الأقباط متحدون - إيسيذورس الصموئيلي للأقباط متحدون: الكنيسة لا تبارك الزواج المدني بأجنبيات
أخر تحديث ٠١:٢٥ | الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٢٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إيسيذورس الصموئيلي للأقباط متحدون: الكنيسة لا تبارك الزواج المدني بأجنبيات

جانب من اللقاء القس إيسيذوروس الصموئيلي والمهندس عزت بولس رئيس التحرير
جانب من اللقاء القس إيسيذوروس الصموئيلي والمهندس عزت بولس رئيس التحرير
التدين عامل أساسي لنحاج الحياة الزوجية 
الغرب لا يعتمد معايير التعاطف الديني في حالات اللجوء 
لا يمكن أن يقدم تحو 12 مليون مصري مسيحي طلبات لجوء للخارج
 
 
أجري الحوار : عزت بولس 
قد تدفعك الحياة للعيش بعيدًا عن محل ميلادك ونشأتك،وربما ورغم سعادتك بما يوفره لك الوطن الجديد  من فرص كريمة للحياة والنجاح المهني.إلا أنك قد تجد صراع فكري كبير بين نشأتك بالوطن مصر، وما تمرست عليه من عادات وتقاليد وحياتك الجديدة،هنا تظهر الكنيسة كسفينة نوح وسط الصراع الذي تعيشه، وتحقق لك قدرًا من التوازن بين النشأة ومكان الحياة الجديد بالمهجر.
وبالطبع يعود الفضل للراحل قداسة البابا شنودة الثالث في تحقيق النمو الكنسي الممتد ببلاد المهجر لخدمة المصريين المهاجرين روحيًا. 
اليوم لنا لقاء مع كاهن هو أنموذج لسفينة نوح القبطية وسط الصراعات الفكرية لمسيحي سويسرا المصريين،هو الأب إيسيذورس الصموئيلي، كاهن كنيسة مارمرقص والشهيد موريس بزيورخ. سنتحدث معه عن تاريخ وصوله لسويسرا وخدمته بالمهجر،وقضايا مرتبطة باللجوء الديني والسياسي داخل سويسرا إضافة لرأي الكنيسة بالزواج المدني. 
 
** بداية قدس أبونا إيسيذورس الصموئيلي، حدثنا عن تاريخ دخولك الرهبنة وتواجدك داخل سويسرا؟ 
في عام 1993 ذهبت لدير الأنبا صموئيل للرهبنة، وبعام 1997 حصلت على رتبة الكهنوت،وظللت بخدمتي داخل الدير حتى عام 2003 حيث سافرت لألمانيا تحديدًا بيناير من ذلك العام،لأساعد القس ميخائيل البراموسي في تعمير أول دير للرهبنة الأرثوذكسية بألمانيا- الدير على بعد 60 كيلو من فرانكفورت- وظللت بالدير حتى عام 2007 حيث تم تكليفي بالخدمة في سويسرا،ومنذ ذلك الوقت وأنا بسويسرا بشكل دائم. 
 
 
** لكنني أعلم بأنك تقضي من حين لأخر بعض الوقت بدير كاثوليكي بألمانيا، حدثنا عن الوحدة بين الكنائس في ذلك الإطار؟ 
الدير الكاثوليكي الذي أقضي فيه بعض الوقت بألمانيا، أجد فيه تقارب كبير بينه وبين الأديرة المصرية – من حيث الفكر المرتبط بالرهبنة- وهم يحملوا – الرهبان الكاثوليك- عمق الاحترام لأفكارنا كأرثوذكس. 
ما يتعلق بالوحدة بين الكنائس، أري أن قداسة البابا تواضروس قام ومازال يقوم بجهد مشكور عليه في ذلك الشأن،وأتمنى أن تنحو كذلك باقي الكنائس نحو ذلك المنحي من فكر الوحدة،ونحن الآن على سبيل المثال نقبل المعمودية الكاثوليكية،ونسعى لتوحيد الأعياد وسيتحقق ذلك مع الوقت. 
 
