بقلم - هند مختار
تجلس الأم وبجوارها طنط فلانة جارتهم في المنزل القديم في ذلك الحس الشعبي قبل الإنتقال إلى الحي الراقي بعد إن استطاعت هي وزوجها بإدخار ثمن الشقة الجديدة من العمل بالخليج لسنوات طوال ،وفرشوها بأثاث فاخر واشتروا سيارتان للأب وللعائلة ، وهما ينتظران العريس الفاخر للإبنة الكبرى والعريس الجاهز للإبنة الصغرة والعروسة السوبر للإبن الأصغر ...
مرت السنوات ومن يطرق الباب لطلب الإبنتين ليس فاخرا وليس جاهزا كما ينبغي خاصة بعدما إرتقوا إجتماعيا على حسب ما يعتقدوا ..
جاءت الجرة القيمة في زيارة للأم واشتكت لها الأم من مشكلة عنوسة إبنتيها الأولي قاربت من منتصف الثلاثينيات والصفرى في أوائلها ..
قالت الجارة ولا يهمك عندي عريس جاهز إبن الست علانة الجارة القديمة التي كانت في العمارة المجاورة
الأم : لقد سافرت هي وزوجها وإولادهم في نفس توقيت سفرنا تقريبا
الجارة : ولقد انتقلوا إلى الحي الفاخر الجديد والأم تبحث لإبنها عن عروسة وتخشى على الولد من البنات الموجودات في الحي الفاخر خاصة وأنهن غير معلوم أصلهن أو فصلهن
الأم: وظروفة
الجارة: عمله مضمون وراتبه كبير وشقته في الحي الرائع ..
تمت الخطبة بين الكبرى والعريس الفاخر في الفندق الخمس نجوم مع الشبكة الماسية و بعدها الزفاف مع المهر الكبير وكان شهر العسل في شرم الشيخ ،وتباهت الأم والحماه وكانت العيون على عريس للإبنة الصغرى وعروسة للإبن الأصغر وكان المزاد في الفرح مفتوح على قطعان العرائس والعرسان ..
حملت العروس سريعا ،وفرح الجميع وبدأت المشاكل ،فعملية الخطبة والزواج لم تستغرق سوى شهرين ،ولم يكن الإثنان يعرفان بعضهم البعض ، أنجبت طفلة ،واستحالت العشرة تم الطلاق ،وسويت الماديات وعادت الإبنة إلى الحي الراقي بطفلة صغيرة ..
قالت الأم : مش مشكلة المهم إن عندها عيلة تونسها والعرسان على قف من يشيل
قالت الحماه : مافيش مشكلة بكرة أجوزك ست ستها البنات على قفا من يشيل
الطفلة الصغيرة مع باقي الأطفال في الحضانة هو إحنا ليه كلنا بابا مش عايش معانا ؟