الأقباط متحدون | "كوتة كوتة" خلصت الحدوتة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٤٩ | الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ١٤هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢١٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"كوتة كوتة" خلصت الحدوتة

الثلاثاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مادلين نادر
"أتمنى إن السيدات اللواتي سيفزن بمقاعد فى مجلس الشعب القادم، يكنّ على درجة كبيرة من العلم والثقافة، ومهتمات فعلاً بقضايا الشعب، ولديهم القدرة على العطاء للدوائر التى يمثلونها".. هكذا قالت لى إحدى صديقاتي حينما كنت أود أن اعرف منها رأيها في مسألة "كوتة المرأة"، وهل تعتبرها تجربة إيجابية ومبشِّرة بتغييرات حقيقية أم لا؟

 فبالرغم من أن هناك (397) ‏مرشَّحة‏ ‏من‏ ‏بينهن‏ (249) ‏مستقلة‏، و(‏148) عن‏ ‏الأحزاب‏ ‏المختلفة‏، منهن‏ (132) ‏تنتمي‏ ‏للحزب‏ ‏الوطني، ‏و(‏15) ‏ينتمين‏ ‏لجماعة‏ ‏الإخوان‏ ‏المسلمين‏، يخضن الانتخابات القادمة فى إطار كوتة المرأة، إلا أنه لاتزال هناك آراء متضاربة حول "كوتة" المرأة، وهل هي تُعد أمرًا إيجابيًا، وخطوة نحو تمثيل حقيقي للمرأة داخل مجلس الشعب، أم إنها مجرد أمر شكلي وخادع، خالٍ من المضمون، وتمثيل عددي فقط للمرأة؟

لا نستطيع أن ننكر أن محاولة التمكين السياسي للمرأة المصرية من خلال قانون "الكوتة" النسائية، يُعد خطوة مهمة علي درب المساواة في ممارسة حقوقها السياسية، وإتاحة الفرصة لها في المشاركة بالحياة البرلمانية من خلال مجلس الشعب، بالإضافة إلي أن "كوتة المرأة" تعتبر إنجازًا مهمًا ومحاولة جادة لتصحيح نسبة المشاركة النسائية في المراكز القيادية والبرلمانية.
 
ليس ذلك فحسب، بل أن كوتة المرأة تمثل حلاً جيدًا لزيادة التمثيل البرلماني للمرأة، خاصةً مع تزايد المشكلات والقضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة والأحوال الشخصية والمجتمع بشكل عام من فقر وبطالة. وقد تكون المرأة– إذا كانت مؤهَّلة بالفعل– قادرة على التعبير عن هذه المشكلات والقضايا المهمة، وطرحها على المجلس.

لكن مع الأسف، هناك العديد من المعوقات التي قد تقف أمام نجاح كوتة المرأة فى أن تصبح بالفعل تمثيلًا حقيقيًا للمرأة وليس شكليًا وعدديًا بالمجلس؛ فالدول التي قامت بتطبيق كوتة للمرأة قبلنا، قدَّمت ذلك بشكل مدروس ودون وضع عراقيل أمام السيدات على عكس الوضع لدينا؛ فمثلاً الكوتة لدينا سوف تكون هناك سيدة  واحدة عن كل محافظة وليست الدوائر الانتخابية العادية، وهو أمر يصعب تفسيره، ولا يمكن أن يكون منطقيًا! فهل من المنطقي أن يمثل شخص- سواء رجل أو امرأة- محافظة بأكملها تحت قبة البرلمان؟!!!

هذا بالإضافة إلى أن نظام كوتة المرأة سيتم تطبيقه لدورتين متتاليتين فقط، وهي فترة ليست بكافية لخوض التجربة ونجاحها؛ فأي تجربة جديدة يجب أن تأخذ وقتًا كافيًا لتحقق الثمار المرجوة منها، وتستطيع أن تتفادى أخطاءها فى التجارب الأولى، إلى أن تصل إلى النجاح الذى تنشده.

كذلك فإن نجاح كوتة المرأة فى الانتخابات البرلمانية، متوقِّف على خروج كوادر نسائية متميِّزة تخدم قضية المرأة، وتدمج المرأة في الحياة السياسية والإجتماعية لتكون قوة لا يستهان بها لتحقيق المساواة. لذلك يجب أن تخوض الأحزاب الانتخابات بالتقدُّم بمرشحات لهن تأثير قوي، حيث أن نظام الكوتة لا يكرِّس حق المرأة الطبيعي في البرلمان، ويحاول إصلاح خلل قائم.

بالتأكيد وجود كوتة للمرأة وكوادر نسائية بالبرلمان هما الأساس لنجاح هذه التجربة. ولكن هناك عوامل أخرى مؤثِّرة بشكل كبير فى إنجاح كوتة المرأة من عدمها؛ فإنني لا أتخيل أن تخصيص أي عدد من المقاعد للمرأة أو لأي فئة معينة، يمكنها أن تغيِّر الأوضاع بدون حدوث تغيير ثقافي موازٍ لهذه الاجراءات، وأن يكون هناك إيمان حقيقي بأهمية دور المرأة، ورغبة صادقة داخل المجتمع في أن تشارك المرأة في العمل السياسي. فعندما يقتنع المجتمع بذلك، ويتجاوز المعوقات النفسية والإجتماعية التي تحول دون تقبُّل المرأة المجال السياسي، سيرشِّحها وينتخبها تلقائيًا فى الدورات البرلمانية القادمة دون الحاجة إلى نظام الكوتة. لكن بدون تقبُّل المجتمع- رجالاً ونساءًا- لدور المرأة ومشاركتها السياسية، سيأتى اليوم الذي سنتحدَّث فيه عن تجربة كوتة المرأة، ونقول: "كوتة كوتة.. خلصت الحدوتة"..!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :