الأقباط متحدون - فشل القمة المصرية الروسية
أخر تحديث ٠٧:١٢ | السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥ | ٧ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فشل القمة المصرية الروسية

فشل القمة المصرية الروسية
فشل القمة المصرية الروسية

مينا ملاك عازر
رغم أن مجيء الرئيس بوتين إلى مصر ليس سابقة في العهود القريبة، فقد سبق وجاء هو بنفسه من عشر سنوات، وجاء بديله المؤقت إلى حين عودته لكرسي الرئاسة ميديفيديف في عام ألفين وتسعة، وها هو أتى إلا أن مجيءه لنا في هذه الآونة يعد وضع مفصلي؟؟؟- لا جدال فيه أبداً- لحرج الظروف ولخطورة الأوضاع الأمنية وترديها بشكل مزعج ليس فقط على الصعيد الإرهابي وإنما على كل الأصعدة، والحمد لله على كل حال.

وناهيك عن أن لقاء قمة بين رئيسي مصر وروسيا ليس جديداً، فإلي جانب الزيارتين السابقتين للزيارة الأحدث التي أنتهت يوم الثلاثاء الماضي، بخروج طائرة بوتين من مجالنا الجوي المعفر والمزمجر والعاصف بأعجوبة روسية يحسدوا عليها، في الحقيقة هناك أيضاً لقاءات جمعت الرئيسين المصري والروسي، واحدة في أيام مرسي -غير المأسوف عليه- وأخرى في عهد السيسي كانت من حوالي ثلاث أشهر، وها هو لقاء آخر ومتجدد ودائم بإذن الله.

كل هذا لا يمنع أنك تضع قمة الرئيسين في بلورة شفافة، وتحت مجهر حتى ستطيع أن ترى كل نقطة دقيقة بها، فكلها نجاحات حتى عندما خلع الرئيس السيسي نظارته الشمسية حينما كان ينتظر بوتين، يعد نجاحاً لمسؤولي البروتوكولات لم نعهده في الصور التذكارية المأخوذة للرئيس السيسي مع الشخصيات العامة مثلاً، ناهيك عن صفقة السلاح الكبرى والهدية ذات المغذى التي تقدم بها بوتين للسيسي المتمثلة في سلاح كلاشنكوف بالمناسبة مخترع هذا السلاح مات من حوالي السنة عن عمر ناهز التسعين.

كما أن الزيارة كانت ذات ظلال ثقافية، تعكس عمق العلاقات المصرية الروسية ثقافياً، وهذا أمر رائع في الحقيقة، تتفرد به البلدين، هذا بالإضافة إلى توقيع عقود محطة الطاقة النووية بالضبعة، ذلك الحلم الذي كاد يتحول لوهم، ويواري الثرى، فأُحيي، وعاد للنور ليصبح حقيقة -والحمد لله- كل هذا يمكنك أن تضيف له تلك المكالمة التي قام بها أوباما لبوتين فور خروجه من مصر، وقيل أن موضوعها الموقف الأوكراني، وأتحدى أنهما وإن لم يتحدثا عن مصر، وزيارة بوتين لها، وتوقيع عقود المحطة، وصفقة السلاح، وهذا أكيد لم يحدث،

لكن إن حدث ففي حديثهم عن الأزمة الأوكرانية فيه إسقاط يفهمه الساسة على الأزمة المصرية، إذ يفهم أوباما أن وثوب الدب الروسي لمنطقة الشرق الأوسط من خلال مصر يعد نصراً آخر له على حساب الفشل المتكرر للسياسة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا وسوريا والعراق، هذا غير أن كلا الرئيسين يدركا تماماً أهمية مصر في كونها سوق جاهز لضخ استثمارات، وتأمين مكان لمستثمري شعبيهما في هذا السوق، أمر مهم جداً سبق بوتين وقطع فيه شوطاً طويلاً، لم تكن الإدارة الأمريكية قد عملت حسابه، كانت تراهن على أفعال وجرائم زبانيتها في البلاد لتمنع انعقاد المؤتمر أو تؤجله، وهو المؤتمر الذي إن أُجِل الآن فلا ضرر من ذلك، فإقامة مدينة على جبل عتاقة كالتي اتفقا عليها السيسي وبوتين تكفي مع مشروع قناة السويس، ومشروع الساحل الشمالي وإحياء توشكى، هنا يكون أوباما في وضع لا يرثى له فحسب بل أيضاً يثير الشفقة بسبب عنجهيته وإخوانيته الغير مبررة، اللهم إلا إن كان حقاً كادر منهم منعدم العقل.

لكن فشل زيارة بوتين الحقيقي تجلى في أنها لم تنجح في مواراة جريمة استاد الدفاع الجوي للوراء، ووضعها في طي النسيان، ولا تضحك عزيزي القارئ، فأنا أراهن أن منفذ الجريمة والمخطط لها وواضع القفص الحديدى ومن بعده من ألقى الغاز غير المفترض استخدامه في مثل حالات الممرات هذه، كان قد اختار التوقيت بعناية ليسبق زيارة مثل زيارة بوتين، يلهي فيها الشعب بإنجازات تحقق أوبأفعال تستحق الاهتمام تحدث لكن شيء من هذا لم يحدث، فقد اهتم الكل بالزيارة، ولم ينسى الجريمة ،ولن ينساها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter