الجمعة ١ اغسطس ٢٠١٤ -
٠٠:
٠١ ص +02:00 EET
بقلم : ماجد سمير
قال المخرج الكبيرة علي بدرخان، أن السينما فن محاكاة الواقع وبالفعل هناك ارتباط غريب جدا بين الفن وواقع الحياة، وينطبق الأمر على فيلم قديم بطولة فؤاد المهندس وشويكار استطاع في أحد مشاهده اللصوص خداع فؤاد المهندس وسرقة "وابور الزلط" العهدة، هزل لايعقل أن يحدث على أرض الواقع خيال مؤلف ومخرج قدماه بشكل مقبول على شاشة السينما، لكن الواقع قرر أن ينافس الخيال ، ويصرخ في وجه الجميع مؤكدا أن الهزل لا يملكه أحد حصريًا ففي ثمانينيات القرن الماضي كتبت صفحات الحوادث بالمانشيت العريض عن جريمة سرقة "الونش" المخصص لحفر النفق ميدان رمسيس لمشروع مترو الأنفاق الوليد – وقتها - .
وبعد حادث الونش بعقود شهد عام حكم مرسي وأهله وعشيرته هزل في كل القطاعات يفوق خيال العبثي الأيرلندي الشهير "برنارد شو" ويعتبر حادث سرقة كوبري المشاة العلوي بالقرب من ميدان الحسين واحد من أكثر الحوادث عبثية في تاريخ جرائم السرقة ليس في مصر فقط بل ربما في العالم كله.
ويستمر الفن في سباق الهزل مع الواقع فبعد سنوات من منولوج "مين اللي سرق العمود" للمونولوجست "عادل الفار اكتشف أحد موظفي المحليات اختفاء عمودين للانارة من على كوبري قصر النيل الأمر الذي جعلني أتخيل سيناريو الاكتشاف كالتالي :
"اختفاء عدد 2 عمود نور من على كوبري قصر النيل" دَوَن موظف المتابعة الميدانية بحي قصر النيل الملاحظة في دفترة ووضعه في حقيبته وحملها على كتفه معلقا اياها من خلال حزامها الطويل ، ارتجل المسافة من الكوبري إلى ميدان التحرير على قدميه ودخل شارع طلعت حرب وجلس المقهى المتواجد خلف مطعم ريش، طلب كوب شاي ربما ينجح الشاي الصعيدي المعتاد في القضاء على الصداع الذي يكاد يقسم رأسه .. اخرج الدفتر من الحقيبة وتأمل مادونه متعجبا من حال البلد لن ينصلح أبدا فعندما يصل الأمر إلى
سرقة عمود نور من على كوبري بحجم وشهرة ومكان كوبري قصر النيل علينا جميعا أن نترحم على روح الزعيم الخالد "سعد زغلول" صاحب الجملة الشهيرة "مافيش فايدة".
تأمل الموظف الموقف وسأل نفسه ما الذي يغري اللصوص في سرقة عمود نور يبدو أنه تحدث مع نفسه بصوت عالي صبي المقهى رد عليه وهو يضع كوب الشاي أمامه يمكن يا أستاذ علشان ينور بيه البيت لما النور يقطع ابتسم ورد عليه يابني دول اثنين ...سرقوا عمودين نور، رد عليه الصبي ساخرا يبقى واحد هاينوره بليل والتاني بالنهار.. ربنا مايقطع عادة.
أنهى الموظف تناول كوب الشاي وانطلق إلى المكتب وكتب تقرير لمديره متوقعا سرعة رفعه لرئيس الحي لاتخاذ اللازم فما كان من المدير الا أنه ابتسم قائلا للموظف : يا ابني انت أصلك جديد .. المنطقة كلها من زمان بقت عهدة "متكهنة"
خرج الموظف مكتب مديره وزاد تعجبه الأمر برمته لن يزيد عن رفع تقرير لرئيس الحي يؤكد قصة العهدة المتكهنة ولن يهتم أي شخص بسؤال .. مين اللي سرق العمود.