بقلم : جرجس بشرى
 
من المؤكد أن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو أحد أهم المشروعات التي تنتهجها الحركة الصهيونية العالمية لتفتيت وتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات على أساس طائفي وديني ومذهبي ، وهذا المشروع يهدف في الأساس إلى حماية أمن إسرائيل على المدى القريب والبعيد أيضا ً ، لتحقيق الهيمنة الصهيونية على العالم ، وهذا المشروع تحديدا ً يبدأ من مصر ، فلو سقطت مصر ..
 
سقطت جميع البلدان العربية وجيوشها الوطنية ، وذلك لما تمتلكه مصر مقومات تاريخية وحضارية وتنوع ديني ، ولامتلاكها جيش وطني يعتبر من أقوى جيوش المنطقة العربية بلا استثناء ، ومن المثير للدهشة أن رأينا " جورج بوش"  الابن يصرح قائلا بعد غزو العراق :انه أمريكا أخطأت عندما بدأت بغزو العراق !! وحديث " كونداليزا رايس " – وزير الخارجية الأمريكية  السابقه - عن الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير ، وكذلك مشروع "  برنارد لويس "  الذي رسم خريطة لتقسيم المنطقة العربية ومنها مصر ، ولقد لجأت الإدارة الأمريكية برعاية الرئيس" باراك أوباما " تحديدا ً في تمرير هذا المخطط في مصر وسوريا وليبيا والسودان والبحرين وغيرها من الدول عبر دعم ثورات اطلق عليها "ثورات الربيع العربي" ، وقد استطاعت هذه الثورات المدعومة من الإدارة الأمريكية وحلف الناتو تقسيم ليبيا وتسعى إلى تقسيم سوريا عبر دعم ميليشيات الجيش الحر وهي من المرتزقة لإسقاط نظام بشار الأسد والجيش الوطني السوري .
 
 وقد استخدمت الإدارة الأمريكية والحركات الصهيونية جماعة الإخوان "المسلمين" لتمرير هذا المخطط في مصر ليحاربو مصر بالوكالة عن الحركة " الصهيو أمريكية " بهدف إسقاط الدولة المصرية كلية وإسقاط جيشها الوطني وقواتها المسلحة وإفلاس الدولة المصرية وتركيعها أمام الهيمنة الامريكية والإسرائيلية ، فعلى المستوى الأمني يعتبر اسقاط الجيش المصري والقوات المسلحة المصرية هدفا استراتيجيا للصهيونية العالمية لتمرير مخطط الفوضى الخلاقة بمصر والذي يعقبه تمرير مخطط التقسيم ، وعلى مستوى الفوضى المجتمعية والمذهبية كان من المخطط له في مصر استهداف الأزهر الشريف وهو اكبر مؤسسة وطنية دينية ومنبر للإسلام الوسطي على مستوى العالم ليصبح خاضعا للهيمنة الإخوانية وصولا لتحقيق مخطط التفتيت والفوضى والمذهبية في البلاد  عبر اخونة الازهر ، وبالتوازي رأينا محاولة قذرة وبائسة من الجماعة في ضرب وحدة مصر الوطنية باستهداف الكاتدرائية المرقسية وهي رمز للكنيسة الوطنية المصرية ، ولجأت جماعة  الإخوان برعاية مكتب الإرشاد والرئيس المخلوع محمد مرسي الى تحصين نفسها وقياداتها من العقاب والملاحقة القانونية عبر محاولات أخونة القضاء المصري الذي بدأ بتعيين النائب العام الإخواني !! 
 
وغير خاف على احد أن إدارة باراك اوباما التي استخدمت تنظيم الإخوان المسلمين للحرب ضد مصر وشعبها بالوكالة ضبطت متلبسة بالتآمر على مصر ووحدتها عبر الدعم المالي لوصول محمد مرسي من حكم مصر وعبر ارسال السفيرة" آن باترسون " الماسونية القادمة من باكستان الى مصر كسفير للولايات المتحدة الامريكية للتنسيق مع جماعة الإخوان في احداث مسلسل الفوضى وتمرير مخطط التفتيت للدولة المصرية وقد رأينا تصريحات مموقوته من هذه السفيرة تدافع فيها الجماعة وتؤكد انها تعمل لمصلحة اسرائيل بل ووصلت قمة الانحطاط السياسي بهذه السفيرة للتدخل في الشأن المصري والتلميح والغمز واللمز على قواتنا المسلحة ، ولذلك لاعجب بعد  قرار الشعب المصري العظيم  بقورته يوم 30 يونيو 2013 أن رأينا قيادات الجماعة مثل"  محمد البلتاجي"  يشن هجوما عنيفا على قواتنا المسلحة واصفا جيش مصر بجيش النكسة ، كما استنجد عصام الحداد بجيوش اجنبية في حالة قيام الشعب المصري بعزل محمد مرسي وطالب بحصار مصر اقتصاديا !! ويجب ان لا ننسى ان احد مخططات الاخوان لإسقاط الدولة هو اسقاط جهاز الشرطة الوطني ايضا ليسود مسلسل الفوضى في البلاد ولكي يتم الدفع بالبلد لحالة الاقتتال الاهلي والحرب الاهلية ،
 
وجاءت الثورة المصرية العظيمة في 30 يونيو لتضرب أروع مثال على تلاحم مصر بكل مكوناتها وأطيافها في مواجهة مخطط الجماعة لإسقاط مصر ولإحباط مخطط الفوضى الخلاقة الذي استخدمت فيه الادارة الامريكية الاخوان "المسلمين"  في تمريره وباسم الدين .. فخرج الشعب المصري بمسلمية وأقباطه وأطفاله وشيوخه ونساءه للمطالبة يسحب الثقة من الرئيس واسقاط النظام ، وقد فعلها الشعب المصري وصنع المعجزة وطالب القوات المسلحة بالتدخل لحماية الشعب ومقدراته ووحدته ، وهو الامر الذي اثار إعجاب العالم كله وأحدث ارتباكا وصدمة كبرى للإدارة الامريكية التي راهنت على الجماعة في تحقيق مخططاتها القذرة في مصر ! فقد استطاع الشعب المصري العظيم عبر هذه الثورة السلمية بالإطاحة بالجماعة وتقديم رموزها الى المحاكمة ، وتعطيل الدستور الاخواني الفاسد وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا لمصر ..!! وبعد هذه اللطمة الشعبية المصرية للإدارة الامريكية والجماعة بدأت تروج الإدارة الامريكية على ان ثورة المصريين لعزل محمد مرسي ما هي الا انقلابا من الجيش على الشرعية والرئيس محمد مرسي ، وتحاول الادارة الامريكية في مصر تغذية هذا المصطلح لإفساد ثورة المصريين السلمية عبر دعم انصار محمد مرسي وحشدهم في الميادين برعاية السفيرة آن باترسون ، ونني أركد كفيري ان ما حدث ليس انقلابا عسكريا على الرئيس مرسي وإنما في الحقيقة انقلابا شعبيا مصريا على مشروع الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الكبير وانقلابا على مشروع الجماعة الرامي الى تفتيت الدولة المصرية وإسقاطها وتجارتها بالدين ، وإنني من هنا أطالب الإدارة الامريكية بالعودة الى رشدها لان الشعب المصري لا يمكن ان بلوى ذراعه أو تطاح بإرادته ، وليعلم أن مصالحه مع الشعب المصري وليس مع جماعة داعمة للإرهاب ، واطالبها بسحب بتغيير السفيرة الامريكية آن باترسون بسرعة ، واتوقع ان هذه الثورة المصرية العظيمة قلبت الموازين في كل الدول العربية وانهت التنظيم الدولي للجماعة بلا رجعة ، واتوقع ان تمتد هذه الثورة الىسوريا الشقيقة والى غزة نفسها التي ترزح تحت حكم جماعة ارهابية وهي حكومة حماس ، فربما نرى قريبا  غزة تنتفض ضد حماس ، ولا يظم ظان أن الاطاحة بالإخوان في هذه الثورة السلمية العظيمة هي نهاية المطاف بل يجب على الشعب أن يواصل الاعتصام في ميدان التحرير وامام وزارة الدفاع والاتحادية حتى تستكمل كل اهداف الثورة المصرية الشعبية التي اؤكد انها انقلابا ثوريا على مُخطط الفوضى الخلاقة وحكم الاخوان والهيمنة الصهيو امريكية على مقدرات شعبنا ومحاولات اخضاع إرادته وقراره لهذه الهيمنة ، كما أطالب كل رجال الأعمال والمصريين الشرفاء بتخصيص صندوق لدعم القوات المسلحة للتخلص من فرض سيطرة الإرادة الامريكية على جيشنا عبر المعونة وهو الامر الذي كانت اطالب به من قبل .ورسالتي للجميع ثورتنا السلمية مستمرة