الأقباط متحدون - البابا لاون: الراحة الحقيقية تولد من الإصغاء للقلب والعودة إلى محبة الله
  • ١٥:٤٧
  • الاربعاء , ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥
English version

البابا لاون: الراحة الحقيقية تولد من الإصغاء للقلب والعودة إلى محبة الله

محرر الأقباط متحدون

مسيحيون حول العالم

٥٨: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥

البابا لاون
البابا لاون

محرر الأقباط متحدون
خلال مقابلته العامة مع المؤمنين، قدّم صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، تعليمًا روحيًا تناول فيه صخب الحياة المعاصرة، وسرّ المعنى الحقيقي للوجود الإنساني، داعيًا إلى إعادة ترتيب الأولويات، والانتقال من منطق الفعل الدائم إلى عمق الكيان، حيث يجد الإنسان راحته لا في التوقّف، أو الخمول، بل في محبة الله الحيّة.

وفي مستهل تعليمه الأسبوعي، أقرّ الحبر الأعظم بأن وتيرة الحياة السريعة، والحركة المستمرة باتتا السمة الغالبة على عالم اليوم، محذرًا في الوقت نفسه من الإفراط في الانشغال الذي يتحوّل إلى دوّامة تُخدِّر الإنسان، فتتركه مرهقًا، وفارغًا، رغم ازدحام أيامه بالالتزامات، والإنجازات.

وأكد الأب الأقدس أن الإنسان ليس آلة، بل يحمل قلبًا، مستشهدًا بقول الإنجيل: "حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضًا". 

وفي هذا السياق، انتقد بابا الكنيسة الكاثوليكية تعريف الكنز في عالم اليوم بالاستثمارات، والثروات المتراكمة بظلم، مشيرًا إلى أن هذا النموذج الاقتصادي يُعبَد بثمن دموي تدفعه ملايين الأرواح البشرية، ومؤكدًا أن الكنز الحقيقي لا يُخزَّن في المصارف، بل يُحفَظ في القلب.

وانطلاقًا من روحانية القديس أوغسطينوس، توقّف قداسة البابا عند مفهوم "القلب القَلِق"cor inquietum"، موضحًا أن هذا القلق الوجودي ليس خللًا، أو ضعفًا، بل علامة على أن قلب الإنسان موجَّه نحو غايته الأخيرة، أي العودة إلى الديار، فالاستقرار الحقيقي، بحسب قداسته، لا يتحقق بامتلاك خيرات العالم، بل بنيل ما يملأ القلب بالكامل، أي محبة الله، بل الله الذي هو المحبة عينها.

غير أن هذا الكنز الإلهي، كما شدّد عظيم الأحبار، لا يُكتشف في العزلة، بل في المحبة الملموسة للقريب، قائلًا: إن القريب هو ذاك الذي يدعونا إلى الإبطاء، والنظر في عينيه، وربما تعديل برامجنا، أو تغيير اتجاهاتنا، لأن المحبة الحقيقية تتطلّب حضورًا، وإصغاءً وتجاوبًا.

وفي ختام تعليمه، وجّه قداسة البابا لاون الرابع عشر، رسالة رجاء، مؤكدًا أن سرّ الحياة يكمن في عودة القلب إلى مصدر كيانه. وبفضل فصح المسيح، مشددًا على أن القلب القَلِق لن يخيب أبدًا، ما دام منخرطًا في ديناميكية المحبة التي خُلِق من أجلها، مختتمًا بالقول: لقد انتصرت الحياة، وفي المسيح ستستمر في الانتصار على كل موت يومي.