السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
لقد قام رجال شرطة السياحة المصريون بمجهود لا يمكن التغاضي عنه بمقاومتهم الإرهابيين الثلاثة الذين توغلوا وتسللوا إلى داخل معبد الكرنك الأثري، رجال الشرطة كانوا بواسل في مكافحتهم الإرهاب الأسود، كانوا أسوداً وهم يواجهونه يقاتلونه بصدورهم وبأسلحتهم، كان الإرهابيون يحملون المتفجرات والسلاح، وكانت الشرطة المصرية قليلة العدد تحمل السلاح، تتسلح بإيمانها ببلادها وحق المواطنين في العيش في أمان.
خلاص كده، إنت كويس ومبسوط ومرتاح، وشاعر إنهم نعموا المية، تمام سبني بقى أكمل المقال لأريح ضميري، وأوخز ضميرك، وأيقظ وزيرالداخلية الذي تم الاحتفاء به، وقيل على لسان أحد الإعلاميين في مقارنة بينه وبين حسن الألفي وزير مذبحة الدير البحري بالأقصر، أنك اليوم تشعر أن هناك وزير للداخلية.
معالي وزير الداخلية، أنت لست مدين لأحد بمجاملة الإعلام لك إلا لسائق التاكسي وللضابط الذي صدقه، واهتم به على غير طبع الشرطيين، هذا إن صحت الرواية أساساً، ضابط الشرطة الذي أحتفي به لأنه اهتم ببلاغ سائق التاكسي أين كان والتاكسي والمتفجرات يمروا من بوابات المعبد، بل أين كان والإرهابي الثالث الذي وصل أولاً،،
ويبدو أنه لم يكن قد وصل منفرداً وسأقول لك ليه دلوقتي؟ بس من الرواية المتناقلة أن الإرهابي ده كان مسلح، فكيف مر بالسلاح ما جرى إما تقصير من رجال الشرطة أو أنهم لم يكونوا يحملون أجهزة الكشف عن المتفجرات والسلاح في منطقة حساسة كهذه، وده يبقى تقصير من الوزارة.
أما عن قولي، بأن الإرهابي الثالث لم يكن منفرداً في دخوله للمعبد لأن هناك صور نشرها تنظيم أنصار بيت المقدس للحادث، ما يعني أن هناك كان رجل من بين الموجودين معهم ويبدو أنه دخل في معية الإرهابي الثالث أو أن الإرهابي الثالث دخل في معيته، وهذا يعكس تقصير آخر لأن الإرهابي هذا ذي
الصلة بأنصار بيت المقدس لم يمر بإجراءات تفتيش ومتابعة وتقصي، فإما أن الموجودين بالمكان على الأقل من المصريين لم يلاحقوا ويراجعوا ففر صاحبنا هذا أو أن صاحبنا هذا فوق القانون وفوق إجراءات المراجعة، وفي كل الأحوال هذا تقصير، إذ كيف يقف أحدهم يصور حادث كهذا ولا ينتبه له أحد يا سادة؟ ولم ترصده الكاميرات الموجودة بالمكان، والتي يبدو أنها كانت في عطلة أو عُطِلت بفعل فاعل، وقد يكون الفاعل هو المصور نفسه، هذا إذا كان احتمالي بأنه كان فوق القانون صحيح.
بسالة ضباط رجال شرطة السياحة لا تعفيهم أبداً من مسئولية عدم التفتيش والمراقبة لكن كل هذا يُغفر لهم في مقابل شجاعتهم واستعدادهم العملي بالتضحية بحياتهم ومواجهتهم شخص حامل متفجرات كان من المكن أن ينفجر بهم ويحولهم لا قدر الله لأشلاء، اللهم إلا إذا كانوا غير مقدرين لخطورة الموقف أو لأنهم لم يكونوا متوقعين أن هذا الإرهابي يحمل متفجرات.
المختصر المفيد المواجهة بالخطأ خير من الاحتفاء بالتقصير.