السبت ١١ يوليو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
أحمل لمحافظة مرسى مطروح الكثير من الذكريات الجميلة سواء على المستوى العائلي أو على المستوى الشخصي، فهي محافظة خلابة رائعة متميزة ببحرها الهادئ وليس الهادر، كنت أذهب اليها كل عام للمصيف بها واستمر ذلك لمدة تزيد على الخمسة عشر عاماً، ولكنني توقفت عن الذهاب لها لظروف شخصية ولرؤيتي لها أنها تفقد الكثير من جمالها وبريقها بالنسبة لي بازدحامها وفقدها الكثير من وسائل الهدوء التي كانت تتمتع بها، والنقاء والبعد عن التلوث، وكثيراً ما رفضت عروض بالسفر لها لألا تشوه صورتها الجميلة التي أحتفظ بها في ذهني.
وفي الانتخابات والاستحقاقات السياسية كنت أتابع مرسى مطروح وأحزن عليها وهي تمالئ السلفيين والإخوان، تلك المحافظة الي كانت منفتحة على الجميع وتحتوي الجميع، صارت الآن تؤمن أصوات لكارهي الجميع، وعلى رأس الجميع الوطن، كانت الحجة للبعض في العزوف عن السفر لها، فيما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أنها امتداد طبيعي للهاربين من جحيم القذافي ثم صارت امتداداً طبيعياً للهاربين من جحيم الإرهابيين في ليبيا، ورغم هذا بقت ممتعة وجاذبة للكثيرين رغم قربها من إرهابيو ليبيا حتى عندما حدثت أعمال إرهابية بالفرافرة في الصيف، كانت مطروح بمنأى عن هذا وكأن أهلها يؤمنونها ويحافظون على موسم السياحة الداخلي بها، ولما حدثت حادثة بنقطة شرطة على الساحل الشمالي كان هذا بعيد عنها حتى ولو على حدودها، فبقى أهلها في نظري يؤيدون السلفين الإرهابيين الإخوان ولكنهم لا يتنازلون عن حقهم في العيش من وراء السياحة الشاطئية.
حتى وقع حادث علم الروم بتفجير أوتوبيس سياحي، الحمد لله لم يسقط فيه مصابين لكن هذا الحادث يكشف لنا أنه إما تم اختراق أهل مطروح وباعوا انفتاحهم على الجميع أو أنهم اختُرِقوا من قبل وافدين اندسوا بين الوافدين من خارج المحافظة للاصطياف، وفي كل الأحوال رغم فردية الحادث وعدم سقوط ضحايا فيه فعلينا أن نعالج الأمر سريعاً لألا يتفشى الأمر وينجم عنه كوارث جديدة تؤثر على السياحة الداخلية وتجعل من أهل مطروح عرضة للاصطياد من قبل صيادي العقول الفارغة والمحتمل فراغ الجيوب لو لا قدر الهر توقفت السياحة.
آخر القول، مطروح محافظة واعدة فبرغم النجاحات الرائعة التي يعتبرها البعض نجاحات فى المشاريع الاقتصادية ببناء القرى السياحية والمنتجعات والفنادق والتي أنا أراها مساس لطبيعة مطروح وهدوءها وإن كنت لا أختلف في ضرورة توصيل المياه لهناك بانتظام وغيره وتطوير شبكة البنية التحتية التي بالمناسبة لم تصل للكثير من المنتجعات السياحية هناك إلا في فترة الصيف فقط مما يقلل من فرصة إيجاد سياحة مستديمة هناك، هذا مع تغلبنا على بعدها بشق طرق جديدة تقصر المسافات وتقلل الساعات المقطوعة في السفر لمطروح، على كل حال أعود وأقول أن مطروح كمحافظة واعدة تحتاج الكثير من العناية بمشاريع السياحة بها وتطويرها لجعلها على مستوى واحد مع الإسكندرية بل يمكنها أن تتبارى مع شارم الشيخ وتتفوق عليها إن أردنا وأراد أهلها، وقبل كل شيء قطع يد الإرهاب التي حاولت التسلل إليها.