الأقباط متحدون - سؤال معلق
أخر تحديث ٠١:٢٠ | السبت ١٠ يناير ٢٠١٥ | ٢ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سؤال معلق

زيارة السيسي للكاتدرائية
زيارة السيسي للكاتدرائية
بقلم : مينا ملاك عازر

لا أستطيع أن أفوت زيارة السيسي للكاتدرائية دون الكتابة عنها، ومع تأخري في الكتابة لظروف مواعيد النشر، يكون التحدي، لأبتعد عما كتب عنه الآخرين، وأبقى أقدم لك صديقي القارئ وجبة تنفرد بها أنت، وهذا من باب حبي واحترامي وتقديري لك.
 
وعليه فأنا سأنقل لك تعليق أحد أهم الأشخاص في حياتي، وهو الدكتور محمد مؤنس أستاذي، على زيارة السيسي رئيس الجمهورية للكاتدرائية، وقال لقد كانت مفاجأة أن يزر الرئيس السيسي كاتدرائية كل المصريين في عيد الميلاد المجيد، فقلت له ولو أنها طبيعية يا دكتور، فرد لكننا في زمن العجائب،

والأفكار المغلوطة، فحينما يحدث الطبيعي والمفترض يكون مفاجأة للأسف، ما يعني أن ما يجعل الزيارة أعجوبة ورائعة ليس مضمون الزيارة فقط، وإنما كونها جزيرة وسط محيط متلاطم من الأمواج التكفيرية، والكارهة للآخر وللوطن، وهذا ما يجعلني أرى الزيارة أيضاً حجرة تحرك ماء راكد، تعفن ورائحته صارت نتنة، من كثرة ما أُلقي بها من مخلفات الأفكار البغيضة والحاثة على البغضاء. ومن ثم، فأنا أتساءل لماذا كان الجميع على

شبكات التواصل الاجتماعي يتهم السيسي علناً بأنه سافر للكويت في هذا التوقيت هرباً من أن يكن في مصر ويجد نفسه مضطراً لفعل مثل هذا، مع أن الأصل في الأمر أنه سافر للكويت في هذا التوقيت ليفعل ما فعله، ويكون لما فعله صدى أقوى وليس للهروب مما سبق وفعله المحترم عدلي منصور الذي حين فعلها وقت أن كان رئيساً مؤقتاً للجمهورية، سألت أنا حينها ماذا سيفعل من يليه، فلقد بات محرجاً، وإن كنت فور وصول السيسي للحكم، بطل شعوري بأن زيارة رئيس الجمهورية للكاتدرائية أمر مستبعد.
 
لكن ما لم يكن في الحسبان حقاً، هي أن يصل لتلك النقطة الحساسة، وهي الوقوف ممسكاً بالميكروفون خاطباً في جموع الحاضرين بالكاتدرائية، والذين وراء شاشات التلفاز لمدة ثلاث دقائق تقريباً، بفيض من المحبة والمشاعر الصادقة، ووسط فيض جارف ومقابل من المشاعر الصادقة والمحبة له من

جماهير حاضرة لتضج بالتصفيق له والهتاف له حتى كادوا يعرقلوه عن إرسال رسالته التي أتى لأجلها، مما أطال خطابه بل برقيته الباترة لكل أنواع الكره مما أطالها وأحالها لما يشبه الخطاب.

انتبه عزيزي القارئ، أنها نفس الكاتدرائية التي وقف بها أحدهم يهتف يسقط يسقط حكم العسكر، وضممت صوتي حينها له، وقلت وسأقول، يسقط يسقط حكم العسكر الذي أوصل الإخوان للحكم وأي عسكر منقلبين دمويين، أما ونحن في حكم مدني، اخترنا حاكمنا بملء إرادتنا ورغبتنا وحبنا له وللوطن، فليحيى حكم السيسي، ويحيى السيسي، ويعيش السيسي وتحيا مصر.
 
ولكن ثمة سؤال، قد يبدو لك وكأنه يعكر صفو المقال، لكنه ضروري، طرحه في هذه اللحظة الصافية حتى لا يشوبه عكارة القلاقل والغضب والتوتر، هل يكررها السيسي في أبريل القادم، وتبات هذه الفعلة الرائعة عادة لكل رؤساء مصر من بعده، وتقليداً متبعاً أم أنه سيفكر ألف مرة قبل أن يكررها

لتكن رأس سلسلة من الحب ممدودة لما هو قادم تجعلنا لا نلتفت لما هو وراء إلا لمحاسبة الجناة فقط، وليس للاستشهاد بها، وأنت تعلم سيادة الرئيس بماذا أقصد بمحاسبة الجناة.
 
"المجد لشهداء ماسبيرو والعار لبادين ومن معه"
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter