عرض/ سامية عياد
يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام ثم خرج منه حيا معجزة إعلن فيها الله عن شخصه وعن سر الخلاص الذى كشف عنه فى العهد الجديد بتجسد الرب يسوع وموته وقيامته فى اليوم الثالث ، فالرب يسوع هو يونان العهد الجديد الذى أعلن خلاص الله..
 
هكذا حدثنا القس إبراهيم القمص كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "قم اصرخ الى إلهك" موضحا أن معجزة يونان تكشف لنا عن أمور عديدة منها ، أولا: إعلان الله لذاته ، فهو صاحب المبادرة فى السعى إلينا بمحبة تفوق العقول ، الإنسان قد يحيد عن معرفة الله ولكنه دائما يترجاه ويلجأ إليه فى محنته وضيقته ، وسعى الإنسان نحو الله يقابله من البداية سعى وشوق إلهى غير متناه ، فالله دائما هو صاحب المبادرة ، ومعجزة يونان توضح لنا أن الله لا يتجاهل الإنسان حتى لو أهمل الإنسان الله سواء جهلا كما فعل البحارة أو عمدا مثلما فعل أهل نينوى أو ضعفا مثلما كان يونان .
 
ثانيا: الله هو إله الوعود والعناية ، الله كشف عن ذاته فى معجزة يونان ليس فقط بإعتباره الإله الخالق صاحب السيادة والسلطان على خليقته العاقلة وغير العاقلة ولكنه أيضا الإله المخلص إله الوعود والعناية ، لذا تعددت أسمائه فى العهد القديم مثل "إيلوهيم" الله الخالق ، "أدوناى" السيد الرب ، "إيليون" الإله العلى ، وفى سفر يونان أضيف لهذه الأسماء اسما آخر لله وهو "يهوه" الاسم ارتبط بقصة خلاص الشعب من عبودية فرعون فهو الإله المخلص الذى يبحث عن الإنسان وعن خلاصه ، وفى خلاصه يستخدم يونان من أجل البحارة وأهل نينوى ، ويستخدم البحارة من أجل يونان ، ويستخدم الخليقة الغير ناطقة الحيوان (الحوت) من أجل خلاص الإنسان.
 
الله يسعى إلى خلاص كل إنسان مهما كانت خطيته وضعفه ، فلا تتردد أيها الإنسان فى السعى الى الله بلهفة وحب لأننا خلقنا لله ولن نرتاح إلا فيه ..