سحر الجعارة
هل «أبوإسحاق الحوينى» يحكم الأزهر الشريف من الباطن، أم أن الأزهر نفسه مخترق من جماعة الإخوان الإرهابية، أم الاثنان معاً؟! هذه أسئلة موجهة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، الذى كلف المكتب الفنى بمشيخة الأزهر بجمع التسجيلات المنتشرة للكاتب الكبير «إبراهيم عيسى» حول «إنكار عذاب القبر أو عذاب تارك الصلاة»
وغيرها من الأحاديث، لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية. الإمام الأكبر استجاب لمناشدة «الحوينى» الذى يواصل دوره المشبوه فى تكفير المجتمع ونخبته المثقفة، بدلا من أن يتصدى الأزهر لأفكار «الحويني» الشاذة والمتطرفة، وأهمها تحليل الرق ليتمتع المسلم- إذا انتصر فى حرب- بـ«ملك اليمين»!!. أما التهم التى ألصقها «الحوينى» وكتيبته من المتطرفين لـ«إبراهيم عيسى» فهى أنه قال إن (المذهب الشيعى مذهب إسلامى صحيح)، استنادا إلى فتوى الشيخ «محمود شلتوت»، شيخ الجامع الأزهر الراحل، وأنا أتحدى أن يقول الأزهر بغير ذلك!. لقد تناول «عيسى» فى برنامجه «مدرسة المشاغبين» أسباب نزول آيات الحجاب
فلم يقل غير الرواية التى وردت فى «صحيح البخارى»: (بَاب خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْبَرَازِ).. لكن مواقع الإخوان والمتطرفين حوّرت كلامه، ليتهمه «الحوينى» بالإساءة لزوجات الرسول، عليه الصلاة والسلام!. فى حلقة أخرى من البرنامج قال «عيسى» إن عقوبة الإنسان فى الآخرة تكون عن مجمل أعماله فى الدنيا، وليست هناك عقوبات خاصة لكل فعل، وفقا لقاعدة «إن الحسنات يذهبن السيئات»
التى وردت فى آية كريمة من سورة «هود».. فتم تحريف كلامه ليصبح منكرا لعقوبة تارك الصلاة، فهكذا يرهبون كل من يتصدى لأفكارهم ويشرح للناس وسطية الإسلام. خرجت أفاعى التكفير من الجحور، لأن «عيسى» نفى أسطورة «الثعبان الأقرع» الذى يعذبنا فى القبر، فعذاب القبر إحدى أدواتهم لتجنيد الشباب فى صفوف الإرهابيين. ولأن عقول الناس مازالت بخير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للشيخ «الشعراوى» يؤكد صحة ما قاله «عيسى».
الغريب أن مشيخة الأزهر لم تتحرك حين قال «الحوينى» إن الاسترقاق يقضى على الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر بعد الثورة.. ولم ينق رجاله من العناصر الإخوانية التى تغلغلت فيه خلال حكم الإخوان. لكن «مجمع البحوث الإسلامية» يتربص بالكتاب والمفكرين، ويفتى- عادة- بمنع كتبهم من التداول.. ليحل دمهم ويسلم رقابهم للإرهابيين!. دور الأزهر الشريف- كما أفهمه- هو تجديد الخطاب الدينى، وتنقية الإسلام من فتاوى «إرضاع الكبير» و«جهاد النكاح» وما شابه.. واستقطاب الشباب الذى يشن حربا إرهابية على المجتمع بدعوى «الجهاد».. لكن أن يستجيب الأزهر لدموع تمساح مثل «الحوينى» فهذا يؤكد أن مصر بلد العجائب!!.
نقلآ عن المصري اليوم