كتب – محرر الأقباط متحدون
يُعتبر حكم الدولة المملوكية من أصعب الفترات التي اجتازتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وخلال هذه الحقبة تعرضت للكثير من الاضطهادات، الأمر الذي كان مؤثرًا بشدة على الصلوات والطقوس، إلا أن الكنيسة دائمًا ما تنجب أبناءًا حريصين على الحفاظ على طقوسها وصلواتها، ومن بين هؤلاء القمص إرميا الناسخ.
رغم دوره الهام في نقل المخطوطات والحفاظ على طقوس صلوات الكنيسة في فترة هامة من تاريخها، إلا أن المعلومات الشخصية المتوافرة عن القمص إرميا "الناسخ" قليلة جدا، حيث أنه كان كاهنا "لبيعة الشهداء الكرام ابو قير ويوحنا بابلون مصر المحروسة" وذلك كما يورد عنه موقع القديس تكلا هيمانوت.
تمكن القمص أرميا "الناسخ" من نسخ الكثير من المخطوطات ومنها المخطوطة رقم "156"، ورقم "50"، ورقم "47"، و"743 مسلسل/74 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة"، والمخطوطة 744 مسلسل/54 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة، والمخطوطة745 مسلسل/107طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة، وجميعها ما زالت محفوظة.
هذا بالإضافة إلى عدد من المخطوطات التي أصابها التلف، إلا أنه يوجد منها بعض الحواشي، ومنها: المخطوطة 101 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، والمخطوطة 159 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، والمخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، والمخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان.
يُذكر أن القمص إرميا لم يكن ناسخا عاديا للمخطوطات، حيث أن معظم مخطوطاته الباقية للآن، كان قد نسخها لنفسه ولابنه من بعده "ليطالع فيها وقت الاحتياج"، ثم صارت وقف على بعض الكنائس عن طريق البيع أو الهبة.
ويشير موقع القديس تكلاهيمانوت إلى أن القمص إرميا عندما كان يريد إعادة نسخ طقس معين، كان يجمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات التي تحوي ذلك الطقس ولو بترتيبات مختلفة محاولًا التوفيق فيما بينهم، مسجلًا الفروق وأحيانًا مؤرخًا لبعض الطقوس كلما أمكن ذلك، فكان في الحقيقة عالم ليتورجي (بمقاييس زمانه) أكثر من كونه مجرد ناسخ".
تعرض لتجربة لفقد البصر، أو ضعف شديد به، فاضطر للتوقف عن عمله في النسخ، لمدة حوالي سبعة سنوات، ثم عاد إليه بصره وعاد إلي لنشاطه، وتوفى في عام 1793 ميلادية تقريبا، لأن تاريخ وفاته غير محدد في تاريخ الكنيسة.
جزء من إحدى مخطوطات القمص إرميا الناسخ