الأقباط متحدون - قدم استقالتك يا وزير الداخليه
أخر تحديث ٠٩:٠١ | الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٨ | العدد ٣٣٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قدم استقالتك يا وزير الداخليه

حنا حنا المحامى
السيد الوزير:  أحب أن أذكرك بأنك وزير للداخليه.  ومهام وظيفتك أنك ترعى الامن لكل المصريين بلا أى استثناء.  وبمعنى أوضح لا فرق بين المسلم والمسيحى ذلك أن الجميع أعضاء فى وطن واحد لا يتجزأ.  بل إن التحزئه تضعفه وتوهن كيانه.  فما بالك ونحن فى مرحلة البناء الذى يتطلب التماسك والاتحاد.  كما أن الجميع عليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق وأهمها حق الامان.
 
إننا .... كما أنك لا شك تعلم أن عملية اختطاف أنثى أيا كانت سواء كانت مسلمه أو مسيحيه تشكل خطرا مروعا وجريمه نكراء بكل المقاييس والاعتبارات الدينيه والاخلاقيه والامنيه.  ومن هنا كانت مسئوليتك ومسئولية معاونيك ورحالك.
 
إن جميع المصريين دون استثناء يسددون الضرائب كما تعلم وربما يستثنى قليللا بعض المسلمين مثل السلفيين ولكن هذه مسألة ضمير ... ضمير الحكام قبل أن تكون ضمير السلفيين.  ولكن إجمالا يسدد الجميع الضرائب ولا يستثنى أى قبطى مدنى من هذا الاداء الوطنى.  مقتضى هذا أن المسيحيين أسوة بإخوتم المسلمين يسددون الضرائب التى تبنى مصر.  كما أن كل شخص بصرف النظر عن ديانته له حق االحياه فى وطنه يتمتع بكل الامن والامان. هذا الامن والامان لا يستثنى منه أى فرد.  كما أن هذا الامن والامان يتعلق بالحقوق الماديه والمعنويه والاخلاقيه خاصة منها المتعلق بالشرف حيث أننا كشرقيين نعطى الشرف وزنا كبيرا وكبيرا جدا.
 
مع ذلك كان وزير الداخليه السابق والمجرد من الضمير والاخلاق والقيم يغض الطرف عن اختطاف الفتيات تأسيسا على أنهن سوف يتبعن دين الحق.  وليس هناك أى اعتبار عما إذا كانت الفتاه قاصر لا يعتد بإرادتها أو بالغ ولكن تقع تحت تهديد ووعيد وربما اعتداء اقسى وأعتى لا يترك لها محالا للاختيار.
 
إننا يا سيدى دوله حره راقيه.  فمن أراد أن يعتنق الاسلام فله ما يريد شريطه أن يكون ذلك بحرية الاختار البحت دون إكراه أو إجبار أو تعذيب.  ومن ناحية أخرى لا يجوز خلقا وعلما  ودينا أن تجبر أى شخص على اعتناق أى دين آخر بوسائل غير مشروعه مثل التهديد أو الوعيد أو بكل صراحه الاعتداء على عذريتها ونحن دوله كما تعلم تخص هذا الامر, أمر العذريه, شأنا خطيرا.
 
إنك يا سيادة الوزير تعرف تمام المعرفه أن الفتاه التى يعتدى عليها تشكل عارا على أهلها سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.  وفى حالة الاعتداء على أى فتاه مسيحيه طبعا يدفع أهلها إلى أن يتركوا القريه أو الحى الذى يقطنونه هربا من العار.  هل ضميرك وهو المفروض أن يكون حيا يوجهك فى خدمة كل اشعب, هل هذا الضمير يرضى إلحاق العار بأى عائله حتى لو كانوا من المسيحيين؟
 
يا حضرة الوزير أود أـن إذكرك أنك أدليت بالقسم الذى يلزمك أن تكون أمينا فى عملك وفى موقعك مع كل المصريين.  إن اليمين الذى أقسمته لم يكن قاصرا على المسلمين دون الاقباط.  ولكن يا سيدى أنت لم تلتزم بهذا القسم ولذلك أصبحت محنثا بقسمك.
 
الامر إذن يتعلق بأمرين: الاول أن تلتزم بالقسم الذى أقسمته.  وهذا القسم يلزمك أن ترعى كل المصريين لا فرفق بين مسلم وسميحى بل لا فرق بين إنسان وإنسان.  وفى نفس القسم تلتزم بأن ترعى كل مصالح المصريين الماديه والمعنويه والتى تتعلق بالامن والامان ومقتضى هذا أن تترك الدين لله وتجعل الوطن للجميع دون استثناء.
 
وبهذه المناسبه إن ما يشجع على ارتكاب مثل هذه الجرائم فى  حق المسيحيين هو الاسطوره أنهم كفار ويحق مالهم ونساؤهم غنيمه للمسلمين.  لذلك إنى شخصيا رغم ضحل معلوماتى الدينيه أرحب بأى رجل له الشجاعه الكافيه ويناقشنى لابين له حقيقة المسيحيه وجمالها حتى يضمن لنفسه الفردوس.  وأرجو ألا تخافوا من الحق.
 
سيدى ... حيث أنك حنثت بالقسم الذى أقسمته وتسترت على جريمة اختطاف سيده مسيحيه مصريه لتكون متعه لاحد الذين تخلى عنهم الضمير والدين والاخلاق, فلذلك لا يختلف إثنان على أنك لم تعد محل ثقه بل لم تعد صالحا للمنصب الذى تشغله.
 
 لذلك
 
يتعين عليك وبكل شجاعه أن تترك مكانك فورا وتستقيل بكرامتك وأنصحك ألا تكذب مرة أخرى.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter