الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
مأساة ثورة الثلاثين من يونيو الحقيقية أن الكل يعتبرها نجحت لأنها أطاحت بالإخوان مع أن ذلك هو الحد الأدنى لنجاح ثورة، وقد فشل ثوار يناير الحقيقيون حين ظنوا أنهم نجحوا بعد أن أطاحوا بمبارك بطريقة لم تكن ناجحة فأسهمت في أن يركب الإخوان، والآن نحن نظن أن ثورة الثلاثين من يونيو نجحت فنحن نكرر الخطأ ونرتكب نفس الجريمة، ونترك الثورة يركبها الذي كان لهم حقاً دوراً بارز فيها ولولاهم ما نجحت الثورة لكنهم لم يستأثروا بها، وليست من حقهم وحدهم، أقصد الرئيس السيسي الذي حقاً ساهم في إنجاح الثورة وإفشال المشروع الإخواني لكنه لا جدال في أنه لا يجب أن يكن هذا كل ما قدم لمصر وإلا ستكن الكارثة.
أعرف أن ما قام به مهم ومهم جداً لكن ما عليه القيام به هو الأهم، ولا يجب عليه الأكتفاء بمشروع قناة السويس، ولا ينسى أنه للآن لم يستطع إخراج قانون للانتخابات النيابية، وأنه لم يعفو على الكثيرين من أولاده المشاركين في ثورة الثلاثين من يونيو وعلى من شاركوا بنبل في ثورة يناير.
ثلاثين يونيو بعد مرور عامين أنجح ما فيها حقاً أن تولانا رجل مثل المستشار عدلي منصور فقد كان رجل قانون بجد وعادل ومتواضع، رجل لم يفسده الكرسي، وترك مكانه قبل الموعد المحدد في خارطة الطريق، وأوفى بكل ما وعد به، وعلى خير ما يكون، وعليه فأنا أراه بحق عريس هذه الثورة، ومن لم يُحتفى به بحق.
وعليه فأنا أدعوك صديقي القارئ، أن تتأمل هذا الرجل الذي خرجت دعوات وهو في كرسيه أن تجرى الانتخابات الرئاسية أولاً في دعوة غير مباشرة لأن يترك ويغادر منصة الحكم، وقَبل هذا، وعمل على إتمامه سريعاً ودون إبطاء، وأتمه بنجاح بانتخابات نزيهة وشفافة ولا لبس فيها إطلاقاً، يا ليته بقى حتى قدم لنا انتخابات نيابية أخرى بنفس النزاهة والشفافية، وعدم التدخل في نتيجتها.
المستشار الجليل ورئيس الجمهورية النبيل لم يتضايق، وكان سعيداً سعادة بالغة وهو يترك منصبه لآخر الذي هو حقاً أهلاً به، ليعمل على ضمان أن يأت اليوم الذي يترك فيه منصبه لمن يأتمنه الشعب على البلاد، وعليه أن يعمل لأن يتمم الانتخابات النيابية ليأت من يشاركه في حمل هم البلاد والعباد ما دام هو غير قادر على استغلال الفرصة واغتنامها والإتيان بقوانين أسرع تساهم في دعم الاستثمار وغيره من الأمور المحتاجة لدعم.
خالص تقديري للرئيس السيسي الذي حقاً أشعر بحبه لهذا البلد ورغبته في احتواء الجميع والذي يبدو أنه واقع تحت ضغط كبير من جهات خارجية وتقف أمامه الكثير من العقبات من الجهات الداخلية، وتورطه بعض الجهات السيادية فتلصق به تهم وقف برامج واعتقال أبرياء، والإبقاء على الكثيرين بالسجون دون العفو عنهم، وترك البلاد فريسة للمنح والمعونات والمساعدات والودائع الخارجية بينما يجب أن تقم على رجلها بمجهود أبناءها وإعادة حركة الصناعة والزراعة بها لما يجب أن تكن عليه وتستحقه مصر.