بقلم : أنطوني ولسن
صعايدة مصر لهم رأي عن الصخرة يستخدمونه عندما يحاول أحد الهلافيت التريقة عليهم . يردون عليه بالقول " الصعيدي زي الصخرة إذا وقع عليها إنسان يتحطم ، وإذا سقطت فوق إنسان إنتهى " .
إذن الصخرة عنوان القوة ورمز الصمود . لهذا وصفت السيسي بالصخرة رمزا للقوة والصمود . لأن الحمل عليه ثقيل وليس كما يروج له أعداء الوطن إن كانوا من ناطقي الضاد أو من الغرب وغير الغرب أن بتوليه الرئاسة سيعود إلى مصر حكم العسكر الذي أنهاه الأخوان وجماعاتهم التابعة لهم بما فيهم السلفيون . والعسكر هنا هم القوات المسلحة المصرية بجنودها وصف ضباطها وضباطها وقادة الجيش هم الدرع الواقي لمصر ولمنطقة الشرق الأوسط .
كان الهدف الأول للأخوان هو القضاء على القضاء المصري ، الشرطة المصرية ، والجيش المصري ، كما حاولوا مع بقية الأنظمة العربية " سوريا " وغيرها . ليحل محلهم " الجيش السوري الحر " و " تحكيم الشريعة " و " المليشيات الأخوانية " التي ستحل محل الشرطة . وطبيعي سيكون للوهابية وللسلفية دور كبير في التحكم بالناس برجال " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . وإن كانوا في الحقيقة يمارسون كل رزيلة يحاربونها . فأين الشريعة في تفكيرهم !. بينما الشريعة في القضاء المصري جزء لا يتجزأ من صلب قانون العقوبات في مصر
معنى هذا أنهم يريدون إلغاء القضاء المصري المشهود له من العالم كله بما فيهم أعداء مصر ، كذلك الشرطة المصرية ليكون لهم التسلط وتخويف الشعب هو هدفهم وعملهم ليعيثوا في الأرض فسادا . أما عن الجيش المصري فيصبح جيش مصر الحر . يعني عسكر أيضا مع إختلاف بسيط سيضاف إليهم ليكونوا عن حق عسكر وحرامية كما فعلوا في عام حكم الأخوان . ويبقى حاميها حراميها وبالفتاوى تنهب مصر ويتخرب بيت أبو كل المصريين . لأنهم " الأخوان والجماعات الإرهابية " لا صلة لهم بمصر ولا الشعب المصري ، يستعينون بالغرب والصهيونية لخراب مصر وحجتمهم حتى يمكنهم تكوين قوة ضاربة تعيد القدس لتكون عاصمة للخلافة الإسلامية التي يتشدقون بها .
ويضحك عليهم الغرب ولسان حاله " أهو كده الشغل .. أقتلوا بعضكم البعض حتى يتم إضعاف الدول العربية الكبرى وعلى رأسها مصر ودول الخليج لتكون لنا " الغرب " السيطرة على العالم الجديد وتقسيم المنطقة بتكوين دويلات صغيرة يحكمها من يحكم من التيارات الأسلامية المتشددة والتي نجحت " لا سمح الله " في المساهمة في تحقيق تخطيطنا الرامي إلى التوسع والأحتلال .
كان ذلك حلم الشيخ أوباما وصحبه الهلافيت الذين حلموا حلما ظنوه حقيقة سيتم تحقيقها عاجلا قبل آجلا . بيدهم القوة والمال ويستطيعون تأجير هلافيت العرب وشحاتي العالم وتحت رعاية لصوص العالم من جماعات اللاإخوان واللامسلمين ليتولوا القضاء على إستقرار منطقة الشرق الأوسط وتقسيم الدول إلى دويلات كما أوضحت يحكمها الموالون لهم والمنفذون لأوامرهم لأنهم لا ينتمون لأي وطن وعبيد المال ومن يدفع لهم في أميركا والغرب فقد صاروا مرتزقة وليسوا دعاة ، أعمتهم الدولارات فباعوا الأرض والعرض بأبخث الأثمان في صور تمكين أعداء مصر من الأرض المصرية وفتوى " جهاد النكاح " فحولوا نساء العرب إلى " مومسات " .
فهل هذا يليق بمصر والعالم الإسلامي والمسيحي الشرقي ؟ لا أظن .
في 25 يناير 2011 بدأت ثورة شعب بأكمله . عادت لمصر ملحمة التماسك والتضامن دفاعا عن مصر . أمسك المسلم بيد المسيحي يهتفون بأسم مصر مطالبين برحيل أخر رؤساء مصر " مبارك " . خرجت المرأة المحجبة والمنقبة وعارية الرأس في شوارع مصر من أسوان حتى السلوم يطالبن برحيل الرئيس . ملحمة لم يرى التاريخ مثلها منذ زمن طويل . وقد تم للجميع ما طالبوا به وترك الرئيس " مبارك " الحكم ، ليس لأولاده لكن للمجلس الأعلى للقوات المسلحة .وبدأت المأساة في مصر . مأساة لم يمر بها الشعب المصري لعهود طويلة وبهذه الصورة بعد جلاء الأحتلال البريطاني عن مصر . خرجت جحافل الشيطان في صورة إخوان غير مسلمين وجماعات تكفيرية وبدأت الأصطدامات بين الشعب المصري وجماعات الشر .
ظهرت مرة أخرى قوة المحبة والتضامن من أبناء مصر فكانت المساجد غير التابعة للأخوان وذيولهم تعالج المصابين وتأويهم . كذلك الكنائس المسيحية بجميع طوائفها فتحت أبوابها لعلاج المصابين ومراعاتهم . تلاحم أبناء مصر المحبين لمصر في منظومة قل أن تتكرر في شعب من الشعوب وتحملوا شر وأذي تلك الجماعات الغاشمة . الشيء المفرح في تلك الأحداث أن الكنيسة المسيحية في مصر بجميع طوائفها إتحدت في صلوات تكاد تكون يومية .
رأينا الكاهن الأرثوذكسية والكاهن الكاثوليكي والقس البروستانتي والقس الإنجيلي وخادم الكتاب المقدس مع جميع الشعب المصري المسيحي قد توحدوا على قلب رجل واحد وصلوا من أجل مصر كنانة الله على الأرض . صلوا بلجاجة وبدموع ساجدين لله أن يحفظ مصر ورنموا أجمل نشيد " إحفظ بلادنا يارب " . هذه هي مصر ، وهذا هو الشعب المصري الذي إحتضن الصليب على أرضها الهلال الآتي لهم من الأرض العربية ، وحمى الهلال الصليب من شر أعداء مصر والمتربصين بها .
وهكذا كانت إستجابة السماء لتضرعات المصريين ودموعهم المنهمرة من أجل مصر في صورة تعين رجل من القوات المسلحة وزيرا للدفاع في ظل حكومة إخوانية تولت إدارة البلاد بالغش والتزوير وبدأت في تنفيذ مخططها الشيطاني بتمزيق مصر إلى فرق تقاتل بعضها البعض وتنفيذ مخطط أميركا سيدتهم ومحركهم إلى تحقيق " الفوضى الخلاقة " . وعرفنا من هو وزير الدفاع المصري . الفريق أول عبد الفتاح السيسي .
لم يرَ الشعب المصري فيه شيئا جديدا مجرد ضابط بالقوات المسلحة . لم يتميز بشيء عن بقية الضباط والقادة العسكرين . يتلقى الأوامر من رئيس الجمهورية الأخواني ويعمل على تنفيذها . يضع نظارة " سوداء " فوق عينيه فلا يستطيع أحد رؤية تعبيرات عينيه . نشيط ومخلص لرؤساءه والوطن .
بدأت صورة الأخوان الحقيقية تطفو على سطح الأحداث في مصر . ظهر جهل الرئيس الأخواني بأبسط أمور الحكم . لاحظنا على وجه وزير الدفاع إمتعاضات يحاول إخفاؤها من تصرفات الرئيس والمرشد العام للأخوان ونائبه الشاطر .
مرّت الأيام والأشهر كئيبة وتدهورت حالة مصر الأقتصادية ، وازداد العنف في الشارع المصري في جميع انحاء مصر. فأصاب الناس الهلع والخوف ، ونال من يخالفهم وليس معهم ما نال من قتل وتعذيب وسرقة وحرق منازل وكنائس وعمت الفوضى البلاد مما أثار حفيظة نخبة من شباب مصر بالتمرد على حكم الأخوان ، ومن العجيب أن الشعب المصري إلتف حولهم وبدأ جمع توقعات المطالبة بسقوط النظام الأخواني الحاكم .
وهنا ظهرت شخصية السيسي الصخرة . بدأ بالنصح للرئيس وحكومته . لكن الرئيس ومن يحركه من مكتب الأرشاد بالمقطم إلى جانب من يحرك مكتب الأرشاد من الخارج في قطر التي بدورها تقوم " الحكومة القطرية وحكامها وليس الشعب " بتنفيذ ما يُملى عليهم من أميركا والغرب .
القصة طويلة سأحاول إختصارها فكلنا كمصريين سواء داخل مصر أو خارجها عشنا على أعصابنا لما يحدث على أرض الواقع المصري .
نجحت فكرة التمرد ووافق عليها بإجماع منقطع النظير ظهر واضحا على العدد الهائل من المصريين الذين وقعوا على إستفتاء تمرد الرامي بضرورة خلع الرئيس وعزله عن الحكم .