** قدسك تعلم جيدًا ملفات اللجوء الديني والسياسي بأوربا، صف لنا مشهد ذلك الإجراء منذ يناير 2011 حتى الآن؟ 
ليس لدي رقم محدد، لمن قام بتقديم لجوء ديني أو سياسي خلال الأربع سنوات الماضية،ولكن يمكنني التأكيد على أن سنوات" الربيع العربي أو الثورات" جعلت كثيرين من المنطقة العربية يسعوا للهجرة عبر اللجوء الديني أو السياسي. 
في سويسرا وألمانيا تحديدًا هناك تشديدات كبيرة حول تلك الطلبات،وهناك مكاتب بالسفارات السويسرية والألمانية للتحقيق في مدى صحة مستندات طالب اللجوء السياسي أو الديني،وتحديدًا من القادمين من مصر،حيث أن مصر لا تنصف بأنها دولة في حالة" حرب". بعكس الصومال واريتريا على سبيل المثال يقبل بشكل سهل أكثر طلبات اللجوء" ديني أو سياسي" الخاصة بهم. 
 ** هل تتذكر حالة قبطية قامت بطلب اللجوء لسويسرا وتم قبولها سريعًا؟ 
في حال أن تكون هناك خطورة مباشرة على الحياة لطالب اللجوء،يقبل سريعًا الطلب،وأتذكر بالفعل حالة لرجل مسيحي كان يعمل بالقوات المسلحة سافر إسرائيل لغرض ما،فأتهم اتهامات بعينها من جهة عمله وتم التحفظ على أمواله بمصر،وقتها قبل اللجوء الخاص به سريعًا. 
** هل هناك تعاطف من الغرب تجاه طالبي اللجوء من المسيحيين؟ 
لا ليس كذلك..فالغرب يعتمد المعيار وليس التعاطف بأي حال من الأحوال. لكن هناك بسوريا والعراق عدد المسيحيين وصل لأقل من تسعة بالمائة من عدد السكان الحقيقي،حيث قدم أغلبهم لجوء للخارج وقبل،ليس لأنهم مسيحيين وهناك تعاطف معهم غربي،إنما لأنهم بالفعل يتعرضوا لتطهير عرقي بأوطانهم. 
** هل هجرة المسيحيين بمصر لجورجيا نجحت؟ 
لا للأسف،فجورجيا بلد فقير ولم تنضم للاتحاد الأوربي،ورغم أن الكنيسة القبطية أرسلت كاهن لخدمة المسيحيين هناك،إلا أنه أكد حالة الفقر التي يعيش فيها المهجرين هناك وتقرير البعض لتغيير مسار حياتهم من جديد،بالهجرة لأماكن أخري داخل أوربا. 
** هل تشجع الأقباط بمصر على اللجوء الديني أو السياسي لبلدان أوربا؟ 
 
بمصر نحو 12 مليون مواطن مسيحي تقريبًا،ومن ثم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك لجوء ديني أو سياسي لكل هؤلاء داخل أوربا،وبالطبع لا يمكنني القول لأي قبطي" أترك الوطن مصر" فالكنيسة والإيمان على مر العصور مستهدف من قوى الشر،وما يعيشه الأقباط الآن من تضييقات لأسباب دينية،أقل كثيرًا مما حدث لهم على مدار التاريخ الطويل. 
** نأتي لجزئية هامة بإطار عملية الزواج داخل المجتمع الأوربي للمسيحي مدنيًا، ما هو موقف الكنيسة من تلك الزيجات؟ 
الكنيسة لا تبارك الزواج المدني من أجنبيات،وذلك لان التفكير بالحياة الأرضية فقط أمر غير مقبول،هناك حياة أبدية نصل لها عبر حياتنا الأرضية.
أضف لذلك لمسئوليتنا تجاه أبنائنا وأن يكون أبناء للكنيسة لديهم قواعد الإيمان المسيحي.لهذا الكنيسة ليست ضد الزواج بأجنبية بالمعنى المُطلق،إنما على المسيحي المتزوج بأجنبية أن يراعي الفروق الثقافية والعمرية وأن يسألها عما إذا كانت تقبل أن تكون عضوه بالكنيسة هى وأبنائها مستقبلاً أم لا؟ كذلك لابد من سؤالها عن خلفياتها الدينية قبل الارتباط. 
** هل التدين عنصر لنجاح الزيجات بالغرب؟ 
نعم لأنه يحمى الفرد من السقوط بالخطية. 
 
** الكنيسة تعاقب من يتزوج مدنيًا بالغرب،بشكل يراه البعض أقل حده مما يحدث داخل مصر ما تعقيبك ؟ 
بداية لابد من الإشارة إلى أن العقوبات الكنسية هدفها أن يتوب الإنسان عن الخطية من أجل حياته الأبدية،ومسموح للمزوج مدنيًا أن يكون بقداس " الموعوظين" لكن من غير المسموح له أن يقترب من الأسرار المقدسة"التناول".وذلك كما يحدث بالغرب يحدث بمصر. لكن ربما تساهم طبيعة المجتمع المصري في القسوة بعض الشيء على المتزوج مدنيًا. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter