بقلم: مينا ملاك عازر
كان لسان حال اليونانيين والقبارصة بعد القمة الثلاثية، هو شكر السيسي والامتنان له، لأنه أصبح لهم ظهير قوي في الشرق الأوسط يكيدون به متغطرس المنطقة وفاسدها الأكبر أرد وجان، السيسي لم يعد لهم وسيلة لكيد االتركي المتصلف فقط وإنما هو أيضاً نصير لهم عسكري قوي، ومتحالف في حرب الطاقة الدائرة في المنطقة على حقول نفط وغاز البحر المتوسط حيث الأطماع الإسرائيلية والتركية.
تحالف رأسي من الشمال والجنوب، تحالف للحضارات القديمة العريقة ضد أغنياء الحرب الذين بلا أصل في الأرض، فإن كنا نعاير أمريكا بأنها صاحبة حضارة مئتي عام، فتركيا لا تزد حضارتها على الخمسمئة عام بعكس اليونان ومصر اللذان يضربان بحضارتهما في عمق التايخ، هل تفعلها البلدان ذات الحضارات التليدة وتهدم مدعي الحضارة وتطعنه في مقتل حيث جرحهم الغائر، حيث جرائمهم ضد الأقليات وقمعهم لمكافحي الفساد؟!
لا داعي للدخول في تفاصيل حرب الطاقة الدائرة في المتوسط على حقول النفط والغاز، فتفاصيلها متشابكة، وهناك من يدعي أن لنا حقوق بها وهناك من ينفي لكن في كل الأحوال إن أصبنا فالله الموفق ونحن الكاسبون، وإن لم نوفق فلم نخسر شيء، إذ ليس لدينا ما نخسره لكننا في كل الأحوال كاسبين محبة اليونانيين العضو الفعال في الاتحاد الأوربي، صاحبة الاقتصاد القوي اليونان لا تسعى أن تكن عضوة بالاتحاد الأوربي، لم تلعق الأحذية لتنل الرضا عنها، اليونان فعلتها وقامت من وعكتها الاقتصادية كما تفعل مصر في سيرها الحثيث نحو التعافي الاقتصادي.
لا جدال أن أرد وجان يتألم من اتفاق الثلاثة، هو يعلم أن التحالف الثلاثي لن يوجه نصله إلا له ولمن على شاكلته، السيسي وأصدقاءه الجدد فعلوها، وأعلنها السيسي مدوية أن دير سانت كاترين ملكاً لليونانيين، إفخارِستو سيسي "شكراً سيسي" قالها الدير واليونانيون حين أخرس كل الألسنة التي حاولت الوقيعة والنيل من وحدة الحضارات القديمة العريقة، السيسي كان أكبر من الحدث، فكبر الحدث وأصاب الهدف ونال مراده حين وحد الصفوف، وأصبح له ظهير دولي في الاتحاد الأوربي، كما له ظهير عربي بتحالفه مع السعودية والإمارات، ناهيك عن ظهيره في جنوب شرق آسيا بالعلاقات النامية مع كوريا الجنوبية، ولدينا علاقات جيدة مع أمريكا اللاتينية فلم يبق لنا إلا الولايات المتحدة وهي لن ترض عنك، وتركيا وقطر وليس لهما أي قيمة فهما ينبحان والقافلة تسير.
المختصر المفيد مصر بعلاقاتها الطيبة مع الجميع فوق الكل...