الأقباط متحدون - هيكل لـ لميس الحديدي: الشباب تخطى حاجز الإرادة.. وكسر قيد التبعية الداخلية والخارجية
أخر تحديث ١٨:٠٠ | الخميس ٤ يوليو ٢٠١٣ | ٢٧ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٧٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"هيكل" لـ "لميس الحديدي": الشباب تخطى حاجز الإرادة.. وكسر قيد التبعية الداخلية والخارجية

الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل
الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل

 أمريكا ترى أن فكرة "الإسلام السياسي" هي الوحيدة القادرة على مقاومة فكرة "الوطنية"

قال الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، إن حشد المصريين يوم 30 يونيو فاجأه، وفاجأ كل العالم بلا جدال، وأنه شاهد فرحة الناس وتدفق الحشود، وتلقى اتصالات لا حصر لها من كل دول العالم والدول العربية، إضافة إلى اتصالات من عدد كبير من السياسيين، أحدهم قال له "لقد عادت مصر التى كنا نعرفها".

 
وأضاف هيكل، في برنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين؟"، مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "سي بي سي"، "لم أكن أتخيل أو أتصور أن الشباب يستطيع أن يتخطى تحقيق الإرادة كما حدث وفي نفس الوقت يكسر قيدا".
 
ـ أستاذنا لم نكن نتخيل ما حدث من حشد في ميدان التحرير والاتحادية وباقي ميادين مصر بهذا الحجم الضخم، الذي أكد على إرادة الشعب المصري العظيم الذي استطاع المصريون به إبهار العالم مرة أخرى، لعودة مصر من قبضة الإخوان إلى أحضان شعبها، فما مشاعرك تجاه هذا الحدث العظيم، وإلى أين سيكون المستقبل الذي يصنعه أبناء هذا الوطن؟
 
* شاهدت فرحة الناس وتدفق الحشود من شرفة مكتبي، ورأيت دعواتك للناس بالخروج للاحتفال بهذا الحدث، وهذا حقهم، لكنني أرى أن السياسة هي بالدرجة الأولى فعل مستقبل، وأنا أقدر حركة الناس وزحف الحشود إلى ميدان التحرير في موجة هائلة من البشر والناس، وموجة هائلة من كتل أمة وجدت نفسها وقد سرق منها شيء ما وراحت تسترد ماسرق منها، وأنا سعيد جدا بما حدث.
 
ـ هل كنت تتوقع حجم هذه الحشود في البداية؟
 
* بصراحة هذا الحجم الضخم فاجأني، وأظن أنه فاجأ كل العالم بلا جدال، فتلقيت اتصالات لا حصر لها من كل دول العالم والدول العربية، وهذا ما كان يهمنى، إضافة إلى اتصالات من عدد كبير من السياسيين أحدهم قال لى لقد عادت مصر التى كنا نعرفها، وكنت سعيد جدا بهذه المشاعر، أما عن خروج الحشود على مدار الثلاثة ـيام قبل القرار الحاسم، فأنا أعتقد أنه فضلا عن استرداد الحق فإنه عمليا حقق مطلبا عزيزا للشباب، وهو كسر قيد، فما حدث من خروج الشباب على مدار خمسة أيام بهذا الطموح الزائد تخطى أي حسابات، لأن هذا الشباب حقق 3 رغبات متتالية: أولها أنه مد يده فاستعاد وطنه، واستعاد روح هذا البلد، لأنني كنت أشعر ومعي كثيرون أن هناك فارقا بين مانراه وبين ما نتمناه، وأن هناك فارقا بين ما نعرفه وبين مجهولا لا نعرفه، فالعالم العربي والعالم الغربي ينظرون إلى مصر أنها دولة قد قادت الفكر إلى الأمام طوال الوقت، على الأقل طوال القرنين الماضيين، وكل العالم يعترف بفضل مصر في ذلك، لكنهم فوجئوا مرة واحدة بأن مصر تنسحب خارج الجغرافيا وخارج التاريخ، فضلا عن أنها أصبحت خارج الأمان لعدم وجود إستراتيجية واضحة تطمئن الناس لها، فهذا أمر مقلق للغاية، وثالثها أهم من هذا كله فأنا كنت أعتقد أن الشباب عليه أن يخرج ليعبر عن تحرير وإعلان الإرادة، ولكنى لم أكن أتخيل أو أتصور أن الشباب يستطيع أن يتخطى تحقيق الإرادة كما حدث وفي نفس الوقت يكسر قيدا.
 
