بقلم : مايكل دانيال
لا أعرف كيف ابدأ مقالي هذا او حتي ماذا أكتب ، هل أكتب "كل عام و أنتم بخير" بمناسبة عيد الفطر المبارك ام أكتب "ليرحم الرب شهدائنا الابرار و الذين قتلوا في العشرة الاواخر من الشهر الفضيل" ؟
هل اتحدث عن زحام الاعياد ، ام عن مذبحة الفرافرة ، مذابح داعش ، قصف غزة الوحشي !!
و هل ما حولنا في الداخل و الخارج هو خير بالفعل نتمني ان يعود ليطل علينا في العام المٌقبل !!
صدقوني ، لست متشائماً الي هذا الحد و لكن هو حزن يعتمل في داخلي بالفعل بسبب كل ما يحدث حولنا في أوطاننا العربية ، و ربما كان حزني هذا هو سبب عدم كتابة مقالي الاسبوع الماضي !
و المفارقة العجيبه و لعبه القدر ، ان هناك نوعان من الاحتفالات قد تزامنا سوياً ، فأحدهم يحتفل بعيد الفطر المبارك ، و أخر بجواره يحتفل بزفاف شهيد من ذويه عريساً للسماء ، الاول يشتري ملابس جديدة للعيد ، و ألاخر يشتري كفن لشهيد ، و ما بين هذا و ذاك تتمزق مشاعر ابناء الوطن !
لا احد يعرف كم كنت أتمني ان أكتب مقالاً مغايراً ، عن اي شيء أخر ، .. كم كنت أتمني الحديث عن فرحة المصريين بالعيد حيث ننتظر جميعاً (تكبيرات العيد) لننتشي بها ، و لكن بالفعل لا استطيع ، و لذلك سأكتفي في مقالي هذا بقصيدة كتبتها في رثاء جنود مذبحة الفرافرة .
لم ينبلج الفجر بعد ...
حين دوت صرخة من حنجرة
من شهد مَقتل الحلٌم الوليد
بيد طٌهر العاهرة
فتتطايرت حروف قصيدة الحياه
مبعثرة
علي رمال طاهرة
تشهد لتلك المذبحة
تشهد لرقصة عبثية للموتِ
تٌعافر في معركة خاَسرة
لم يتبقي منها سوي صورة
لن تٌمحي يوماً من الذاكرة !!
*****
لٌفّ الجٌثمان بالعلم
و زميل له واقفاً يبكي في ندم
فلم يسعه الوقت ان يدفع الشر
قبل أنفجار .. الحقد الدفين كاللغم
حيث كان في أجازة برفقة أمهِ
و عاد ليشهد
الدماء تفترش أرض الطابور
تقوم بتحيه العلم
فسكت بداخله الكلم
و صوت قائد وحدته ينادي
سلام .. سلاح
و لم يجيب علي هذا النداء
سوي بضع شظاياً
و ورقه ملطخة بالدماء و قلم !!
*****
تشممت امه زجاجة عطره
و أنساب دمعها الحزين يبلل البحرِ
و هي تتوضأ .. لتصلي الفجرِ
في قلب الغياب .. حاضرة
تدعوا ان يعود المسيح يوماً
ليقيم لعازر / ابنها
من فوق طاوله المشرحة
فأيمانها ان الصلاه
علي كل شيء قادرة !!
*****
سألت والده لما استوي في مجلسه
بعد ان لملم شتات جرحِ
من طعنه مزقت القلب و الخاصرة
قالت / هل سيعود
أجاب الوالد / أجل .. فهو موجود
لم يمت من مات
ليحمي أرض الجدود
قالت : اذاً سأنتظرُ و سأظل ساهرة
سأبحث عنه في كل الوجوه العابرة
في و سط زحام القاهرة ..
و بألاساس هل تنام القاهرة ؟
ام تٌراها مثلي / تبكي و كل أم ثٌكلي
تمضغ مرارة الوجع / صابره !!
*****
مازالت تستمع الي
دقات الساعه المتعَبَه
تمُر ساعات مُرعبه
فيها تنتظر .. عودته
لترتق له جوربه
لتغسل له بذلته
من دماؤه التي
زفته عريساً لبكرِ
في السماء طاهرة !
ليرحم الرب جميع شهدائنا ، و ليحفظنا جميعاً لغدِ اتمني له ان يكون أفضل من سابقه .