خاص – الأقباط متحدون
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس، الأربعاء، بعيد نياحة مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس، بطريرك الكرسي المرقسي الـ116، الذي تنيح في 9 مارس عام 1971.
ولد البابا كيرلس السادس باسم "عازر يوسف"، في الثاني من أغسطس سنة 1902، واختار طريق الرهبنة تاركًا الوظيفة المدنية، حيث ترهب في دير السيدة العذراء بالبراموس باسم "مينا البراموسي"، حيث رسم قسًا سنة 1931م، ثم قمصًا وقد تتلمذ علي يد القمص عبدالمسيح المسعودي.
تميز الراهب مينا البراموسي، بالفضيلة والزهد، وفي عام 1936م، ترك الدير واتجه إلى مصر القديمة فاستأجر إحدى طواحين الهواء بتلال جبل المقطم وأقام في دورها الثاني مذبحًا يقدم عليه القرابين، وخلال فترة تواجده أجرى الرب على يديه الكثير من المعجزات حتى ذاع صيته في جميع الأنحاء.
في عام 1957م، تم تغيير لائحة انتخاب البطريرك، حيث تم إضافة بندًا يشترط وجوب "أن لا يقل عمره عن أربعين سنة ساعة خلو الكرسى ! وهذه أول مره يسمع فيها بتحديد السن في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، وقد تم ترشيح ثلاثة شباب للكرسي المرقسي وهم القمص متى المسكين، ومكاري السرياني، وأنطونيوس السرياني، وقد رشح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف، قائمقام البطريرك اسم الراهب مينا البراموسي، وهو من تم اختياره بالقرعة الهيكلية ليصير بابا الإسكندرية فرسم في 10 مايو 1959 م الموافق 2 بشنس 1675 ش.
خلال توليه سدة الكرسي المرقسي، حدثت عدة أحداث هامة حيث تم تدعيم صلة الكنيسة القبطية بشقيقتها الحبشية فقد رسم لأثيوبيا بطريركًا جاثليق سنة 1959م، كما تم وضع حجر الأساس لدير مار مينا في مريوط في نفس العام، وقام بسيامة أساقفة عامون حيث رسم الأنبا شنودة أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية (الذي أصبح فيما بعد صاحب الغبطة والقداسة البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية 117)، والأنبا صموئيل أسقفًا للخدمات العامة، والأنبا غريغوريوس أسقفًا للدراسات العليا والبحث العلمي.
وفي عهده بدأت خدمة كنائس المهجر في أمريكا وكندا واستراليا وغيرها، كما تم وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة، وعودة جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة.
البابا الزاهد، المتوحد، كانت له علاقة شخصية بشفيعه القديس مارمينا العجائبي، بالإضافة إلى ظهور السيدة العذراء مريم بالزيتون سنة 1968 م، وفي يوم نياحته أستقبل عدداً من أبنائه وعند خروج أخر واحد وكان كاهناً – رفع الصليب وقال " الرب يدبر أموركم " ودخل قلايته وأستودع روحه بيد الله وذلك في 9 مارس 1971، وقد دفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وفي 25 نوفمبر 1972 م نقل جسده في احتفال مهيب إلي دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار شفيعه مارمينا.
اجتمع المجمع المقدس يوم الخميس الموافق 20 يونيو 2013، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، و تم الاعتراف بقدسية البابا كيرلس السادس ، وذلك بعد مرور 43 عاماً على نياحته ، و بناء على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على اسمه ، بالإضافة إلى أمكانيه ذكره في مجمع القديسين الموجود في كلا من الخولاجى المقدس والابصلمودية المقدسة.