الأقباط متحدون - حسنة قليلة
أخر تحديث ٠١:٠٩ | الجمعة ١ اغسطس ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٢٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حسنة قليلة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم - هند مختار
من المتعارف عليه أنه في المناسبات الدينية في مصرنا الحبيبة يحب الناس التقرب إلى الله بالصدقات والهبات والزكاة ، ومن أهم المواسم التي يكثر فيها توزيع الأموال والصدقات شهر رمضان ..

شهر رمضان أيضا يتميز بأنه موسم لأشياء عديدة ،فهو موسم الحلويات ،وموسم العزائم العائلية ،وموسم المسلسلات ،ويضاف إليه حاليا موسم الشحاته الإعلانية ..

فمنذ بداية رمضان وأنا أشاهد إعلانات التبرع لأكثر من عشرين جمعية خيرية ومستشفى كلهم معنيين بمساعدة الفقراء ، وكل تلك الجمعيات تطلب من المواطن أن يتبرع على الحساب رقم كذا ، أو أن يبعث رسالة إلى رقم المحمول رقم كذا وغيره ...

هذه الإعلانات تكلفت ملايين الجنيهات لكي تنتج ،وعرضها على الشاشات يتكلف مبالغ طائلة ،فمن هو المسؤل عن تمويل هذة الإعلانات ؟ هل هي الجمعيات صاحبة الإعلانات أم متبرعون من أهل الخير؟ ففي جميع الأحوال هذة الملايين أليس من الأولى أن تذهب إلى فقراء الجهات المنتجة لها والتي تبحث عن متبرع ..
وإلى السادة الدائمين التحدث عن صورة مصر في الإعلام ، أليست تلك الإعلانات مشوهة لصورة مصر ؟ فالمواطن المصري في الإعلانات تلك فقير معدم يأكل من القمامة،مريض،في حاجة إلى منزل ومياه نظيفة ،في حاجة دائما إلى التبرع ..

بالمقابل هناك إعلانات عن الفلل الفاخرة ،والكومبوند الرائع ، والمنتجعات السياحية والسيارات الفارهة ، وإعلانات عن كل مظاهر البذخ والرفاهية ..
لا يوجد إعلان واحد للمواطن العادي المطلوب منه أن يتبرع ،وهو أيضا يتطلع إلى الفيلا الفاخرة ..

فلم تعد هناك إلانات الزيت والسمنة ،واللبان ،والمكرونة ،الإعلانات الموجهة للطبقة المتوسطة ، وكأن المجتمع المصري مقسوم نصفين نصف يعيش تحت الأرض في الأنفاق يجب التبرع له ،وقسم يعيش هناك في السحاب غير مطلوب منه أي واجب تجاه المجتمع إلا أن يتم تدليله ..

أما المواطن الغلبان الذي يحيا في المنتصف فهو محاط بأسرة تطلب منه أن يعطيها ، ووطن يطلب منه أن يدفع له ، وشحاذين في الطرقات ، وشحاذين في التلفزيون وفي الفضائيات

وحسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة ،وهنيالك يا فاعل الخير والثواب


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter