الأقباط متحدون - «أقباط متحدون».. في النور
أخر تحديث ٠١:٠٠ | السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ١٠ | العدد ٣٣٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«أقباط متحدون».. في النور

مدحت بشاي
 كنت من أول من كتبوا، رافضاً وجود وسائط إعلامية على أساس الهوية الدينية، لأنني رأيتها قد تكون نوافذ للمتاجرة بالأديان والمذاهب، وسبوبة للارتزاق على حساب أمن المجتمع وسلامة العلاقة بين الناس في بلادي، وشاشات كمبيوترية وتليفزيونية لعرض المنازلات الرذيلة القبيحة بين أتباع الديانات المختلفة

وبشكل خاص هؤلاء البلهاء أصحاب قناعة «إن رفعة شأن دينك أو مذهبك تبدأ وتكون وتترسخ ببيان ما تراه نقائص أو عيوب في عقائد الآخر».. وهم لا يدرون أن العكس هو الصحيح، فالذهاب لنقد وتسفيه عقيدة الآخر هو إعلان فشل الخطاب الديني والرعوي والدعوي في دعم الإيمان والتعلق بالعقيدة التي يدافع عنها، وبالتالي فإن لدى هؤلاء المرضى أو التجار أو التافهين، والحمقى دائماً أسبابهم التافهة في إعلان نبرة التعصب.

وعليه، وفي بداية ظهور تلك المواقع والفضائيات، كان أصحابها يهاجمون كاتب تلك السطور، فبعض الفضائيات الإسلامية اتهمتني بالتعصب وإعلان رفض الآخر، والمسيحية منها أطلق بعضها على باللفظ «إنه أحد يهوذات العصر» نسبة إلى يهوذا الأسخريوطي التلميذ الذي رفض محبة السيد المسيح فخانه، بل وباعه بثلاثين من الفضة!!

ولكن، ما توقعته بالفعل قد حدث.. فما كان من بعض الفضائيات الدعوية وبتوجه سياسي خاص بأصحابها أو بأحزاب تنتمي إليها، أن رأت في تلك النوافذ الفرصة لإطلاق المواقف والفتاوى المخالفة لصحيح العقيدة وفق وصفه وما أعلن من ردود من الجهات الرسمية المنوط بها الفتوى والتعليم الديني على ما تروجه تلك الفضائيات من أفكار سلبية، وبعض الفضائيات المسيحية بات أمرها كقدور الطهي المكتوم بها البخار المضغوط، فخرجت عن تعاليم الكنيسة، بل وفي بعض الأحيان عن التعاليم المسيحية فور إتاحة فرص البوح.

أما وقد حدث وانتشر وجود المواقع الاليكترونية والفضائيات الدينية، أرى أن بعضها قد وصل مرحلة الرشاد والمهنية الرائعة، فلا بأس أن نلتف ونعضد مثل تلك النوافذ ونشد على أيديهم لتفهم طبيعة المرحلة الحالية، والمشاركة في دعم خطاب ديني مستنير.

من بين المواقع المسيحية الأكثر أهمية وتأثيراً إيجابياً، موقع « أقباط متحدون» الذي يحتفل رواده بمرور عشر سنوات على وجود المؤسسة يوم 25 الشهر الجاري، وهو تاريخ انعقاد أول مؤتمر لها وكان قد اختتم أعماله بتلك العبارة الرائعة «إن كل ما هو صالح للأقباط هو لصالح مصر؛ وكل ما هو صالح لمصر هو لصالح الأقباط»، ورغم أن البداية كانت تفاعلاً مع مطالب الأقباط في عهد «مبارك» فقط

وهي في اعتقادي كانت مطالب كل المصريين، فإن أسرة العمل بالموقع كافحت ليتحول الموقع إلى موقع مصري وطني اجتماعي ثقافي رياضي، ونافذة للتنوير، وفتحت المجال لشباب المبدعين للكتابة على صفحاتها وممارسة الحوار الحر للجميع دون أي تمييز، بجوار مجموعة رائعة من كبار الكتاب في مصر والخارج، فبات الموقع ساحة للعطاء الفكري المتنوع

وكمان تقوم المؤسسة الآن بإنتاج حلقات تليفزيونية على الهواء يومياً على شاشة الموقع تتناول كافة القضايا الحياتية اليومية بمهارة وبنجاح رائع، وعليه خرجت تلك المؤسسة من دوائر المظلة الدينية الضيقة، وإن واصلت عرض قضايا التمييز ضد حقوق الأقباط بمشاركة كل أهل الاختصاص.. وكل سنة وهمه أحسن إن شاء الله.

وكان إنشاء بعض القنوات الفضائية المسيحية تحت شعار «الكنيسة التي في بيتك» وهو شعار طيب لتلبية احتياجات المواطن المسيحي الروحية، حيث لا موقع قدم على هواء قنوات بلاده لتقديم الشأن الروحي المسيحي في برامج، في ظاهرة غير مفهومة، حيث يتم الاكتفاء بتسجيل قداس الأحد الأسبوعي وعرضه بعد وقوع أحداثه بست ساعات على أقل القنوات جماهيرية دون أي سبب مفهوم!!..وعليه كان دور مثل تلك القنوات لسد تلك الاحتياجات مطلوب وهام.

ولكن في المقابل رأت قنوات أخرى أن تقدم رسالة إعلامية متكاملة، وفي مقدمتها وهي الأنجح في هذا السياق قناة ctv، وهي تقدم برنامجاً مسائياً هاماً أظنه ينافس برامج الفضائيات غير الدينية عبر اهتمام أسرة البرنامج بقضايا الشأن العام، وهو برنامج «في النور.. الحقيقة تبان» يتناوب على تقديمه وإعداده نخبة من الإعلاميين والمعدين، من أبرزهم «إيهاب فكري، نانسي مجدي، عايدة الأيوبي، وماجي جمال، وعبير فؤاد».. ذكرتهم بالاسم لأنهم يحاولون الخروج بالإعلام الديني من دائرة الطائفية المقيتة إلى دوائر المواطنة، فتحية لهم ولباقي أسرة القناة المتميزة.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter