بقلم: رشدى عوض دميان
تعتمل في نفسي مشاعر الحزن على رحيل واحد من الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن الأقباط فى مصر وهو الراحل المهندس عدلى أبادير.
لكل واحد منا وَزَنَاته التى يعطيها له الله فى خلال حياته على الأرض ، طالت أو قصرت ، وتختلف قيمة هذه الوزنات المعطاة من فردٍ إلى آخر ، كما أنها تكون حسب المقدرة والطاقة والموهبة التى من خلالها يستطيع  الفرد منا أن يستغلها فى المنفعة العامة والخاصة ، والبعض ربما يتاجرون بها من أجل فائدتهم ومصالحهم الشخصية فقط ، والبعض الآخر يستغلون ما أنعم به الله عليهم من أجل فائدة ومصالح غيرهم .
وفى مَثَلْ الوزنات الذى عَلَّمَهُ لنا ربنا يسوع المسيح هو فى مضمونه يُراد به التأكيد على أن الله يكافئ العبد الصالح والأمين الذى لم يخفِ فضة سيده مثلما فعل العبد الشرير والكسلان .
لم أتقابل شخصياً مع عدلى أبادير ولكننى عرفته من خلال تجارته بالوزنات التى أعطاها الله له ، وقد تاجر بها فى الدفاع عن الأقباط فى مصر ، بل ولست أبالغ عندما أقول أننى رأيت فيه صورة نحميا الذى كان قد صرخ قديمًا وقال لشعب بنى إسرائيل: ’أَنْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ الَّذِى نَحْنُ فِيهِ، كَيْفَ أَنَّ أُورُشَلِيمَ خَرِبَةٌ وَأَبْوَابَهَا قَدْ أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ. هَلُمَّ فَنَبْنِى سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا. وَأَخْبَرْتُهُمْ عَنْ يَدِ إِلهِى الصَّالِحَةِ عَلىَّ وَأَيْضًا عَنْ كَلاَمِ الْمَلِكِ الَّذِي قَالَهُ لِي، فَقَالُوا: لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ. وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْرِ‘ نح 2 : 17 ، 18.

 وحديثًا صرخ عدلى أبادير فى وجه كل المضطهدين لأقباط مصر وقال لهم أن يد إلهنا وذراعه قويتان وأن إرادته صالحة من أجلهم، وأن وعد الرب لشعبه ولكنيسته هو وعد صادق وأمين عندما قال لنا أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
عدلى أبادير وكل من شددوا أياديهم معه فى الوقوف ضد كل من حاول ويحاول أن يهدم سور الإيمان المسيحى القويم الذي تأسس في بلادنا نحن مصر منذ أن بشر به كاروز ديارنا المصرية القديس مارمرقس الرسول، هؤلاء جميعهم وكل من يحمل على عاتقه حماية هذا السور، هم من الأدوات التي يستخدمها الرب لكي يحفظ بها كنيسته المجاهدة على الأرض.

وهل نحتاج إلى دليل على هذا الحفظ أكثر من ظهورات القديسة السيدة العذراء مريم الحالية إعلانًا من السماء؟ القديسة السيدة العذراء مريم سور إيماننا الحقيقى التي رتبت لها الكنيسة القبطية المصرية في صلوات الأجبية هذه الطلبة العميقة قائلة لها في قطع صلاة نصف الليل:

’أنتِ هي سور خلاصنا يا والدة الإله العذراء، الحصن المنيع غير المنثلم، أبطلى مشورة المعاندين، وحُزن عبيدك ردِّيهِ إلى فرحٍ، وحصِّني مدينتنا، وعن ملوكنا حاربي، وتشـفعي عن سلامة العالم، لأنك أنتِ هي رجاؤنا يا والدة الإله‘.

 نطلب من الرب أن ينيح نفسه في أحضان القديسين، وأن يعطينا نحن نعمة وبركة من أجل أن نقوم ونبني.