وهنا كان تحرك الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعد 30 يونيو 2013 ، وتحديدا في 3 يوليو من نفس العام إلى قصر الأتحادية وكانت المفاجئة للجميع .. للأخوان والرئيس المصري والرئيس الأميركي والأتحاد الأوربي ، وبالطبع حاكم دولة قطر . وتم القاء القبض على الرئيس تمهيدا لمحاكمته . هاج الأخوان في محيط رابعة والنهضة وهددوا السيسي الصخرة التي سقطت دون سابق إنذار على الرئيس الأخواني ومكتب الأرشاد فحطم ما عُرف بقوة الأخوان ومليشياتها . وبالفعل تم إلقاء القبض على معظم القيادات الأخوانية وتم إيداعهم السجون والمعتقلات .
قال الشعب كلمته وطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتولي مسئولية إدارة شئون مصر وإعادتها إلى الطريق الصحيح الذي ضاع من أقدام الناس فترة طالت على يد رؤساء أخرهم محمد مرسي العياط . وهنا كان سقوط المشير عبد الفتاح السيسي الصخرة فوق رؤوس أعداء مصر في الداخل والخارج محطما لكل آمالهم وأحلامهم بتقسيم مصر .
تم وجود رئيس جمهورية يقود دفة الأمور في مصر ، فكان من حظ مصر والشعب المصري أن وقع الأختيار على المستشار عدلي منصور . هللويا شكرا لك يارب على إختيارك لهذا الرجل ليكون رئيسا لمصر في الفترة الأنتقالية .
نجح المستشار عدلي منصور في إدارة دفة البلد مصر كرئيس جمهورية مؤقت . نشكره على محبته لمصر والشعب المصري ولا عتاب على أشياء تباطأ في إتخاذ القرار فيها وبقاء الببلاوي تلك الفترة الطويلة نسبيا . وجاء خطابك سيادة الرئيس المؤقت وأنت تعلن توديعك للرئاسة معبرا تعبيرا صادقا عن طيب معدنك ودسامة أخلاقك ، لكن لنا عتاب على شيء جاء في خطابك التاريخي وهو الأشارة إلى الذمية التي تعني غير المسلمين الذين يعيشون على أرض مصر بلدهم وبلد أجدادهم . لا ذمية الأن بل مواطنه .
كل من يعيش في مصر أو خارجها ويحمل الجنسية المصرية هو مواطن مصري له ما لغيره وعليه ما على غيره . ياليتنا نفكر بعقلية تقدمية ننظر الى الغد وما بعد الغد وليس إجترار الماضي الأليم والسقيم الذي لم يعد يصلح في عصر التقدم والرقي والحفاظ على حقوق الأنسان والمواطنة. وجب علينا الأن أن نضع يدنا على المحراث ولا نلتفت الى الوراء ليستقيم حرثنا دون إعوجاج . سيادة الرئيس سامحني نريد لمصر ما تستحقه ولا عودة إلى الوراء . تمتع بحياتك مع أولادك وأسرتك وصدقني كانت قلوبنا معك وأنت تواجه كل صعاب مصر بصلابة وحنكة وخوف كأب على أولاده .
أعود إلى المشير عبد الفتاح السيسي الصخرة الذي حطم أسطورة الأخوان وجميع القوى الأسلامية التابعة لهم . بل لقد حطمت مرشدهم العام ونائبه وبقية العصابة وقدمتهم إلى العدالة للقصاص .
إحتفل المصريون في سيدني أستراليا بفوزكم الساحق مع القنصل العام والقنصل المصري ، وكم كنت أتمنى المشاركة لكن ظروفي لم تسمح لي .
هنيئا لكِ يا مصر بإبن الجمالية البار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصخرة بتوليه المسئولية . وشكرا لدول الخليج ، المملكة السعودية ، الإمارات العربية ، الكويت ، مملكة البحرين ، وكل من قدم يد العون لمصر التي مدت يد العون للكثيرين في أيام شدتهم من عرب ويهود وغيرهم من شعوب وأمم العالم القديم والحديث .
شيء واحد فقط أختم به مقالي أوجهه لسيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الصخرة .. لا تفرط في أرض مصر .. لا تفرط في أرض مصر .. من يريد أن يستثمر في مصر أهلا وسهلا لكن لا يمتلك شبر واحد من الأرض المصرية التي حماها الله على مدى التاريخ بسواعد المصريين الذين فدوها بدمائهم . ولتكن نسبة المشاركة لمصر مع المستثمرين عالية ، فخيرات مصر نفيسة وفي إنتظار من يستخدمها . فأنت الصخرة التي ستتحطم عليها كل قوى الشر .
تحيا مصر