الأقباط متحدون - مطران القدس : الذين أحرقوا شجرة عيد الميلاد في جنين يسيئون للمسيحيين وندعو من أجلهم.. والمسيحيون باقون في هذه الديار
  • ١٧:١٩
  • الثلاثاء , ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥
English version

مطران القدس : الذين أحرقوا شجرة عيد الميلاد في جنين يسيئون للمسيحيين وندعو من أجلهم.. والمسيحيون باقون في هذه الديار

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٢٠: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٥

 المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس
المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس
كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس :" ابتدأت المواسم الميلادية المجيدة في سائر ارجاء العالم وفي هذا المشرق وفي ارضنا المقدسة بنوع خاص ، ذلك لان هذه الأرض المقدسة والمباركة هي ارض الميلاد والتجسد والفداء.
 
مضيفا في بيان :"اننا نقدم تهنئتنا القلبية لكل أولئك الذين يحتفلون بالميلاد المجيد سواء كان هذا حسب التقويم الغربي يوم 25 ديسمبر او حسب التقويم الشرقي يوم ال7 من يناير ، فقد تعددت التقاويم ولكن رسالة العيد واحدة وصاحب العيد هو واحد وهو الرب يسوع المسيح الذي تجسد في مغارة بيت لحم وولد فيها باعثا الامل والرجاء في النفوس.
 
ومن مهده الى لحده وما بعد قيامته كان دائما ينشر قيم المحبة والرحمة والإنسانية والدعوة الى التوبة الحقيقية والابتعاد عن الشرور والاحقاد بكافة اشكالها والوانها.
فهو معلمنا الأول والذي من كلماته يجب ان ندرك بأننا يجب ان نعيش مسيحيتنا الحقيقية وان تكون مسيحية قويمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .
 
في فلسطين وخاصة في بيت لحم مدينة الميلاد المقدسة والمباركة هنالك نكهة خاصة للعيد ذلك لان المغارة هي ماثلة امامنا وهي خير شاهد على حدث الميلاد المجيد ، ففي سائر ارجاء العالم يحتفلون بالميلاد في هذا الزمن أما نحن في فلسطين فكل الأيام هي للميلاد وكل الأيام هي للقيامة لان ارضنا هي شاهدة على هذه الاحداث الخلاصية وأبناء هذه الديار يعاينون كنيسة المهد في كل يوم ويعاينون كنيسة القيامة في كل يوم أيضا كما وغيرها من الأماكن المقدسة والتي تذكرنا بمحبة الله لنا وافتقاده للإنسانية كلها ورحمته التي لا حدود لها.
 
الميلاد بالنسبة الينا في هذه الديار ليس عيدا فحسب وليس يوما نستذكر فيه حدثا خلاصيا فحسب بل هو واقع نعيشه ونراه امامنا لان مغارة الميلاد ماثلة امامنا كما القبر المقدس وسائر الأماكن المقدسة .
 
هنالك راهب من الجبل المقدس الذي كتب كتابا عن الأماكن المقدسة في فلسطين ووصف هذه الأماكن لا سيما كنيسة المهد وكنيسة القيامة بأنها الانجيل الخامس أي اننا في هذا الانجيل نرى كل ما قرأناه واستمعنا اليه في الاناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا .
 
ما احلى وما اجمل هذه الأرض المزينة بالنعم والبركات الإلهية والتي يسعى أعداء الإنسانية لتشويهها والنيل من رسالتها الإنسانية والروحية النبيلة.
 
ما أجمل فلسطين واماكنها المقدسة التي نسكن في رحابها ولكنها ساكنة فينا وفي  وجدان كل انسان مؤمن في هذا المشرق وفي هذا العالم .
 
كنت اتحدث البارحة مع مطران جليل من سوريا وقد قال لي وهو متأثر بأن امنيتي قبل ان اغادر هذا العالم هي ان ازور فلسطين الأرض المقدسة وان اسجد امام القبر الفارغ وامام مغارة الميلاد في بيت لحم .
 
فقلت له ما دمت ترغب بذلك فأنا أتمنى ان تتحقق امنيتك هذه وهي امنية الكثيرين من أولئك الذين يعشقون هذه الأرض ويحبونها وهم مرتبطون بها ايمانيا وروحانيا وانسانيا .
 
ان أولئك الذين احرقوا شجرة الميلاد في جنين لربما أرادوا ان يقولوا لمسيحيي هذه الديار بأنكم أناس ليس مرغوب بكم بأن تبقوا في هذه الأرض ، ولربما أرادوا ان يقولوا لنا بأن حزموا امتعتكم وغادروا بلدكم ولربما تكون هنالك رسائل أخرى لا نعلمها ولكن ما نعلمه ان الرد على هذا العمل المشبوه اتى من كافة شرائح شعبنا وبكافة مكونات هذا الشعب ، فكم كان جميلا ان يذهب البارحة مفتي جنين مع اباءها الاجلاء لكي يعيدوا تزيين الشجرة واضاءتها ولكي يقولوا للعالم بأسره بأن قوى الشر حيثما كانت واينما وجدت لن تتمكن من النيل من اخوتنا ووحدتنا ومحبتنا لبعضنا البعض .
 
اما المسيحيون الفلسطينيون الذين احزنهم وازعجهم ما حدث في جنين لانهم أناس مسالمون محبون لكنيستهم ومحبون لوطنهم ولاخيهم الانسان أيا كان هذا الانسان وايا كان معتقده فإنني أقول بأن المسيحيين باقون في هذه الديار ومهما تمت الإساءة اليهم ولرموزهم الدينية فهم ثابتون في انتماءهم لقيم ايمانهم وحضورهم وعراقة وجودهم في هذه البقعة المباركة من العالم .
 
لن تنال من عزيمتنا أي أفعال مشبوهة ومن احرق الشجرة في جنين ومن يبصق على رجال الدين في القدس انما هم في الواقع وجهان لعملة واحدة ، فحيثما هنالك تطرف وكراهية نحن نقول بأننا نرفض هذه المظاهر وننادي بالمحبة والاخوة والسلام واحترام كل انسان لاخيه الانسان .
 
اذكر من احرقوا شجرة جنين بأن المسيحية عبر تاريخها المجيد تعرضت لممارسات وافعال ابشع من هذا ولكنها بقيت صامدة واستمرت في تأدية رسالتها وحضورها ومناداتها بالانسانية والرحمة والسلام .
 
من اعتدوا على شجرة جنين ومن يسيئون للمسيحيين ويكفرونهم نقول لهم بأننا ندعو من اجلكم فإيماننا المسيحي لا يحثنا ان نقابل الشتيمة بالشتيمة والشر بالشر بل يعلمنا ان نصلي وان ندعو من اجل اعداءنا لكي لا يكونوا أعداء ونحن لا نريد أعداء على الاطلاق بل نريد أصدقاء يحبوننا ونحبهم ونتعاون ونتفاعل معا وسويا خدمة للإنسانية كلها وخدمة لهذه الأرض المقدسة وقضيتها العادلة.
 
واختتم :"المسيحيون باقون في هذه الديار وهم متمسكون بإيمانهم وانتماءهم لوطنهم ولن تنال من عزيمتهم وارادتهم أفعال مشينة وتصرفات غير مسؤولة وغير حكيمة، " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون " واهدهم الى طريق المحبة والخير والسلام والاخوة الإنسانية .