فى القرى ، أن يتصرف بحكمة تليق بالخدمة يحنو ويرعى ويشارك ..