ـ أستاذنا، ما هو هذا القيد؟
 
* السياسة المصرية من وقت إلى آخر في السنوات الأخيرة انتهجت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة لذلك أصبح للإمريكان تأثير أكثر من اللازم على الدولة المصرية نتيجة ما يقدمونه من معونات ومساعدات وغيرها، ونحن نرى دائما صورا لذلك، فوزيرة الخارجية الأمريكة والسفيرة الأمريكية أصبح لها وضع خاص في مصر وفي الساعات الأخيرة، قلت كثيرا إن الاتصالات والمكالمات الهاتفية بين واشنطن والقاهرة لم تكف عن الرنين، وهذه المكالمات حتما لابد أن تتضمن القرارات التى ستتخذ، وأتذكر أنه في مرة من المرات في اتصال مع المشير طنطاوي قال لى لا تتخيل حجم الضغوط التى تمارس "عليا"، فالدولة لها مصالح كثيرة مرهونة عند أمريكا سواء بالمعونة أو غيرها أو حتى قطع الغيار، وأنا أعلم أنه في أحد الاتصالات بين هشام قنديل ووزيرة الخارجية الأمريكية أخبرها أن دول الخليج تقدم مساعداتها لمصر، فأكدت لها أن مفاتيح الخليج عندها بما فيها قطر، وللإنصاف هناك دول خليجية أعطت معوناتها لأسباب كانوا يراهنون عليها، وهناك دول منعت العطايا والمنح أو لم يستطيعوا أن يقدموا إلا بسماحة، ولابد أن نعلم أن العطايا التى تقدم بالملايين متاحة لكن العطايا بالبلايين، لابد هنا من مستشار فالمنطقة بها حقائق قوى جاءت إلى المنطقة بشكل ما تظهر وقت أن يتيقن المصريون من عدم الاستطاعة في الاعتماد على المساعدات العربية وبالتالى لا يكون أمامهم سوى الاستعانة بالأمريكان، ومن هنا أصبحت الدولة المصرية في حالة شبه ارتهان وهذا أمر واقع، سواء رغبنا في هذا أول ما نرغب، وعلى سبيل المثال ماحدث في المحادثات فالرئيس أوباما عندما كان يتحدث إلى الرئيس السابق، وهجل يتحدث إلى الفريق السيسي، والجنرال ديمسي يتحدث إلى رئيس الأركان صدقي صبحي، والسفير ة الأمريكية كان الناس يذهبون إليها قبل أن تذهب إليهم، فهذا كله يعبر عن قيد وحالة شبه الارتهان.
 
ما شكل هذه الصور وهذه الحوارات التى كانت تتم؟
 
على سبيل المثال، الأمريكان يتصورون أن الإخوان في هذه اللحظة هم أفضل من يخدم جميع أهدافهم، لأنهم في تصورهم أن الدين والتيار الديني هو المحرك الرئيسي للشعب المصري، وأن اللجوء إليه هو الحل الهائل، وأيضا يتعقدون أن فكرة الإسلام السياسي هو الوحيد القادر على مقاومة أكثر مايقلقهم وهي فكرة الوطنية، لأن بهذا الفكر الإسلامي يحولون ما في المنطقة من أشياء وأصول يذيبونها في الدين، وهو نطاق واسع يمتد إلى ماليزيا ودول في شرق آسيا، أما إذا تكلمنا عن الوطن فهو يعنى شعب واحد وبشر وموارد وحدود وإطار قوي وأمة واضحة المعالم، وهنا أؤكد أن التاريخ لابد أن يكون له وعاء محدد عكس مفهوم فكر الإسلام السياسي الذي ليس له وعاء محدد، فهو يلغي فكرة الوطنية، وكذلك إلغاء فكرة القومية وبالتالي من هنا يتضاءل حجم مصر وقوتها تحت فكرة الإسلام السياسي وتتضاءل قوتها الذاتية حتى في محيط الدولة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.