الأقباط متحدون - البطريرك إبراهيم إسحق : الخطاب الدينى يحتاج دائماً إلى تجديد .. المهم ما نقوله لأولادنا داخل البيوت
  • ٢٢:٠٩
  • الخميس , ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٥
English version

البطريرك إبراهيم إسحق : الخطاب الدينى يحتاج دائماً إلى تجديد .. المهم ما نقوله لأولادنا داخل البيوت

محرر الأقباط متحدون

طوائف مسيحية

٥٣: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٥

البطريرك إبراهيم إسحق
البطريرك إبراهيم إسحق
كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر :" الخطاب الدينى يحتاج دائماً إلى تجديد، ليس فقط فى اللغة المستخدمة بل فى الفكر نفسه، لأن اللغة والخطاب هما انعكاس مباشر لطريقة التفكير، والتجديد الحقيقى يبدأ من السؤال: كيف ننظر إلى الآخر المختلف؟ هل نقبل أن نعيش معاً رغم اختلافاتنا؟ وهل نرى فى هذا التنوع ثراءً للمجتمع والوطن؟ فإذا تغيّر الفكر تجاه الآخر واحترامه، ستتغير معه اللغة، وطريقة التعامل، ونظرة المجتمع.
 
 
مضيفا في تصريحات لـ"الوطن" :"أما على مستوى الكنيسة، فهناك جهود واضحة لتجديد الخطاب والانفتاح على الآخر، وأشير هنا إلى لقاء نظمته لجنة العدالة والسلام التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك فى مصر، بمناسبة مرور ستين عاماً على وثيقة «فى عصرنا»، الصادرة عن المجمع الفاتيكانى الثانى، والتى تناولت علاقة الكنيسة مع غير المسيحيين من مسلمين ويهود وكيف يمكن أن نعيش معاً فى احترام وسلام وتعاون إنسانى وثقافى وروحى.
 
 
 
لافتا :"وهناك أيضاً وثائق مهمة على مستوى العالم، أبرزها وثيقة «الأخوَّة الإنسانية»، الموقعة بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التى كان لى شرف حضور توقيعها والاحتفال بها فى الإمارات، فهذه الوثيقة تُرسّخ قيم السلام والاحترام المتبادل، وتقدم أساساً قوياً لتعليم الأجيال قيماً تمنع التعصب وترفض إقصاء الآخر.
 
 
وتابع :"الحقيقة أننا كمصريين نعيش معاً منذ زمن طويل، والمسألة ليست فى حاجة إلى تنظير معقد، فعلى المستوى الشخصى نشأت منذ طفولتى وسط جيران وأصدقاء مسلمين، كنا نعيش الحياة اليومية معاً نلعب ونتعلم ونتعامل ببساطة وتلقائية دون شعور باختلاف، المهم ليس الكلام الذى نكتبه أو نعده، بل ما نقوله لأولادنا داخل البيوت: كيف نصف لهم جارنا المسلم أو المسيحى؟ وكيف نعلّمهم أن ينظروا إلى الآخر؟ التعايش الحقيقى يبدأ من البيت، من التعامل الإنسانى اليومى، ومن احترام كرامة الآخر، كل منا يملك شيئاً جميلاً يمكن أن يمنحه للآخر، وعيوباً يمكن أن نتجاوزها معاً.. فأساس التعايش ليس التوجيه النظرى، بل الحياة المشتركة التى تشكل وعينا وتربيتنا وأسلوبنا فى النظر إلى المجتمع.