عرض/ سامية عياد
منحنا الله الحرية الحقيقية بقيامته ، منحنا التحرر من عبودية الذات المتكبرة ، منحنا التحرر من تسلط الأهواء والشر ، منحنا الغلبة والنصرة على الخطية....
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة العذراء شيكاغو فى مقاله "الحرية التى يقدمها المسيح" يحدثنا عن الحرية التى منحها الله لأبنائه ، فقد اكد السيد المسيح هذه الحرية بقوله "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" ، هذه الحرية أخذناها فى المعمودية عندما دفنا مع السيد المسيح وقمنا معه ، هى ليست مجرد كلمة أو وضع خارجى ولكنها حالة داخلية يتمتع بها الإنسان الذى قام مع المسيح وغلب الخطية ، قام من ظلمة القبر الى الحياة والنور ، تحرر من عبودية الذات والشهوات وتذوق طعم الحرية الحقيقية .
لكن كيف يتمتع الإنسان بالحرية الحقيقية ؟
أكد السيد المسيح حقيقة هامة هى أن معرفة الحق تحرر الإنسان "تعرفون الحق والحق يحرركم" ، فمن تسكن فيه كلمة الحق يتحرر من عبودية الشهوات والأهواء ومغريات العالم ، وكلمة الحق تسكن داخل الإنسان عندما يحفظ الإنسان كلام الله ويعمل به وتصير له شركة قوية مع الله ، عندما تسكن كلمة المسيح داخل القلب وتترجم على أرض الواقع بأفعال المحبة والخدمة وبذل الذات "لا تصيروا الحرية فرصة للجسد ، بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا" .
فى كل يوم نحياه على الأرض يجب أن نتلامس مع شخص المسيح ونختبر حضوره الدائم فى حياتنا لأنه هو الطريق والحق والحياة ، بالنعمة وثمار الروح القدس تسكن فينا كلمة الحق لكى تحررنا من عبودية الخطية "إن ثبتم فى كلامى فبالحقيقية تكونون تلاميذى ، وتعرفون الحق والحق يحرركم"..