بقلم : بطرس يسطس
عاشت غالبية الشعب المصرى فى القرى تزرع ، والأجانب كانوا بيشكلوا الحكام والجيش ، ثم دخل المصريون الجيش كجنود ثم كظباط ، وقفزوا وإستولوا على السلطة وطردوا الأسرة المالكة وكافة الأجانب ، وقررت ثورة يوليو تحويل مصر من مزرعة إلى معسكر حربى ، فتلميذ المدرسة يتفقه فى الحروب والغزوات ويدرسها بإستفاضة ويعرف المنتصرون الأمجاد من ناحية ، والأجانب المهزومين المكروهين من ناحية أخرى ، ويتعلم أنه يحكم نفسه ويحكم المجتمع ويستعد لحكم العالم كله ، ولايقبل سيطرة من أى من كان ، زاد تعداد السكان .. ملايين تخرج من المدارس تحمل الثقافة السيفية والعنف وسفك الدماء ، وملايين تخرج من الريف تتجمع حول المدن فى عشوائيات ، والجميع يريد المال السهل والرفعة والوصول لأعلى الدرجات وخصوصاً الخريجين ، وهناك مؤمنون بالحكم الإسلامى وغزو العالم إسلامياً ، وأن التقوى والحروب الجهادية تمنح المجد والعز ، ومن خلال حشود السكان ، ومن خلال تصاعد الطموح لأعلى الدرجات ، ومن خلال الثقافة السيفية العنيفة ، ومن خلال قلة الموارد التى لاتكفى ليعيش الجميع فى بحبوحة مع الأعمال الخفيفة السهلة التى تعود عليها الخريجون ، تظهر ملامح نيران وعنف ودماء