مينا ملاك عازر
لم يضع أردوغان ضابطاً لشفتيه، واختار أن يبق قائماً بدور البطولة المطلقة، ذلك الدور الذي لم يعد يناسبه، ولا يناسب بلاده، فجرائمه زادت وغطت، ولا أحد صار يطيق سخافاته، حتى القدر لم يمهله طويلاً كي ما يتنطط على أوباما، صحيح الإتنين بالنسبة لي تنتون وتنتنن، لكن ما يجراش حاجة إن ربنا يضرب الظالمين بالظالمين، فبعد أن تنطط أردو على الأرداتي بتاعه أوباما، وعمل فيها فلوط على رأي الإخواني صبحي صالح، وقال له ما الذي قتل الثلاثة - ضياء وأسرته- في أمريكا!؟ إلا وخرجت مظاهرات نسائية تركية، وما أدراك بنساء تركيا حينما يخرجن ينددن بمقتل طالبة تركية في الخامسة والعشرين من عمرها، ووجود جثتها ملقية في حديقة عامة علي الطريق السريع الموصل لأنقرة العاصمة الثانية لتركيا، وذلك بعد أن تناوب سائق حافلة واثنين آخرين اغتصابها بعد أن اختطفوها لثلاثة أيام.
قتلوها عديمي الرحمة، قتلوا فتاة تركية دون تقدير منهم إنها مواطنة تعيش في كنف أردوغان وأحرجوه، وبات أمام سؤال لنساء تركيا ما الذي قتلها؟ كما سأل أوباما هكذا هو يُسأل أيضاً، كما اتهم إللي مشغلينه بالتقصير يتهمه شعبه بالتقصير، نساء تركيا بِتن قلقات على بناتهن كيف يذهبن للمدارس والجامعات في وسط هذا الجو الغير آمن؟ أردوغان بات عليه أن يجيب، كيف جرى هذا ولماذا؟ هم مش رعيته وهو مسؤول عن رعيته، جاوب يا أردو، رد يا هذا على الأستاذة، بتسألك ما الذي قتل الفتاة؟ هل هم أتراك حملوا في قلوبهم وعقولهم افكار داعشية؟ أم هي بداية الانهيار؟ أم أنها حادثة عارضة؟
أين الشرطة التركية التي تشرئب فور قيام اضطرابات ومظاهرات معادية ليك يا أردو، لماذا لم تستنفر لاستعادة الفتاة المختطفة لثلاث أيام؟ قبل أن يعثروا على جثتها مطروحة في حديقة عامة على قارعة الطريق، هل كانوا مشغولين بتأمين الكرسي لك أم كانوا يرتدون أزياءك التي من العصور الوسطى ليستعرضوا أمام أحد ضيوفك، كما فعلت ببعض رجالك من الحرس الذين البستهم ملابس عتيقة ليستعرضوا أمام أبو مازن الرئيس الفلسطيني، يا أردو كما تدين تُدان، إتعلمها بقى، واهدأ فقبل أن تخلع القذا من أوباما اخلع الغابة من عينك.
أخيراً، أيها السادة الكرام، نحن بصدد درس من دروس الزمان لقادة هذا الزمان، أفلا يتدبرون؟ أفلا يعقلون؟ ويدركون أن العنف يطال شعبهم وبلادهم أينما ومتى كانوا ومهما فعلوا أو يفهم الجميع ان الانفلات الأمني قد يطال الجميع، متى استفحلت داعش وتوحشت في كل الأماكن والبلدان، هل نتعظ؟ ونفهم أن الجميع معرض للأذى والخطر، وعلينا أن نتكاتف وينحوا هؤلاء الإخوان أفكارهم الإخوانية من عقولهم حتى يضمنوا العيش في أمان.